الجمعة، أغسطس 29، 2008

الحرية للمعتقلين السياسيين في السجون الفلسطينية

عطا مناع

هناك في الزنازين المظلمة التي افتتحت خصيصا للوطنيين من أبناء الشعب الفلسطيني يقبع المئات من المناضلين الذين اختطفوا من بيوتهم لمعارضتهم للحالة السياسية البائسة في فلسطين التي تجلت بانقسامات وصراع غير مسبوق على الساحة الفلسطينية، هذا الانقسام الذي دفع الشعب الفلسطيني ثمنه دما وألما وإهانة للقيادات الوطنية التاريخية التي لا زالت مؤمنة بحتمية زوال غمامة الصيف السوداء مهما طالت.

ومع اقتراب شهر رمضان المبارك حيث الحصار المفروض إسرائيليا على مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة وتهديدات عتاة المستوطنين المتطرفين بقصف المسجد الأقصى المبارك الذي انفض من حوله العرب والمسلمون وتركوه وحيدا في مواجهة البلد وزر الإسرائيلي الذي يعيث فيه فسادا كمقدمة لهدمة تحت نظر وبصر العرب الذين يتشدقون بالسراب الذي يشكل انعكاسا طبيعيا لحالة الانحطاط والتوهان العربي الذي انخرط في علاقات تطبيعية اقتصادية وسياسية وثقافية مع دولة الاحتلال، مع اقتراب شهر رمضان الفضيل هناك المئات من العائلات الفلسطينية التواقة لاحتضان الأب أو الأخ أو الابن الذي اخطتف وزج به في زنزانة ما في قطاع غزة أو الضفة الغربية باسم شعارات فارغة وتعبئة سياسية عقيمة خاصة أن الإسرائيلي يعمل على تعزيز هذه الحالة لما تشكلة من ركيزة أساسية لديمومة الاحتلال الإسرائيلي وسهولة تمرير سياساته الاستيطانية.

الملفت أن كافة الذين زج بهم في الزنازين الفلسطينية بسبب سياسة الفعل ورد الفعل وطنيون غيورين على وطنهم وتواقين للتحرر من قهر الاحتلال كل على طريقته، وقد يكون لمعظمهم تجارب مريرة في سجون الاحتلال مما يدخلهم في مقارنة غير محمودة بين ظلم ذوي القربى الذي هو اشد غضاضة وظلم دولة الاحتلال التي لم تترك أي فلسطيني إلا واستهدفته.

المعادلة معقدة وصعبة، ولكنني في هذا المقام أحاول أن اشدد على العامل الإنساني والوطني وانهيار التخريجات التي يصرح بها أطراف الصراع لتبرير تعذيبهم لأبناء شعبه وحرمانهم من العيش بحالة الأمان النسبي بين أولادهم وأهلهم، ومهما حاولت تقمص دور العائلات التي فجعت بهذه التجربة لن أستطيع أن اعبر عن ما يجول في داخلها من تفاعلات مؤلمة تنهار لها الجبال، فكما قلت المقارنة غير عادلة ولكنها موجودة ولا يمكن القفز عنها، وهذا ما يتحدث به الناس فرادا وجماعات في منازلهم وملتقياتهم العامة والخاصة مما راكم حالة اليأس والإحباط التي تنخر المجتمع الفلسطيني وتفقده أسمى تقاليده الوطنية التي على ما يبدوا ذهبت بغير رجعة لنغرق في التيه الذي لا يعلم إلا اللة متى نخرج منة.

من ينتظر معجزة فقد ولى زمن المعجزات، لان اللة لن يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم، والتغير يبدأ برفع الصوت في وجه ظاهرة الاعتقال السياسي الغير مبرر وطنيا، وقد يشكل شهر رمضان الفضيل سبب معقول لإعلان حركة حماس بشكل خاص الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين والكف عن ذر الرماد في العيون وبالطبع هذا ينطبق على سلطة رام اللة التي تنادي بالحوار الفلسطيني، هذا الحوار الذي لن يكتب له النجاح بزج الوطنيين في السجون وإغلاق المؤسسات الاغاثيه وتسمين شرائح عقدت العزم على التفريط بالوطن وبيعة بالرخيص والانقلاب على التراث الوطني للشعب الفلسطيني المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية وغض النظر عن الفساد وانتشار ظاهرة الرشوة السياسية.

ما يعني الشعب الفلسطيني الخروج من حالة الصراع ألعدمي بالتوجه للحوار الوطني الصادق، ولن يكتب لهذا الحوار النجاح بإتباع تكتيكات مكشوفة من طرفي الصراع، وببدو أن مقدمات الحوار الثنائي في القاهرة لا تبشر بخير، وخاصة أن هناك من يصب الزيت على نار الخلاف الداخلي لان مصالح هؤلاء لا تتحقق إلا بتعميق الخلاف والإبقاء على حالة الاقتتال الإعلامي، لذلك لا بد ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك المسارعة في تفعيل لجان الإفراج عن المعتقلين السياسيين في السجون الفلسطينية لان من حق الشعب الفلسطيني على قيادته أن تنتبه للحالة التي تسيطر على عشرات الآلاف من البيوت الفلسطينية التي أما فقدت أبنائها جراء الجرائم الإسرائيلية أو لا زالت تنظر أن يفك اللة أسرهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، والأكيد لا يمكن المقارنة بين المفتاح الذي يحمله السجان الإسرائيلي ومفتاح السجون الفلسطينية ففي الثانية الإمكانية واردة لتبيض السجون ووضع حد للفتك بالوطنيين الذي آن الأوان أن يتحرروا من السجون الفلسطينية ويقضوا رمضان بمعيية أسرهم لا في الزنازين المظلمة التي جلبت العار والخجل لشعبنا.

ليست هناك تعليقات: