محمد حسن
ثلاثة عناوين رئيسة قرأتها صباح هذا اليوم على عدد من الوكالات والمواقع الإخبارية، وهي / "الزهار لـ الأهرام:إذا جرى فتح معبر رفح يومين في الأسبوع ستهدأ الأجواء"، فيما عنوان التالي كان "الادعاءات بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة تبين أنها نتيجة خلل في أجهزة الإنذار" بينما العنوان الثالث يقول "حماس تدفع باتجاه تأخير انطلاق الحوار الفلسطيني للمساومة على منصب الرئيس"
هذه العناوين الثلاثة المتسلسلة لهذا اليوم الموافق السبت 22/8/2008م قرأتها على أحد الوكالات المحسوبة على التيار الإسلامي، والتي تأتي في سياق الكشف المستمر لزيف حركة حماس المدمرة للمشروع الوطني الفلسطيني كما حذرنا منها القيادي في حركة فتح، العضو في المجلس التشريعي والعضو في المجلس الثوري الأخ المناضل "محمد دحلان" ، مرات عدة في خطاباته وتصريحاته المباشرة عبر وسائل الإعلام المختلفة، واليوم الواقع يبرهن ويترجم هذه الكلمات، وهو دليل صدقه بتنبؤه للمستقبل، إن دل فهو يدل على وعيه وثقافته وقدرته على تحليل المتغيرات وقرأت للتاريخ بشكل متأني، بالإضافة لمعرفته للنفوس المريضة التي قتلت المشروع والحلم الفلسطيني.
ولنتابع قراءة مضمون العنوان الأول حول : فتح معبر رفح يومين في الأسبوع وللمرضى والعالقين، ولنسأل هنا السيد محمود الزهار عن إبداعاته، هل هذه الاتفاقية التي تمنيتها لشعبك حول المعبر ...؟ الم يكن معبر رفح مفتوحاً وعلى "خانه" طوال أيام الأسبوع في عهد الشرعية الفلسطينية، لقد تحدثت عن اتفاقية 2005م التي تمكن من إبرامها الأخ "محمد دحلان" بعد معاناة طويلة وضغوطات شديدة مع الاحتلال والأوربيين والأمريكان والمصريين وبتدخل دولي من أجل أن ننال بعض من الحرية وبسط السيادة عليه والتي يسعى إلى تطويرها تمهيداً للخلاص الدائم من السيطرة الإسرائيلية والتدخل في الشأن الفلسطيني، باعتباره اتفاقاً مرحلياً مؤقتاً، فصورته الشناوصورتها للرأي العام بأنه أتفاق مذل وسيء ويجب الخلاص منه، فكان الإغلاق التام والبديل الأنفاق، وموت المرضى والعالقين. وكما قال السيد دحلان "المؤمن لا يكذب".
أما بخصوص العنوان الثاني حول الادعاءات بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة والتي تبين أنها نتيجة خلل في أجهزة الإنذار الإسرائيلية، وهنا ينكشف المخطط الإسرائيلي الذي يعبث بالساحة الفلسطينية الخصبة من خلال وسائله وأدواته، التي تسخر من المجريات على الساحة الفلسطينية في قطاع غزة، بالإضافة إلى شيء من ألا وعي وعدم الإدراك عند قيادات وعناصر حركة حماس، وهنا "يظهر الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"، فقبل شهر أُتهم الأخ محمد دحلان الذي يقطن في الضفة الغربية مؤقتاً بفعل انقلاب حركة حماس قبل عام على الشرعية الفلسطينية، بأن السيد دحلان هو المسؤول الأول عن إطلاق الصواريخ على دولة الاحتلال من خلال إيعازه لعناصر فتح في القطاع بقصف المغتصبات الإسرائيلية بغرض إفشال التهدئة التي أبرمتها حركة حماس مع الاحتلال الإسرائيلي، والغريب في الأمر أن حركة حماس قامت بتفكيك ومصادرة العتاد واعتقال عناصر الجناح المسلح لحركة فتح "كتائب شهداء الأقصى" في قطاع غزة أثناء انقلابها على مؤسسات السلطة وقامت بنهب وسلب مقدرات ومؤسسات السلطة قبل عام ونيف، انتهت فصولها بتجزئة الخارطة الجغرافية والسياسية بين ضفة وغزة، بالتالي كيف ستطلق كتائب شهداء الأقصى المجردة من سلاحها وصواريخها، وسط أجهزة أمن حماس المنتشرة التي ترصد وتحرس أي تحرك مشبوه داخلياً وخارجياً قرب الحدود مع قطاع غزة ودولة الاحتلال. وبهذا تنكشف مزاعم حماس والاحتلال حول اتهام حركة فتح بضلوعها في إطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بعد معرفة الخلل الذي اكتشف على جهاز الإنذار المبكر، ليكون ذريعة مهينة تغلق إسرائيل المعابر بحجة إطلاق صفارة الإنذار. وليست هذه المرة الأولى التي تتهم فيها حركة حماس شخص السيد دحلان والقيادات الفتحاوية، فهي لا تزال تحتجز المئات في سجونها وتعذبهم، وهي من قامت بإغلاق المؤسسات الخدماتية والاجتماعية، وتهاجم العائلات بين الفينة والأخرى وتقتل أبنائها، بذرائع متعددة تشرعها لعناصرها ولاستمالة عقولهم بهدف تبرير هجومها الدموي واستباحة الدماء والممتلكات وحرمة البيوت، لذلك من يقتل العشرات في مسيرة أحياء ذكرى الشهيد الخالد ياسر عرفات، والتخطيط لقتل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإعدام المئات وأخرها قبل أيام بحق عائلة حلس، هو أيضاً من يرفض الحوار ويسعى إلى إفشاله.
أما الخبر الثالث والأخير الذي طالعتنا به الوكالة كما أسلفنا والذي يقول : "حماس تدفع باتجاه تأخير انطلاق الحوار الفلسطيني للمساومة على منصب الرئيس"، وهو بالفعل ما يجري لأنها لا تريد الحوار ولا تريد التراجع عن انقلابها الذي يدعو إلى عودة الشرعية الفلسطينية إلى قطاع غزة، وطي صفحة الماضي الحزين وإنهاء الانقسام، وهو ما حذر به سابقاً الأخ محمد دحلان مرات عدة لأنه يعرف تاريخ الحركة جيداً وسعيها الطموح لإفشال مشروع السلطة، وإنشاء إمارة محدودة في غزة، وبلا مقاومة، تاركة خلفها الضفة والقدس تأن وتستصرخ، بل أنه يعرف نفوس قادة الحركة وميولهم الطامع إلى سدة الحكم قبل انقلابها على شريكها السياسي، حتى وإن داس على مئات الآلاف من جماجم الشعب الفلسطيني سعياً وراء السلطة والحكم، والتي كانت مراسيمها واضحة على إقليم يعتبر ساقط أمنياً وعسكرياً واقتصادياً ويسهل محاصرته، بل إنه يفتقر للمقومات ولا يصلح للمناورة من خلاله، والتجربة برهان، فكانت إما المساومة أو الاستسلام أو التدمير، فألحقت الأذى بالمشروع الوطني وبالثوابت الوطنية، في لحظة تشتد الهجمة الإسرائيلية في القدس والضفة، يقف المفاوض الفلسطيني متشبثاً في قراره بضرورة عودة اللاجئين ووقف الاستيطان والجدار، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وهو حلم رئيسنا الشهيد ياسر عرفات الذي تركنا على أعتابها.
إن إصرار الرئيس عباس ومن خلفه القيادة الفلسطينية وكل الغيورين والشرفاء، على ضرورة عودة قطاع غزة إلى الحضن الفلسطيني الدافئ، تأكيداً على لملة الأرض المبعثرة وانتزاعها من يد المحتل الإسرائيلي لأنهم يرون بها الجزء الأساسي كما القدس لا يمكن التفريط فيهما كجزأين متكاملين من الكيانية الفلسطينية لإتمام المشروع الوطني التحرري على كامل التراب الوطني الفلسطيني الواحد، التي نادت به الحركة الرائدة عبر صيرورة تاريخية من النضال والمقاومة انطلقت شرارتها منذ أول رصاصة صبيحة فجر عيلبون قبل نصف قرن التي أضاءت شعلة الثورة، ليبدأ مشوار الثورة الفلسطينية التي رفعت شعار الكفاح المسلح فكان عنوانها الملايين من الشهداء والجرحى والأسرى، بعملياتها الفدائية النوعية وفن إدارة المفاوضات السياسية.
إن ما يجري اليوم في قطاع غزة باختصار هو مرتبط بمشروع قديم تحدث عنه الزعماء والمحللين السياسيين الإسرائيليين قبل مجيء السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أرض الوطن عام 1994م، من خلال دعم حركة حماس وإنشاء كيانين سياسيين متناحرين منفصلين على أن يكون إحداهم في قطاع غزة، وهو بالفعل نجحت إسرائيل في تحقيقه. وهذا المشروع تحدث عنه الأخ دحلان الذي يتمتع بشخصية كاريزمية اكتسبها من خلال تجربته العريقة في إطار النشاط الشبابي الفتحاوي وفي سجون الاحتلال التي بدأت رحلته معها منذ عام 1981م، في أوقات كانت حركة المجمع الإسلامي وبشخصياتها المشبوهة تنفذ جرائم واعتداءات بحق شخصيات سياسية ودينية في الجامعات الفلسطينية في مدينة غزة، فزادت تجربة السيد دحلان لاسيما بعد تلقيه فنون العلوم النوعية لحقيقة الصراع من أستاذه الأول الشهيد ياسر عرفات، الذي أطلعه على المجريات السياسية الخاصة والعميقة فأورثه شخصيته الكاريزمية وشجاعته، وقليلاً من الحكمة والعفوية والنقد البناء، وظفها جنباً في إدارته للأزمات المتعاقبة ومعرفته لدهاء الاحتلال لاسيما الجوانب الأمنية، والعقبات التي تواجه العملية السياسية، فكان من الذين خططوا لانتفاضة الحجارة ووقوفه وراء عد من العمليات الفدائية على المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة فنعت إرهابياً، كما كان من المطالبين بمحاربة الفساد منذ إجراء انتخابات عام 1996م حتى تكون مختلفة عن تلك التي شهدتها بيروت سابقاً، بالتالي هو يقدس ويحترم صندوق الاقتراع "الانتخابات" على أن يكون بشكل ديمقراطية ونزيه، ويحب المهنية المطلقة في العمل واتخاذ العبر وأجراء التقييم، والمراقبة خاصة النواحي المالية من نفقات وامتيازات طائلة أخذت تصرف بإسهاب على بعض أعضاء اللجنة التنفيذية و أعضاء الوراثة من اللجنة المركزية التي تستلزم التجديد والتغيير في ظل تكدس جيش من المفكرين والقيادات الفتحاوية الشابة الحريصة على النهوض بالحركة التاريخية وبالمشروع الوطني برمته، لذلك ينظر القيادي دحلان بأهمية إدارة هذه الأموال وتوظيفها بما تخدم أبناء شعبنا الفلسطيني المحتاج لاسيما في هذه الظروف السيئة التي يمر بها من حصار وفقر وارتفاع نسبة البطالة والعاطلين.
ثلاثة عناوين رئيسة قرأتها صباح هذا اليوم على عدد من الوكالات والمواقع الإخبارية، وهي / "الزهار لـ الأهرام:إذا جرى فتح معبر رفح يومين في الأسبوع ستهدأ الأجواء"، فيما عنوان التالي كان "الادعاءات بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة تبين أنها نتيجة خلل في أجهزة الإنذار" بينما العنوان الثالث يقول "حماس تدفع باتجاه تأخير انطلاق الحوار الفلسطيني للمساومة على منصب الرئيس"
هذه العناوين الثلاثة المتسلسلة لهذا اليوم الموافق السبت 22/8/2008م قرأتها على أحد الوكالات المحسوبة على التيار الإسلامي، والتي تأتي في سياق الكشف المستمر لزيف حركة حماس المدمرة للمشروع الوطني الفلسطيني كما حذرنا منها القيادي في حركة فتح، العضو في المجلس التشريعي والعضو في المجلس الثوري الأخ المناضل "محمد دحلان" ، مرات عدة في خطاباته وتصريحاته المباشرة عبر وسائل الإعلام المختلفة، واليوم الواقع يبرهن ويترجم هذه الكلمات، وهو دليل صدقه بتنبؤه للمستقبل، إن دل فهو يدل على وعيه وثقافته وقدرته على تحليل المتغيرات وقرأت للتاريخ بشكل متأني، بالإضافة لمعرفته للنفوس المريضة التي قتلت المشروع والحلم الفلسطيني.
ولنتابع قراءة مضمون العنوان الأول حول : فتح معبر رفح يومين في الأسبوع وللمرضى والعالقين، ولنسأل هنا السيد محمود الزهار عن إبداعاته، هل هذه الاتفاقية التي تمنيتها لشعبك حول المعبر ...؟ الم يكن معبر رفح مفتوحاً وعلى "خانه" طوال أيام الأسبوع في عهد الشرعية الفلسطينية، لقد تحدثت عن اتفاقية 2005م التي تمكن من إبرامها الأخ "محمد دحلان" بعد معاناة طويلة وضغوطات شديدة مع الاحتلال والأوربيين والأمريكان والمصريين وبتدخل دولي من أجل أن ننال بعض من الحرية وبسط السيادة عليه والتي يسعى إلى تطويرها تمهيداً للخلاص الدائم من السيطرة الإسرائيلية والتدخل في الشأن الفلسطيني، باعتباره اتفاقاً مرحلياً مؤقتاً، فصورته الشناوصورتها للرأي العام بأنه أتفاق مذل وسيء ويجب الخلاص منه، فكان الإغلاق التام والبديل الأنفاق، وموت المرضى والعالقين. وكما قال السيد دحلان "المؤمن لا يكذب".
أما بخصوص العنوان الثاني حول الادعاءات بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة والتي تبين أنها نتيجة خلل في أجهزة الإنذار الإسرائيلية، وهنا ينكشف المخطط الإسرائيلي الذي يعبث بالساحة الفلسطينية الخصبة من خلال وسائله وأدواته، التي تسخر من المجريات على الساحة الفلسطينية في قطاع غزة، بالإضافة إلى شيء من ألا وعي وعدم الإدراك عند قيادات وعناصر حركة حماس، وهنا "يظهر الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"، فقبل شهر أُتهم الأخ محمد دحلان الذي يقطن في الضفة الغربية مؤقتاً بفعل انقلاب حركة حماس قبل عام على الشرعية الفلسطينية، بأن السيد دحلان هو المسؤول الأول عن إطلاق الصواريخ على دولة الاحتلال من خلال إيعازه لعناصر فتح في القطاع بقصف المغتصبات الإسرائيلية بغرض إفشال التهدئة التي أبرمتها حركة حماس مع الاحتلال الإسرائيلي، والغريب في الأمر أن حركة حماس قامت بتفكيك ومصادرة العتاد واعتقال عناصر الجناح المسلح لحركة فتح "كتائب شهداء الأقصى" في قطاع غزة أثناء انقلابها على مؤسسات السلطة وقامت بنهب وسلب مقدرات ومؤسسات السلطة قبل عام ونيف، انتهت فصولها بتجزئة الخارطة الجغرافية والسياسية بين ضفة وغزة، بالتالي كيف ستطلق كتائب شهداء الأقصى المجردة من سلاحها وصواريخها، وسط أجهزة أمن حماس المنتشرة التي ترصد وتحرس أي تحرك مشبوه داخلياً وخارجياً قرب الحدود مع قطاع غزة ودولة الاحتلال. وبهذا تنكشف مزاعم حماس والاحتلال حول اتهام حركة فتح بضلوعها في إطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بعد معرفة الخلل الذي اكتشف على جهاز الإنذار المبكر، ليكون ذريعة مهينة تغلق إسرائيل المعابر بحجة إطلاق صفارة الإنذار. وليست هذه المرة الأولى التي تتهم فيها حركة حماس شخص السيد دحلان والقيادات الفتحاوية، فهي لا تزال تحتجز المئات في سجونها وتعذبهم، وهي من قامت بإغلاق المؤسسات الخدماتية والاجتماعية، وتهاجم العائلات بين الفينة والأخرى وتقتل أبنائها، بذرائع متعددة تشرعها لعناصرها ولاستمالة عقولهم بهدف تبرير هجومها الدموي واستباحة الدماء والممتلكات وحرمة البيوت، لذلك من يقتل العشرات في مسيرة أحياء ذكرى الشهيد الخالد ياسر عرفات، والتخطيط لقتل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإعدام المئات وأخرها قبل أيام بحق عائلة حلس، هو أيضاً من يرفض الحوار ويسعى إلى إفشاله.
أما الخبر الثالث والأخير الذي طالعتنا به الوكالة كما أسلفنا والذي يقول : "حماس تدفع باتجاه تأخير انطلاق الحوار الفلسطيني للمساومة على منصب الرئيس"، وهو بالفعل ما يجري لأنها لا تريد الحوار ولا تريد التراجع عن انقلابها الذي يدعو إلى عودة الشرعية الفلسطينية إلى قطاع غزة، وطي صفحة الماضي الحزين وإنهاء الانقسام، وهو ما حذر به سابقاً الأخ محمد دحلان مرات عدة لأنه يعرف تاريخ الحركة جيداً وسعيها الطموح لإفشال مشروع السلطة، وإنشاء إمارة محدودة في غزة، وبلا مقاومة، تاركة خلفها الضفة والقدس تأن وتستصرخ، بل أنه يعرف نفوس قادة الحركة وميولهم الطامع إلى سدة الحكم قبل انقلابها على شريكها السياسي، حتى وإن داس على مئات الآلاف من جماجم الشعب الفلسطيني سعياً وراء السلطة والحكم، والتي كانت مراسيمها واضحة على إقليم يعتبر ساقط أمنياً وعسكرياً واقتصادياً ويسهل محاصرته، بل إنه يفتقر للمقومات ولا يصلح للمناورة من خلاله، والتجربة برهان، فكانت إما المساومة أو الاستسلام أو التدمير، فألحقت الأذى بالمشروع الوطني وبالثوابت الوطنية، في لحظة تشتد الهجمة الإسرائيلية في القدس والضفة، يقف المفاوض الفلسطيني متشبثاً في قراره بضرورة عودة اللاجئين ووقف الاستيطان والجدار، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وهو حلم رئيسنا الشهيد ياسر عرفات الذي تركنا على أعتابها.
إن إصرار الرئيس عباس ومن خلفه القيادة الفلسطينية وكل الغيورين والشرفاء، على ضرورة عودة قطاع غزة إلى الحضن الفلسطيني الدافئ، تأكيداً على لملة الأرض المبعثرة وانتزاعها من يد المحتل الإسرائيلي لأنهم يرون بها الجزء الأساسي كما القدس لا يمكن التفريط فيهما كجزأين متكاملين من الكيانية الفلسطينية لإتمام المشروع الوطني التحرري على كامل التراب الوطني الفلسطيني الواحد، التي نادت به الحركة الرائدة عبر صيرورة تاريخية من النضال والمقاومة انطلقت شرارتها منذ أول رصاصة صبيحة فجر عيلبون قبل نصف قرن التي أضاءت شعلة الثورة، ليبدأ مشوار الثورة الفلسطينية التي رفعت شعار الكفاح المسلح فكان عنوانها الملايين من الشهداء والجرحى والأسرى، بعملياتها الفدائية النوعية وفن إدارة المفاوضات السياسية.
إن ما يجري اليوم في قطاع غزة باختصار هو مرتبط بمشروع قديم تحدث عنه الزعماء والمحللين السياسيين الإسرائيليين قبل مجيء السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أرض الوطن عام 1994م، من خلال دعم حركة حماس وإنشاء كيانين سياسيين متناحرين منفصلين على أن يكون إحداهم في قطاع غزة، وهو بالفعل نجحت إسرائيل في تحقيقه. وهذا المشروع تحدث عنه الأخ دحلان الذي يتمتع بشخصية كاريزمية اكتسبها من خلال تجربته العريقة في إطار النشاط الشبابي الفتحاوي وفي سجون الاحتلال التي بدأت رحلته معها منذ عام 1981م، في أوقات كانت حركة المجمع الإسلامي وبشخصياتها المشبوهة تنفذ جرائم واعتداءات بحق شخصيات سياسية ودينية في الجامعات الفلسطينية في مدينة غزة، فزادت تجربة السيد دحلان لاسيما بعد تلقيه فنون العلوم النوعية لحقيقة الصراع من أستاذه الأول الشهيد ياسر عرفات، الذي أطلعه على المجريات السياسية الخاصة والعميقة فأورثه شخصيته الكاريزمية وشجاعته، وقليلاً من الحكمة والعفوية والنقد البناء، وظفها جنباً في إدارته للأزمات المتعاقبة ومعرفته لدهاء الاحتلال لاسيما الجوانب الأمنية، والعقبات التي تواجه العملية السياسية، فكان من الذين خططوا لانتفاضة الحجارة ووقوفه وراء عد من العمليات الفدائية على المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة فنعت إرهابياً، كما كان من المطالبين بمحاربة الفساد منذ إجراء انتخابات عام 1996م حتى تكون مختلفة عن تلك التي شهدتها بيروت سابقاً، بالتالي هو يقدس ويحترم صندوق الاقتراع "الانتخابات" على أن يكون بشكل ديمقراطية ونزيه، ويحب المهنية المطلقة في العمل واتخاذ العبر وأجراء التقييم، والمراقبة خاصة النواحي المالية من نفقات وامتيازات طائلة أخذت تصرف بإسهاب على بعض أعضاء اللجنة التنفيذية و أعضاء الوراثة من اللجنة المركزية التي تستلزم التجديد والتغيير في ظل تكدس جيش من المفكرين والقيادات الفتحاوية الشابة الحريصة على النهوض بالحركة التاريخية وبالمشروع الوطني برمته، لذلك ينظر القيادي دحلان بأهمية إدارة هذه الأموال وتوظيفها بما تخدم أبناء شعبنا الفلسطيني المحتاج لاسيما في هذه الظروف السيئة التي يمر بها من حصار وفقر وارتفاع نسبة البطالة والعاطلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق