الكولونيل شربل بركات
من يراقب تصرفات النظام السوري في عهدي الرئيس الأسد الأب والابن على السواء يرى أن لا تغيير يذكر في المواقف والتصرف وكأن ماكينة الحكم السوري تعمل تلقائيا أي بدون تدخل بشري أو كأنها قد صممت على أساس برنامج معين يسمح بالتعديلات الجزئية تحت الضغط ولكنه يعود دوما إلى الأساس بعد أن تهدأ الظروف المؤقتة.
مناسبة الحديث هي زيارة الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان التي قيل الكثير عنها وهي تأتي بعد قطيعة بين الحكم في لبنان وسوريا دام حوالي الثلاث سنوات تخللته اتهامات وتخوين وتهديدات على أنواعها، وأعمال عنف واغتيالات وحروب واجتياحات وتسكير حدود، وبالطبع تدخلات إقليمية ودولية ومؤتمرات وقمم لم تخلو هي أيضا من محاولات الضغط أو الترغيب، وتحول في مواقف بعض الموالين لسوريا تاريخيا وبعض المعارضين لسوريا جهارة ما جعل المراقبين يضيّعون البوصلة ويتيهون في الاتجاهات.
كان المنتظر بعد أن أوشك النظام السوري أن يقطف ثمار أعماله، التي بعدت كثيرا عن تصرفات الجيران وأمعنت في الحقد والانتقام بطرق أين منها مدرسة مكيافيللي أو ستالين، إدانة واضحة من قبل المحكمة الدولية التي صدر قرار دولي بها وعين قضاتها لا بل رصدت لها الميزانية والأموال ودعمها المجتمع الدولي برمته، هذه كانت ستؤدي فعلا، كما توقع اللبنانيون، إلى سقوط نظام البعث في دمشق كما سقط قبله نظام صدام في بغداد، ومن هنا كانت الاتصالات بين المسؤولين اللبنانيين وحكام دمشق قد قطعت ولم يعد يظهر منها سوى رسائل الحقد والتخريب التي كادت تطيح بالبلدين على طريقة شمشون المعروفة أي "علي وعلى أعدائي يا رب".
ولكن تردد الحكم في لبنان أسقط المبادرة من يده فضاعت الفرصة تلو الأخرى، وبدل أن تنجح الديمقراطية اللبنانية التي أتت بأكثرية نيابية تريد تجريد سوريا من ورقة التين والانتهاء من تدخل نظامها بالشأن اللبناني الذي أدى بالبلد إلى الخراب والحروب الداخلية والخارجية لثلاثين سنة، عادت سوريا بمساعدة إيران هذه المرة وبنفس الوسائل الإرهابية لتمنع اللبنانيين من التحرر من قيودها وتعيدهم شيئا فشيئا إلى "الأحضان".
لقد منعت سوريا العملية الديمقراطية في لبنان من الاستمرار بالضغط على الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي، بالتفجيرات حينا وبالاغتيالات حينا آخر، بالتظاهر هنا وبالاعتصام هناك، بمهاجمة القوى الشرعية والتهديد بتقسيمها وبإشعال الحرب على لبنان كله من الخارج أو على مناطقه الواحدة تلو الأخرى من الداخل. وكان العالم الحر الذي يعرف الداء والدواء يساند لبنان للتخلص من براثن "الشقيقة" وحبائلها، ولكن على ما يبدو أن ثلاثين سنة من العيش في ظل الاحتلال فعلت فعلها وأظهرت بدون شك أن الحرية قبل أن تصبح واقعا معيوشاً يجب أن تكون حلما لا بل حالة عشق نفسية يعيشها طالبها وهي لا يمكن أن تعطى ولا أن تفرض. ولذا فإن الشعوب الحرة تتحرك عاجلا ضد أي احتلال لكي لا يعتاد أهلها الذل المقبول فيفضلونه على النضال المكلف.
في 1973 منعت سوريا لبنان الذي كان يحكمه الرئيس فرنجية من إنهاء الحالة الفلسطينية الشاذة التي تمثلت بعرفات ومنظمة التحرير وذلك بتهديدها بالتدخل وبحض السنة على الوقوف بجانب عرفات وربعه وتفضيله على بلدهم لبنان. وفي 1983 منعت سوريا الرئيس الجميل من إبرام الاتفاق على خروج الإسرائيليين ودفعت بالدروز للقتال من أجل قلب الموازين وعودتها للتحكم منفردة بساحة هذا البلد. وفي حرب التحرير التي قام بها الرئيس العماد عون سنة 1988 لم يقف المجتمع الدولي بحزم ووضوح بجانب لبنان فوأد المسيحيون الحركة الاستقلالية بحرب الإلغاء. واليوم وبعد أن وقف العالم والعرب مجتمعين وصدر القرار الدولي واضحا وخرج السوريون من كل البلد جاءنا الإيرانيون عنصرا جديدا أفقدنا الوحدة من أجل الاستقلال وفرض وقوف الشيعة مع سوريا ومنع الاستمرار في مسيرة التحرر والاستقلال الناجز.
زيارة الرئيس الجديد إذا لم تأت من باب التساوي والمصالحة هذه المرة أيضا بل من باب الاسترضاء، كما يبدو، فما هو المتوقع من هكذا زيارة وما هي النتائج المتوخاة؟
تصور البعض بأن الرئيس الجديد سيأتي بالترياق الشافي لأن سوريا التي تعرضت للضغوط تعرف الآن أكثر مما مضى أن لبنان بلد مدعوم دوليا وعربيا وهي بالرغم من ثلاثين سنة من الاحتلال لم تقدر أن تفرض نفسها وسلطتها عليه فالأفضل لها أن تتنازل عن العنجهية وتبادر إلى التعاون كبلد جار فتعترف للبنان باستقلاله وتتبادل معه العلاقات الطبيعية والديبلوماسية التي يفرضها القانون الدولي وتمتنع عن التدخل بشؤونه الخاصة وأموره الداخلية وترسم الحدود الجغرافية بينهما وتتعاون مع حكومته بالشكل الطبيعي الذي يمليه واقع الجيرة التي يجب أن تكون جيرة حسنة ومتكافئة. وهكذا فإن زيارة الرئيس اللبناني في أول عهده لسوريا هو مخرج لنظام دمشق سينهي الأزمة ويفتح بابا جديدا لتعاون مبني على المصالح المشتركة ويظهر حسن نية الجانب اللبناني بالرغم من الموقف الواضح الغير متنازل عن حق لبنان في ملاحقة قضاياه الأساسية التي تشكل المحكمة الدولية ومزارع شبعا جزءا لا يتجزأ منها.
صحيح أن المبادرة اللبنانية تظهر عن حسن نوايا وهي بحد ذاتها قد لا تكون مفصلا أساسيا في السياسة اللبنانية ولكن نتائجها الباهتة لم تعط الوهج اللازم لبداية عهد الرئيس سليمان. فالاعتراف باستقلال لبنان من قبل دمشق أساسي، ومهما قيل فإنه يبقى خطوة مهمة يجب أن تترافق مع تبادل العلاقات الديبلوماسية، ولكن مبادرة الرئيس اللبناني الذي يبدأ عهده بإنهاء القطيعة وفتح صفحة جديدة، كان يجب أن تكلل بسلسلة من الهدايا الرمزية لتعطي لهذا العهد دفعا على أنه يحافظ على مصالح اللبنانيين وأن مبادرته هي بداية مختلفة لا استمرار لمسلسل قديم معروف النتائج سلفا. فلو أن الحكم السوري توج هذه الزيارة مثلا بإعلانه الإفراج عن كل السجناء والموقوفين اللبنانيين ونيته إنهاء هذا الملف كليا واستعداده لدرس المشاكل التي أدى لها الاحتلال السوري للبنان والاتعاظ منها وعدم معارضته إعادة النظر بكافة الاتفاقيات والمعاهدات المعقودة بين البلدين لكي يشعر اللبنانيون بأن الأمور تسير بالاتجاه المطلوب، لكان موقف الرئيس العماد سليمان مختلفا، ولكن أن يتضمن البيان النهائي إعلانا عن إنشاء لجان لمتابعة ملف المفقودين وألا يأتي من قريب أو بعيد على الأمور الأخرى هو عنوان واضح لنتائج هذه الزيارة وكأن نظام دمشق يريد أن يرينا بالعماد سليمان نسخة منقحة عن العماد لحود، مع أن اللبنانيين يعرفون أن هناك اختلافا بين الاثنين إن في الشخصية أو طريقة التصرف ولو أنهما من نفس المدرسة، وهم يأملون بأن الظروف المرافقة للرئيس سليمان قد تكون أفضل من التي رافقت الرئيس لحود فجعلته يصبح رمزا لفترة احتلال بغيض قمع اللبنانيين وسمح بقتل رموزهم فلا يريدونها أن تعود ولا يريدون حتى تذكرها.
بالرغم مما يجري في دمشق بين الحين والآخر وبالرغم من المناورات التي يقوم بها نظام الأسد؛ إن بالتستر على أمور كبرى مثل قصف دير الزور أو اغتيال مغنية وسليمان، أو في مفاوضاته مع إسرائيل وغيرها من القوى العالمية حول ملفات مهمة، وبالرغم من إعطائه دفعا للحركة الشيعية في سوريا وتسهيله لتحرك الإيرانيين وتخليه شيئا فشيئا عن الورقة البعثية العروبية، إلا أن نظرته التوسعية لا تزال حاضرة وطريقته في التعامل مع الملفات الأساسية لا تزال عينها وطرحه بشأن لبنان لم يخرج بعد عن كونه "كيانا مصطنعا"، فهل نأمل بالخير من زيارات بين المسؤولين في البلدين وعلاقات متوازنة في المستقبل المنظور؟ أم أننا سننتظر عودة الهيمنة من شباك السفارة هذه المرة بدل من مركز المخابرات في عنجر؟
من يراقب تصرفات النظام السوري في عهدي الرئيس الأسد الأب والابن على السواء يرى أن لا تغيير يذكر في المواقف والتصرف وكأن ماكينة الحكم السوري تعمل تلقائيا أي بدون تدخل بشري أو كأنها قد صممت على أساس برنامج معين يسمح بالتعديلات الجزئية تحت الضغط ولكنه يعود دوما إلى الأساس بعد أن تهدأ الظروف المؤقتة.
مناسبة الحديث هي زيارة الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان التي قيل الكثير عنها وهي تأتي بعد قطيعة بين الحكم في لبنان وسوريا دام حوالي الثلاث سنوات تخللته اتهامات وتخوين وتهديدات على أنواعها، وأعمال عنف واغتيالات وحروب واجتياحات وتسكير حدود، وبالطبع تدخلات إقليمية ودولية ومؤتمرات وقمم لم تخلو هي أيضا من محاولات الضغط أو الترغيب، وتحول في مواقف بعض الموالين لسوريا تاريخيا وبعض المعارضين لسوريا جهارة ما جعل المراقبين يضيّعون البوصلة ويتيهون في الاتجاهات.
كان المنتظر بعد أن أوشك النظام السوري أن يقطف ثمار أعماله، التي بعدت كثيرا عن تصرفات الجيران وأمعنت في الحقد والانتقام بطرق أين منها مدرسة مكيافيللي أو ستالين، إدانة واضحة من قبل المحكمة الدولية التي صدر قرار دولي بها وعين قضاتها لا بل رصدت لها الميزانية والأموال ودعمها المجتمع الدولي برمته، هذه كانت ستؤدي فعلا، كما توقع اللبنانيون، إلى سقوط نظام البعث في دمشق كما سقط قبله نظام صدام في بغداد، ومن هنا كانت الاتصالات بين المسؤولين اللبنانيين وحكام دمشق قد قطعت ولم يعد يظهر منها سوى رسائل الحقد والتخريب التي كادت تطيح بالبلدين على طريقة شمشون المعروفة أي "علي وعلى أعدائي يا رب".
ولكن تردد الحكم في لبنان أسقط المبادرة من يده فضاعت الفرصة تلو الأخرى، وبدل أن تنجح الديمقراطية اللبنانية التي أتت بأكثرية نيابية تريد تجريد سوريا من ورقة التين والانتهاء من تدخل نظامها بالشأن اللبناني الذي أدى بالبلد إلى الخراب والحروب الداخلية والخارجية لثلاثين سنة، عادت سوريا بمساعدة إيران هذه المرة وبنفس الوسائل الإرهابية لتمنع اللبنانيين من التحرر من قيودها وتعيدهم شيئا فشيئا إلى "الأحضان".
لقد منعت سوريا العملية الديمقراطية في لبنان من الاستمرار بالضغط على الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي، بالتفجيرات حينا وبالاغتيالات حينا آخر، بالتظاهر هنا وبالاعتصام هناك، بمهاجمة القوى الشرعية والتهديد بتقسيمها وبإشعال الحرب على لبنان كله من الخارج أو على مناطقه الواحدة تلو الأخرى من الداخل. وكان العالم الحر الذي يعرف الداء والدواء يساند لبنان للتخلص من براثن "الشقيقة" وحبائلها، ولكن على ما يبدو أن ثلاثين سنة من العيش في ظل الاحتلال فعلت فعلها وأظهرت بدون شك أن الحرية قبل أن تصبح واقعا معيوشاً يجب أن تكون حلما لا بل حالة عشق نفسية يعيشها طالبها وهي لا يمكن أن تعطى ولا أن تفرض. ولذا فإن الشعوب الحرة تتحرك عاجلا ضد أي احتلال لكي لا يعتاد أهلها الذل المقبول فيفضلونه على النضال المكلف.
في 1973 منعت سوريا لبنان الذي كان يحكمه الرئيس فرنجية من إنهاء الحالة الفلسطينية الشاذة التي تمثلت بعرفات ومنظمة التحرير وذلك بتهديدها بالتدخل وبحض السنة على الوقوف بجانب عرفات وربعه وتفضيله على بلدهم لبنان. وفي 1983 منعت سوريا الرئيس الجميل من إبرام الاتفاق على خروج الإسرائيليين ودفعت بالدروز للقتال من أجل قلب الموازين وعودتها للتحكم منفردة بساحة هذا البلد. وفي حرب التحرير التي قام بها الرئيس العماد عون سنة 1988 لم يقف المجتمع الدولي بحزم ووضوح بجانب لبنان فوأد المسيحيون الحركة الاستقلالية بحرب الإلغاء. واليوم وبعد أن وقف العالم والعرب مجتمعين وصدر القرار الدولي واضحا وخرج السوريون من كل البلد جاءنا الإيرانيون عنصرا جديدا أفقدنا الوحدة من أجل الاستقلال وفرض وقوف الشيعة مع سوريا ومنع الاستمرار في مسيرة التحرر والاستقلال الناجز.
زيارة الرئيس الجديد إذا لم تأت من باب التساوي والمصالحة هذه المرة أيضا بل من باب الاسترضاء، كما يبدو، فما هو المتوقع من هكذا زيارة وما هي النتائج المتوخاة؟
تصور البعض بأن الرئيس الجديد سيأتي بالترياق الشافي لأن سوريا التي تعرضت للضغوط تعرف الآن أكثر مما مضى أن لبنان بلد مدعوم دوليا وعربيا وهي بالرغم من ثلاثين سنة من الاحتلال لم تقدر أن تفرض نفسها وسلطتها عليه فالأفضل لها أن تتنازل عن العنجهية وتبادر إلى التعاون كبلد جار فتعترف للبنان باستقلاله وتتبادل معه العلاقات الطبيعية والديبلوماسية التي يفرضها القانون الدولي وتمتنع عن التدخل بشؤونه الخاصة وأموره الداخلية وترسم الحدود الجغرافية بينهما وتتعاون مع حكومته بالشكل الطبيعي الذي يمليه واقع الجيرة التي يجب أن تكون جيرة حسنة ومتكافئة. وهكذا فإن زيارة الرئيس اللبناني في أول عهده لسوريا هو مخرج لنظام دمشق سينهي الأزمة ويفتح بابا جديدا لتعاون مبني على المصالح المشتركة ويظهر حسن نية الجانب اللبناني بالرغم من الموقف الواضح الغير متنازل عن حق لبنان في ملاحقة قضاياه الأساسية التي تشكل المحكمة الدولية ومزارع شبعا جزءا لا يتجزأ منها.
صحيح أن المبادرة اللبنانية تظهر عن حسن نوايا وهي بحد ذاتها قد لا تكون مفصلا أساسيا في السياسة اللبنانية ولكن نتائجها الباهتة لم تعط الوهج اللازم لبداية عهد الرئيس سليمان. فالاعتراف باستقلال لبنان من قبل دمشق أساسي، ومهما قيل فإنه يبقى خطوة مهمة يجب أن تترافق مع تبادل العلاقات الديبلوماسية، ولكن مبادرة الرئيس اللبناني الذي يبدأ عهده بإنهاء القطيعة وفتح صفحة جديدة، كان يجب أن تكلل بسلسلة من الهدايا الرمزية لتعطي لهذا العهد دفعا على أنه يحافظ على مصالح اللبنانيين وأن مبادرته هي بداية مختلفة لا استمرار لمسلسل قديم معروف النتائج سلفا. فلو أن الحكم السوري توج هذه الزيارة مثلا بإعلانه الإفراج عن كل السجناء والموقوفين اللبنانيين ونيته إنهاء هذا الملف كليا واستعداده لدرس المشاكل التي أدى لها الاحتلال السوري للبنان والاتعاظ منها وعدم معارضته إعادة النظر بكافة الاتفاقيات والمعاهدات المعقودة بين البلدين لكي يشعر اللبنانيون بأن الأمور تسير بالاتجاه المطلوب، لكان موقف الرئيس العماد سليمان مختلفا، ولكن أن يتضمن البيان النهائي إعلانا عن إنشاء لجان لمتابعة ملف المفقودين وألا يأتي من قريب أو بعيد على الأمور الأخرى هو عنوان واضح لنتائج هذه الزيارة وكأن نظام دمشق يريد أن يرينا بالعماد سليمان نسخة منقحة عن العماد لحود، مع أن اللبنانيين يعرفون أن هناك اختلافا بين الاثنين إن في الشخصية أو طريقة التصرف ولو أنهما من نفس المدرسة، وهم يأملون بأن الظروف المرافقة للرئيس سليمان قد تكون أفضل من التي رافقت الرئيس لحود فجعلته يصبح رمزا لفترة احتلال بغيض قمع اللبنانيين وسمح بقتل رموزهم فلا يريدونها أن تعود ولا يريدون حتى تذكرها.
بالرغم مما يجري في دمشق بين الحين والآخر وبالرغم من المناورات التي يقوم بها نظام الأسد؛ إن بالتستر على أمور كبرى مثل قصف دير الزور أو اغتيال مغنية وسليمان، أو في مفاوضاته مع إسرائيل وغيرها من القوى العالمية حول ملفات مهمة، وبالرغم من إعطائه دفعا للحركة الشيعية في سوريا وتسهيله لتحرك الإيرانيين وتخليه شيئا فشيئا عن الورقة البعثية العروبية، إلا أن نظرته التوسعية لا تزال حاضرة وطريقته في التعامل مع الملفات الأساسية لا تزال عينها وطرحه بشأن لبنان لم يخرج بعد عن كونه "كيانا مصطنعا"، فهل نأمل بالخير من زيارات بين المسؤولين في البلدين وعلاقات متوازنة في المستقبل المنظور؟ أم أننا سننتظر عودة الهيمنة من شباك السفارة هذه المرة بدل من مركز المخابرات في عنجر؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق