الأحد، أغسطس 31، 2008

تسليم القاتل لا يكفي

سعيد علم الدين
الشعبُ غاضبٌ، بألم عارمٍ، وحنقٍ دائمٍ، وصراخِ في وجه القتلة ومَن وراء القتلة، ودعاءٍ صادقٍ من أعماق القلب سيستجيب له الرب، وسينتهي عهد الطغاة الجدد الظالمين الفاسدين المفسدين المستبدين في الأرض قريبا وسيدفعوا ثمن جرائمهم دما، كما أدموا وما زالوا يدمون قلوب اللبنانيين الشرفاء.
فدماء هذا الشعب الطيب الأمين ليست رخيصة الى هذا الحد لتراق بهذه البساطة في اقليم التفاح وعلى تلة "سجد" دفاعا عن المشروع النووي الإيراني المقدس وحماية للنظام السوري المفلس.
ولا يكفي هنا أبدا تسليم القاتل أو القتلة، بل يجب انهاء هذا الوضع الميليشاوي الشاذ جذريا بكل الوسائل الممكنة وبدعم عربي ودولي تطبيقا لقرارات الشرعية الدولية وتسليم السلاح الغير شرعي في كل انحاء لبنان للدولة!
والا فان مؤامرات حزب الله المتكررة وخبثه في نشر ثقافة الفتنة وممارساته الميليشياوية الاستفزازية مع أذنابه والمتنقلة من الشمال الى الجنوب ومن البقاع الى بيروت ستثمر حتما وسينفجر لبنان في وجه الجميع وعندها لن يبقى لا دولة ولا جيش ولا شعب ولا كيان! وسوريا وإيران يصبون الزيت يوميا على نار البركان لتحقيق هذا الهدف المدان، وكأن لبنان ولاية أمريكية ومزرعة لهم ودكان.
وتبريرهم مثير للسخرية عندما يبررون جريمتهم النكراء بالقول أنهم لم يستطيعوا التمييز بين المروحية اللبنانية المذيلة بالعلم اللبناني والمروحية الاسرائيلية.
ويتساءل المواطن العادي:
لماذا ومنذ التمديد للحود وصدور القرار 1559 الداعي الى قيام الدولة ونزع سلاحهم لا يُستهدف ولا يتم اغتيال الا الماروني والسني والارثوذكسي والدرزي ولا تحدث الانفجارات والمشاكل والتعديات والاستفزازات الا ضدهم وفي عقر ديارهم وقلب مناطقهم؟
هل للقضاء على لبنان الديمقراطي العربي التعددي والذي هو النقيض الصارخ للنظام السوري الطائفي العشائري الفردي المستبد وللمشروع المجوسي المذهبي الشمولي؟
ولهذا لا بد من تصفية كل من يقف بوجههم ويدعو لقيام الدولة القادرة ونزع سلاحهم!
دماء اللبنانيين ليست رخيصة الى هذا الحد ولا يجب ان تمر هذه الجريمة المتعمدة النكراء التي ذهب ضحيتها النقيب الطيار المميز الشاب سامر حنا مرور الكرام.
على الجيش ان يأخذ زمام المبادرة بعد أن فقدها بسبب مؤامرة حزب الله وافتعاله لأحداث الشياح: لكي يفقد الجيش المبادرة ويتم لجمه وتحييده. وهذا تحقق للحزب المتآمر بشكل كبير.
الجيش يمثل الشعب والشرعية ويحظى بتعاطف واحتضان اللبنانيين واذا لم يحسم امره وياخذ المبادرة فسيخسر احتضان الشعب له.
رحم الله الشهيد البريء سامر حنا وألهم أهله ورفاقه وأبناء منطقته الكرام في البترون وتنورين والشمال الحزين ولبنان المنكوب بصبية المجوس الصبر السلوان.
سامر الذي اغتيل قنصاً وغدراً وظلما وعدونا في وضح النهار وعلى تلال وطنه وبأيدي من اعتبرهم إخوته ودافع عنهم مع رفاقه الجنود البواسل في حرب تموز، التي ورطوا هم أنفسهم بها لبنان حماقة ومن ثم ندامة، حيث سقط من الجيش اكثر من خمسين شهيدا في مواجهة اسرائيل، أما هم صبية ولاية الفقيه الفارسي، خونة الوطن، ميليشا الفتنة او ما يسمى سابقا "مقاومة" فقد كانوا ألدَ من ألد الاعداء، وفُرسَ غرباء، وقتلةً أشداءَ على اللبنانيين الشرفاء وردوا الجميل لسامر وللجيش على طريقتهم المعروفة في نكران الجميل.
فحقدهم على الجيش معروف عندما كانوا يمنعونه دون مبرر من دخول الجنوب ليبقى لبنان ساحةً سائبةً لهم ولتبقى السيادة منقوصة والاستقرار هش، والاستقلال غير ناجز، والاختراقات الاسرائيلية مستمرة، والدولة بلا قرار والوطن الصغير خاضعا لمشاريع المحور السوري الإيراني الكارثية على لبنان فقط.
حقدهم زاد على الجيش عندما دخل بترحيب شعبي عارم وبقوة إلى الجنوب وثبت أقدامه وحماه من أي اختراق إسرائيلي. حيث عم السلام المنطقة الجنوبية بوجود الجيش الوطني وقوات اليونيفيل الصديقة.
حقدهم زاد أكثر على الجيش عندما قبض على شاحنة سلاحهم التي سماها نصر الله مهددا متوعدا الجيش ب"السلاح الغصوب".
حقدهم زاد أكثر وأكثر على الجيش بعد أن حقق انتصارا لبنانيا تاريخيا على مؤامرتهم التي حاكوها مع المجرم العبسي في نهر البارد للسيطرة على الشمال وطرابلس.
حقدهم زاد اكثر واكثر لان الجيش احتضن ثورة الارز ولم يبطش بها كما كانوا يخططون مع السوريين ويحلمون.
حقدهم على الجيش هو حقدهم على قيام الدولة السيدة القادرة المستقلة حيث جيشها هو عمادها الذي يحمي السيادة والامن والاستقرار والاستقلال.
ومن هنا فالجيش مستهدف لكي لا يكون للدولة عماد يرفع شأنها ويصون قرارها ويعيد لها هيبتها.
حقدهم دفعهم الى اغتال اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج في الخفاء لقطعه خطوطهم الأرضية الحمراء حماية لعصابة العبسي السورية.
حقدهم دفعهم أيضا على اغتال النقيب الشهيد سامر حنا في وضح النهار لقطعه خطوطهم الجوية الحمراء.
وهذه هي طريقتهم الجاحدة المعروفة في رد الجميل.
وهكذا ردوا الجميل للرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي دعمهم بأكثر ما يمكن لتحرير لبنان وشرع المقاومة دوليا، على طريقتهم المعروفة. فالمجرم الذي اغتال الرئيس الشهيد للهيمنة النهائية على لبنان وقمع الطائفة السنية وسلبها قرارها الحر، هو نفسه المجرم الذي احتل بيروت وتعرض لكرامات اهلها وأحرق مؤسسات الحريري التي فتحت قلبها لهم وأكرمتهم وقدمت لهم المأوى والطعام في حرب تموز.
ولكن وكما قال الشاعر الفذ:
إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا
فهؤلاء صبية المجوس أثبتوا للشعب اللبناني والعالم أنهم بلا شرف وناموس ، بلا عزة ولا كرامة ، ولا أصل ولا أصالة، شيمتهم الغدر والنذالة وقلوبهم ملئ بالحقد والعمالة.
مع احترامنا الكبير للبنانيين والعرب الأحرار من ابناء الطائفة الشيعية! وما هدف ولاية الفقيه الصفوية الحاقدة سوى تغريب الشيعة العرب وضربهم باخوانهم السنة للاستيلاء على ثروات المنطقة العربية وطمس تراثهم الاسلامي المشترك الصحيح.
وهكذا ردوا الجميل للرئيس السنيورة، الذي أنقذهم من الهزيمة النكراء وانهى الحرب والحصار، على طريقتهم المعروفة، بشتمه وتخوينه وهم أنفسهم الآن يتشرفون بالجلوس الى جانبه.
فمن هو الخائن الحقيقي يا ترى؟
فاتقوا جميعا ايها اللبنانيون موحدين حذرين شر من أحسنتم اليهم!
اما دولة الشاويش عون أبو الميش رب الاستغلال السياسي والتحريض والغش والتشويش، فهو يدعو الى عدم الاستغلال السياسي للجريمة وهو الذي استغل استشهاد الشهيد الوزير بيار الجميل أبشع استغلال سياسي.
هو بذلك يحاول الدفاع يائسا عن وثيقة التفاهم البائسة التي تلوثت بدماء الأبرياء وتحولت الى وثيقة التهام فارسي للبنان"
الخلاصة ان على الجيش ان لا يكتفي بتسليم القتلة بل بانهاء هذا الوضع الشاذ.
فالجيش الذي لا يحمي شعبه لن يستطيع حماية نفسه.
الجيش يدفع اليوم بالدم وسيدفع اكثر ثمن تخاذله عن حماية اهله من المجرمين والعصابات الهمجية.
حتى ولو سلم حزب الله مطلق النار فانه يستطيع باساليبه البلطجية اخراجه من السجن في أي وقت من الباب الخلفي.
فمن مارس بلطجيته على الجيش في احداث الشياح واستطاع بعد تلك البلطجية شل قرار الجيش الذي تخاذل عن حماية اهل بيروت يستطيع ممارستها وبكل وقاحة في أي وقت.
الجيش اللبناني مستهدف من المحور الإيراني السوري بشكل عام ومن مخلبه الجارح حزب الله بشكل خاص ومن بقية الاذناب والميليشيات والتنظيمات الإرهابية المتواجدة بطريقة غير شرعية على الارض اللبنانية.
فالجريمة الجديدة مقصود منها النيل من هيبة الجيش والزامه الخطوط الحمرا التي يضعها له حزب الله.
وان تأسفوا فلا تصدقوهم! إنها التقية شعار الدولة الصفوية!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

من مفهوم القوى المعارضة لاية جهة اخرى مهما كان حجم تلك القوة الاخرى هو الابتزاز نماما على الطريقة الصهيو امريكية.صحيح ان تسليم القاتل لايكفي بل لابد من التعرف على من جنده وتسليمه؛ ولابد من التعرف على من وافق على تجنيده وتسليمه؛ ولابد من التعرف على من قام بندريبه ونسليمه وعلى المسؤول عنه وعن من اشترى السلاح او هربه ومن اصدر الاوامر والاصح القبض على قيادة الحزب وتسليمها ولا بد من اصدار قرار وزاري على غرار القرارين السابقين حتى يرضى السيد الكاتب: سعيد علم الدين......