الثلاثاء، أغسطس 12، 2008

فكأنما احيا الناس جميعاً

وجيهة الحويدر
كان "ابو فيصل" يجلس بجانب والده الذي يحتضر بسبب مرض خبيث اصابه قبل اكثر من عام، وربما يغادر الحياة في غضون الاسابيع القليلة القادمة، واذا "بأم فيصل" تأتي مسرعة اليهما في الغرفة التي تكاد تخلو من معنى لمسكن..تقبل عليهما ودموعها تحفر في تقاسيمها نتوءات ألم الفاقة والحسرة..وتصرخ

-"فيصل" سيموت .. "فيصل" تشنج مرة ثانية .. إلحقني يا "ابا فيصل" هيا نأخذه الى المستشفى...

هب "ابو فيصل" مسرعاً مع زوجته تجاه الغرفة الاخرى، حيث يرقد الرضيع "فيصل" في فراش الموت...

حمله والده ولمه وهو يبكي بحرقة..
-لا ...لا تمت يا حبيبي "فيصل".. من لي غيرك.. يكفيني اني سأتيتم من ابي... لا اريد ان افقدك انت الآخر.. عد للحياة.. ارجوك يا بني...لا تتركني وحيدا...

خفّت قليلا تشنجات "فيصل".. وكاد يفتح عينيه الصغيرتين المتعبتين.. لكن لم يستطع فقد انتابته فجأة حُمى شديدة... وصار يحمّر وجهه اكثر فأكثر..

التقطته والدته من بين يدي ابيه وهي تتمتم آيات قرآنية وادعية، واتجهت به مسرعة الى الحمام. فتحت الصنبور لتدع ماء باردا يندلق على جسد "فيصل" العليل الشاحب.. محاولة عبثا تلك الأم المسكينة ان تخفض حرارة ابنها شبه الميت...

اثناء ذلك كان "والد فيصل" يقوم بإحضار مكعبات ثلج في وعاء، وفوط صغيرة لوضعها على اطراف "فيصل"...

تغيرت عيون "فيصل" شيئا فشيئأ.. وارتفع البؤبؤ الى الاعلى وازرقت شفتاه..

بقي في تلك الحاله لدقائق معدودات مرت وكأنها دهور، وهو ينازع بين الموت والحياة.. حتى استعاد نَفَسه من جديد.. ووالدته تكاد تغرقه بدموعها الغزيرة...

تلك الدراما المحزنة صارت جزءا من حياة اسرة "ابي فيصل" الفقيرة. ألمت "بأبي فيصل" مصيبتان في آن واحد.. "ابو فيصل" بالكاد يوفر احتياجات عائلته الاساسية، فهو من معدمي هذه الأرض. يكافح ليل نهار كي لا يتضور ابناؤه جوعا.. "ابو فيصل" ازداد فقراً وفاقة بعدما اضطر ان يستلف قرضاً لكي يعالج به والده وابنه المعتلين، لكن كانت فواتير العلاج عالية جدا، صرف كل القرض ولم يشف اي منهما..وجد "ابو فيصل" نفسه اليوم بلا امل، لأنه قد يفقد والده وابنه معاً..

___________________________
"فيصل" طفل بحريني في حاجة الى اجراء عملية عاجلة في الدماغ، ووالده لا يستطيع تحمل تكاليف العملية. ربما اذا نال "فيصل" الرضيع العلاج المناسب يُكتب له عمر جديد، ويُصبح من ساعده كأنما احيا الناس جميعاً...
___________________________
للمساندة رجاء راسلوني مشكورين
او اتصلوا بهذه الارقام المرفقة
36883300 973+
39633001 973+
39628886 973+

ليست هناك تعليقات: