د. احمد موسي سلامة
لم تكن وقائع مجريات الأمور منذ بداية الانقلاب العسكري الذي تطلق عليه حركة المقاومة الإسلامية حماس ( الحسم العسكري ) بمعزل عن المؤامرة الكبرى التي باتت معالمها واضحة ومكشوفة تماما حيث الاستهداف لكل القيم الوطنية داخل قطاع غزة بل تعد الأمر كذلك وبات واضحا وجليا بان ( الحسم العسكري الحمساوي ) بات واضحا تماما وهو استهداف المواطنين والمناضلين الشرفاء من أبناء شعبنا وهذا ما حدث واضحا عندما قامت مليشيات كتائب القسام وبأوامر واضحة من سعيد صيام شخصيا كما صرح أمام بعض وسائل الاعلام خلال مؤتمر صحفي عقدة عقب انتهاء عمليات الشجاعية في غزة حيث قامت هذه المليشيات بإصابة وقتل أكثر من مائة مواطن بدم بارد خلال اقل من ثلاث ساعات قتل منهم اثني عشر مواطنا حتى ألان والباقي إصابات خطيرة ما زالوا يتلقون العلاج , كما وتم تشريد أكثر من مائتي مواطن تحت تهديد السلاح إلى خارج حدود قطاع غزة وقامت هذه العصابات باعتقال مائتي مواطن اخرين والسيطرة علي مصانع السلاح والزخائر الخاصة بالمقاومة والادعاء أمام وسائل الاعلام بان هذه الأسلحة مجهزة لمواجهة كتائب القسام او مليشيات حكومة حماس في غزة متناسين بان هذه الأسلحة موجودة منذ الانقلاب العسكري الذي نفذته حماس ولو كان لذلك السلاح النية في استخدامه لو استخدم فقط في حينه , ولكن ما يدركه جيدا ( محمود الزهار ) قائد الانقلاب العسكري بان قوات الأمن الفلسطينية لم يكن لديها أي مخطط لاستهداف أي من جماعات حماس بل أتيح العمل لهم بكل حرية , وأتيح العمل لهم لممارسه العمل السياسي والعمل العسكري حيث قاموا ببناء أنفسهم وقاموا بالتزود بالسلاح والتضخم في ظل معرفة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة , وكان لهم ان يشاركون في الانتخابات ويمارسون عملهم بكل حرية ودون أي تدخل بل تعهدت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحمايتهم والحفاظ عليهم وعلي حياتهم وأولادهم في الكثير من الأوقات وقامت السلطة الوطنية الفلسطينية بتزويدهم بالأموال والمعدات اللازمة لعملهم في الكثير من المواقف وهذا باعتراف قيادات عسكرية كبيرة منهم .
وهنا نجد ان ما ألت إليه الأمور في قطاع غزة بعد الانقلاب العسكري الحمساوي هو تعزيز حكم احادي الجانب وبامتياز وبكل المقاييس لصالح حركة الاخوان المسلمين وهذا الحكم أدي الي بلورة العديد من القضايا الهامة , وبلورة العنوان الرئيسي لهزة السيطرة وهو الإعلان رسميا عن ( التهدئة ) بين حماس غزة وإسرائيل بوساطة مصرية وهذه ( الهدنة الحمساوية ) أدت الي ما يسمي ( التوافق ) علي عدم الرد علي أي عدوان إسرائيلي علي شعبنا في قطاع غزة الا بعد ( المشاورة ) مقابل قيام إسرائيل بفتح المعابر التجارية وإدخال المواد الأساسية والوقود تدريجيا الي قطاع غزة , ومع كتابة هذا المقال تكون الهدنة الحمساوية الإسرائيلية قد دخلت في اسبوعها الثامن ( 19 / 6/ 2008) وكانت التهدئة بين حماس وإسرائيل دخلت حيز التنفيذ في قطاع غزة عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (3,00 بتوقيت غرينتش) وأكد الناطق باسم حركة حماس سامي ابو زهري التزام حماس بهذا الاتفاق وإنجاحه، ودعا الناطق باسم حماس إسرائيل إلى "الالتزام بالاتفاق وترجمته"وهنا ما نلمسه اليوم إن هذه الهدنة الحماسوية لم تحقق أي نتائج عملية ملموسة تذكر او انفراج في أوضاع حياة أبناء شعبنا في قطاع غزة , بل أدت سياسة حماس إلى تكريس الهيمنة والغطرسة الإسرائيلية وفرض الإملاءات علي الشعب الفلسطيني دون تحديد أي نتائج تذكر بل سعت إسرائيل إلى وضع غزة والضفة الغربية بين ( فكي كماشة ) وهذا ليس غريبا من عدو واحتلال إسرائيلي بل الأغرب هنا في المشهد السريالي السياسي لحركة حماس هو إصرار هذه الحركة علي الاستمرار في الانقلاب العسكري واستمرارها في فرض سيطرتها بالقوة لتعين مزيد من الموظفين في وظائف متقدمة ومختلفة والسيطرة علي كل الوزارات والمؤسسات وإجبار الموظفين الرسميين عدم القيام بإعمالهم الوظيفية وهذا يكرس سياسة الإقصاء الوظيفي التي مارستها عصابات حماس من اليوم الأول لانقلابهم العسكري وسيطرتها علي قطاع غزة , وقد فرضت هذه المليشيات المسلحة سيطرتها علي جميع مؤسسات العمل المدني والأهلي وسرقت محتويات هذه المؤسسات وقامت بإغلاقها علي طريق (تحميس) كل مؤسسات المجتمع المدني ( في خطوة وصفوها قيادات الانقلاب الحسم الشامل ) علي طريق تحميس كل ما هو ليس لحماس وفرض الهيمنة بالقوة والابتزاز ضاربين بعرض الحائط المصلحة الوطنية العليا لشعبنا ومشاعر أبناء شعبنا التي تتطلع إلي العدل والمساواة , وقد قامت هذه الميلشيات بفرض سياسة الأمر الواقع معتقدين إن هذه السياسة ستقود حماس إلي بر الأمان متناسين إن حماس الانقلاب تغرق كل يوم في مستنقع العمالة والرزيلة ومن الصعب علي هذه الحركة إن تعود إلي السياسة كما كانت مرة أخري , وان تعود إلي ممارسة العمل السياسي لأنها مارست القتل للإنسان والمؤسسة الفلسطينية بل قتلت كل المشروع الوطني الفلسطيني , فكيف لهذه الحركة الني قتلت الدولة الفلسطينية إن تعود تعمل في إطارها السياسي , وبات أمرها واضحا ومكشوفا لشعبنا ولا يمكن لهذه الحركة ( حركة الانقلاب الحمساوي ) إن تعود وتنال ثقة الجماهير الفلسطينية لان كذبهم بات واضحا , وافتراءات حركة حماس علي شعبنا بان هناك مخطط تأمري يهدف إلي تصفية القضية الفلسطينية وبيع القدس وفلسطين عبر تيار ما أسموه بتيار أوسلو وتيار تايتون أصبح أمرا مكشوفا تماما لان حركة حماس هي التي تقود اليوم بانقلابها المشروع الوطني الفلسطيني نحو الهاوية والدمار وتريد بانقلابها تقديم الخدمة للاحتلال الإسرائيلي من جهة ومن جهة أخري تريد فرض سياسة الأمر الواقع لضمان استمرار حكم غزة لنجاح تجربة الإخوان المسلمين كأول تجربه لهم في الحكم والتي أثبتت فشلا ذريعا دون منازع , وفي ظل التجربة البائسة التي لحقت في قطاع غزة واختطاف أبناء شعبنا رهينة نجاح تجربتهم البائسة في غزة والتي انعكست سلبا علي سياسة الإخوان المسلمين وهذا تجلي واضحا بموضوع انتخابات الإخوان التي جرت مؤخرا في كل من الأردن ومصر والكويت حيث لحق بهم هزيمة تلو الهزيمة وانعكس أيضا بوضوح علي الانتخابات الجامعية والمؤسسات في الضفة الغربية حيث فشلت حماس وانهزمت ولم تحقق أي فوز في هذه المؤسسات , وهنا لم نكن بصدد معالجة أمور حركة حماس الخاصة بل التأكيد علي إن من يختطف غزة ويمارس سياسة الاعتقال السياسي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل , لا يمكن له إن ينجح , ولا يمكن له إن يحقق أي تقدم علي حساب شعبنا لان شعبنا سئم من دفع ضريبة الحساب والموقف ولم يعد رهينة لتجربة خاسرة فهذا يثبت اليوم إن حماس من الداخل هي بالية ومتهرئة وان من يصنع القرار فيها هم حفنة من المرتزقة والعملاء الذين ارتضوا علي أنفسهم التجارة بشعبنا والقفز عن شهدائنا ومناضلينا وكفاحنا الوطني وتاريخنا وكانوا رهينة مرتزقة يبيعون الوطن وفلسطين من اجل مصلحتهم الشخصية رغبة لأسيادهم وتنفيذا لأجندة الاحتلال الإسرائيلي , وهذا ما تجلي عبر فريق حماس الذي يرفض العودة والدعوة الفلسطينية الوطنية للحوار ويصر علي ممارسة الانقلاب وإلحاق الأذى والضرر المادي والمعنوي بأبناء شعبة دون أي وازع ديني او وطني أو أخلاقي فهذا يعد سرقة واختطاف لكل ما هو فلسطيني ولا بد من محاكمة قيادات الانقلاب الدموي الحمساوية علي ممارسة هذه الجرائم بحق أبناء شعبنا .
إن المنطق يدفعنا إلي التساؤل وببساطة إن الاستمرار في الانقلاب يعد أسهل علي هؤلاء من التراجع عنة لأنه بات واضحا إن مستوي الجرائم التي مارستها عصابات الانقلاب بحق أبناء شعبنا تدفعهم إلي حماية أنفسهم وممارسة التوغل في الانقلاب والاستمرار به للحفاظ علي أرواحهم وغنائمهم وحياتهم بدلا من مواجهة الموقف والعودة عن انقلابهم والوقوف بجانب شعبهم ورفع المعانة عنه.
إن قيادات حماس التي تختطف غزة اليوم تدرك بأنه لا وقت إلا للاستمرار في سياستهم وستستمر في تنفيذ مخططهم الانقلابي والمهيمن بدلا من العودة إلي الشعب الفلسطيني وهذا الموقف يدفع أبناء شعبنا إلي التمسك بالوحدة وعدم الانجرار وراء المخطط الرخيص الذي يدخل شعبنا في نيران الحرب الأهلية الهالكة والمواجهات الدامية والتي سيصعب وقتها علي حركة حماس إدراك طبيعتها ونتائجها .
ان الخيار الوطني يعني عدم مواجهة الموقف بشكل يقود شعبنا إلي مزيد من الدمار والمواجهة الدامية بل تعزيز العمل لإعادة وحدة الوطن الفلسطيني علي طريق تعرية هؤلاء المجرمين القتلة وتقديمهم إلي محاكمة عادلة وعلنية أمام الشعب , ورفض كل ما من شئنه إن يمس ويعيق مسيرة العمل الوطني وإننا هنا وعندما نوضح هذه السياسات الخطيرة التي لحقت بشعبنا فإننا في الوقت نفسه ندعو كل الشرفاء من أبناء شعبنا والسياسيين والإعلاميين العرب والفلسطينيين إلي فضح وكشف جرائم حركة الانقلاب الحمساوية وتعريتهم , والي نبذ إعمال الإرهاب والقتل والدمار والتخريب والخراب الذي تمارسه عصابات حركة الانقلاب المقنعة السوداوية بحق أبناء شعبنا ونطالب أبناء حركة حماس وكل الاحرار والشرفاء فيها بضرورة الكشف عن هذه الجرائم البشعة التي تمارسها عصابات الانقلاب والدعوة إلي توحيد الموقف علي طريق مواجهة المخاطر التي لحقت بقضيتنا الفلسطينية .
إن الاحرار والشرفاء والوطنيين والإسلاميين الغيورين علي المصلحة العليا للشعب الفلسطيني مدعوين اليوم إلي التصدي وفضح المخطط الحمساوي الذي يهدف إلي قتل الشعب الفلسطيني وحرفه عن خطه الوطني وتعريه تلك الممارسات الجهنمية التي تمارسها عصابات الانقلاب وسرقة قطاع غزة وأخذة رهينة في أيديهم لتطبيق مخططهم , وهنا يتطلب هذا الأمر الوقوف صفا واحدا وتعزيز وحدة شعبنا وقيادتنا والتمترس خلف منظمة التحرير الفلسطينية التي هي الدولة وليست حزبا بالدولة , والعمل علي توحيد الصفوف الفلسطينية والوطنية والفصائلية من اجل عزل حركة الانقلاب الحمساوية وفضح مخططها التآمري الذي بات يشكل خطرا فاضحا علي القضية الفلسطينية بل علي قضايا التحرر العربية والعالمية وعلي المشروع الإسلامي المعاصر .
إن حماس من الداخل هي تنظيم فأوي يمارس القتل والإرهاب المنظم للوصول إلي أهداف شخصية ضيقة تخدم عصابات سرقت الوطن وباعت فلسطين بثمن بخس وتمضي نحو المجهول دون أي واعز أو ضمير أو أخلاق وهي اليوم بات سياستها واضحة ومكشوفة لشعبنا ومفضوحة تماما بفعل التضامن الشعبي ووحدة الموقف الفلسطيني الرافض للاستمرار بالانقلاب والداعي إلي تعزيز الوحدة الوطنية علي طريق إنهاء حالة الانقلاب الحمساوية والعودة إلي وحدة الوطن الواحد القوي في مواجهة سياسة الانقلاب أحادية الجانب والهدف .
am111965@gmail.com
لم تكن وقائع مجريات الأمور منذ بداية الانقلاب العسكري الذي تطلق عليه حركة المقاومة الإسلامية حماس ( الحسم العسكري ) بمعزل عن المؤامرة الكبرى التي باتت معالمها واضحة ومكشوفة تماما حيث الاستهداف لكل القيم الوطنية داخل قطاع غزة بل تعد الأمر كذلك وبات واضحا وجليا بان ( الحسم العسكري الحمساوي ) بات واضحا تماما وهو استهداف المواطنين والمناضلين الشرفاء من أبناء شعبنا وهذا ما حدث واضحا عندما قامت مليشيات كتائب القسام وبأوامر واضحة من سعيد صيام شخصيا كما صرح أمام بعض وسائل الاعلام خلال مؤتمر صحفي عقدة عقب انتهاء عمليات الشجاعية في غزة حيث قامت هذه المليشيات بإصابة وقتل أكثر من مائة مواطن بدم بارد خلال اقل من ثلاث ساعات قتل منهم اثني عشر مواطنا حتى ألان والباقي إصابات خطيرة ما زالوا يتلقون العلاج , كما وتم تشريد أكثر من مائتي مواطن تحت تهديد السلاح إلى خارج حدود قطاع غزة وقامت هذه العصابات باعتقال مائتي مواطن اخرين والسيطرة علي مصانع السلاح والزخائر الخاصة بالمقاومة والادعاء أمام وسائل الاعلام بان هذه الأسلحة مجهزة لمواجهة كتائب القسام او مليشيات حكومة حماس في غزة متناسين بان هذه الأسلحة موجودة منذ الانقلاب العسكري الذي نفذته حماس ولو كان لذلك السلاح النية في استخدامه لو استخدم فقط في حينه , ولكن ما يدركه جيدا ( محمود الزهار ) قائد الانقلاب العسكري بان قوات الأمن الفلسطينية لم يكن لديها أي مخطط لاستهداف أي من جماعات حماس بل أتيح العمل لهم بكل حرية , وأتيح العمل لهم لممارسه العمل السياسي والعمل العسكري حيث قاموا ببناء أنفسهم وقاموا بالتزود بالسلاح والتضخم في ظل معرفة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة , وكان لهم ان يشاركون في الانتخابات ويمارسون عملهم بكل حرية ودون أي تدخل بل تعهدت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحمايتهم والحفاظ عليهم وعلي حياتهم وأولادهم في الكثير من الأوقات وقامت السلطة الوطنية الفلسطينية بتزويدهم بالأموال والمعدات اللازمة لعملهم في الكثير من المواقف وهذا باعتراف قيادات عسكرية كبيرة منهم .
وهنا نجد ان ما ألت إليه الأمور في قطاع غزة بعد الانقلاب العسكري الحمساوي هو تعزيز حكم احادي الجانب وبامتياز وبكل المقاييس لصالح حركة الاخوان المسلمين وهذا الحكم أدي الي بلورة العديد من القضايا الهامة , وبلورة العنوان الرئيسي لهزة السيطرة وهو الإعلان رسميا عن ( التهدئة ) بين حماس غزة وإسرائيل بوساطة مصرية وهذه ( الهدنة الحمساوية ) أدت الي ما يسمي ( التوافق ) علي عدم الرد علي أي عدوان إسرائيلي علي شعبنا في قطاع غزة الا بعد ( المشاورة ) مقابل قيام إسرائيل بفتح المعابر التجارية وإدخال المواد الأساسية والوقود تدريجيا الي قطاع غزة , ومع كتابة هذا المقال تكون الهدنة الحمساوية الإسرائيلية قد دخلت في اسبوعها الثامن ( 19 / 6/ 2008) وكانت التهدئة بين حماس وإسرائيل دخلت حيز التنفيذ في قطاع غزة عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (3,00 بتوقيت غرينتش) وأكد الناطق باسم حركة حماس سامي ابو زهري التزام حماس بهذا الاتفاق وإنجاحه، ودعا الناطق باسم حماس إسرائيل إلى "الالتزام بالاتفاق وترجمته"وهنا ما نلمسه اليوم إن هذه الهدنة الحماسوية لم تحقق أي نتائج عملية ملموسة تذكر او انفراج في أوضاع حياة أبناء شعبنا في قطاع غزة , بل أدت سياسة حماس إلى تكريس الهيمنة والغطرسة الإسرائيلية وفرض الإملاءات علي الشعب الفلسطيني دون تحديد أي نتائج تذكر بل سعت إسرائيل إلى وضع غزة والضفة الغربية بين ( فكي كماشة ) وهذا ليس غريبا من عدو واحتلال إسرائيلي بل الأغرب هنا في المشهد السريالي السياسي لحركة حماس هو إصرار هذه الحركة علي الاستمرار في الانقلاب العسكري واستمرارها في فرض سيطرتها بالقوة لتعين مزيد من الموظفين في وظائف متقدمة ومختلفة والسيطرة علي كل الوزارات والمؤسسات وإجبار الموظفين الرسميين عدم القيام بإعمالهم الوظيفية وهذا يكرس سياسة الإقصاء الوظيفي التي مارستها عصابات حماس من اليوم الأول لانقلابهم العسكري وسيطرتها علي قطاع غزة , وقد فرضت هذه المليشيات المسلحة سيطرتها علي جميع مؤسسات العمل المدني والأهلي وسرقت محتويات هذه المؤسسات وقامت بإغلاقها علي طريق (تحميس) كل مؤسسات المجتمع المدني ( في خطوة وصفوها قيادات الانقلاب الحسم الشامل ) علي طريق تحميس كل ما هو ليس لحماس وفرض الهيمنة بالقوة والابتزاز ضاربين بعرض الحائط المصلحة الوطنية العليا لشعبنا ومشاعر أبناء شعبنا التي تتطلع إلي العدل والمساواة , وقد قامت هذه الميلشيات بفرض سياسة الأمر الواقع معتقدين إن هذه السياسة ستقود حماس إلي بر الأمان متناسين إن حماس الانقلاب تغرق كل يوم في مستنقع العمالة والرزيلة ومن الصعب علي هذه الحركة إن تعود إلي السياسة كما كانت مرة أخري , وان تعود إلي ممارسة العمل السياسي لأنها مارست القتل للإنسان والمؤسسة الفلسطينية بل قتلت كل المشروع الوطني الفلسطيني , فكيف لهذه الحركة الني قتلت الدولة الفلسطينية إن تعود تعمل في إطارها السياسي , وبات أمرها واضحا ومكشوفا لشعبنا ولا يمكن لهذه الحركة ( حركة الانقلاب الحمساوي ) إن تعود وتنال ثقة الجماهير الفلسطينية لان كذبهم بات واضحا , وافتراءات حركة حماس علي شعبنا بان هناك مخطط تأمري يهدف إلي تصفية القضية الفلسطينية وبيع القدس وفلسطين عبر تيار ما أسموه بتيار أوسلو وتيار تايتون أصبح أمرا مكشوفا تماما لان حركة حماس هي التي تقود اليوم بانقلابها المشروع الوطني الفلسطيني نحو الهاوية والدمار وتريد بانقلابها تقديم الخدمة للاحتلال الإسرائيلي من جهة ومن جهة أخري تريد فرض سياسة الأمر الواقع لضمان استمرار حكم غزة لنجاح تجربة الإخوان المسلمين كأول تجربه لهم في الحكم والتي أثبتت فشلا ذريعا دون منازع , وفي ظل التجربة البائسة التي لحقت في قطاع غزة واختطاف أبناء شعبنا رهينة نجاح تجربتهم البائسة في غزة والتي انعكست سلبا علي سياسة الإخوان المسلمين وهذا تجلي واضحا بموضوع انتخابات الإخوان التي جرت مؤخرا في كل من الأردن ومصر والكويت حيث لحق بهم هزيمة تلو الهزيمة وانعكس أيضا بوضوح علي الانتخابات الجامعية والمؤسسات في الضفة الغربية حيث فشلت حماس وانهزمت ولم تحقق أي فوز في هذه المؤسسات , وهنا لم نكن بصدد معالجة أمور حركة حماس الخاصة بل التأكيد علي إن من يختطف غزة ويمارس سياسة الاعتقال السياسي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل , لا يمكن له إن ينجح , ولا يمكن له إن يحقق أي تقدم علي حساب شعبنا لان شعبنا سئم من دفع ضريبة الحساب والموقف ولم يعد رهينة لتجربة خاسرة فهذا يثبت اليوم إن حماس من الداخل هي بالية ومتهرئة وان من يصنع القرار فيها هم حفنة من المرتزقة والعملاء الذين ارتضوا علي أنفسهم التجارة بشعبنا والقفز عن شهدائنا ومناضلينا وكفاحنا الوطني وتاريخنا وكانوا رهينة مرتزقة يبيعون الوطن وفلسطين من اجل مصلحتهم الشخصية رغبة لأسيادهم وتنفيذا لأجندة الاحتلال الإسرائيلي , وهذا ما تجلي عبر فريق حماس الذي يرفض العودة والدعوة الفلسطينية الوطنية للحوار ويصر علي ممارسة الانقلاب وإلحاق الأذى والضرر المادي والمعنوي بأبناء شعبة دون أي وازع ديني او وطني أو أخلاقي فهذا يعد سرقة واختطاف لكل ما هو فلسطيني ولا بد من محاكمة قيادات الانقلاب الدموي الحمساوية علي ممارسة هذه الجرائم بحق أبناء شعبنا .
إن المنطق يدفعنا إلي التساؤل وببساطة إن الاستمرار في الانقلاب يعد أسهل علي هؤلاء من التراجع عنة لأنه بات واضحا إن مستوي الجرائم التي مارستها عصابات الانقلاب بحق أبناء شعبنا تدفعهم إلي حماية أنفسهم وممارسة التوغل في الانقلاب والاستمرار به للحفاظ علي أرواحهم وغنائمهم وحياتهم بدلا من مواجهة الموقف والعودة عن انقلابهم والوقوف بجانب شعبهم ورفع المعانة عنه.
إن قيادات حماس التي تختطف غزة اليوم تدرك بأنه لا وقت إلا للاستمرار في سياستهم وستستمر في تنفيذ مخططهم الانقلابي والمهيمن بدلا من العودة إلي الشعب الفلسطيني وهذا الموقف يدفع أبناء شعبنا إلي التمسك بالوحدة وعدم الانجرار وراء المخطط الرخيص الذي يدخل شعبنا في نيران الحرب الأهلية الهالكة والمواجهات الدامية والتي سيصعب وقتها علي حركة حماس إدراك طبيعتها ونتائجها .
ان الخيار الوطني يعني عدم مواجهة الموقف بشكل يقود شعبنا إلي مزيد من الدمار والمواجهة الدامية بل تعزيز العمل لإعادة وحدة الوطن الفلسطيني علي طريق تعرية هؤلاء المجرمين القتلة وتقديمهم إلي محاكمة عادلة وعلنية أمام الشعب , ورفض كل ما من شئنه إن يمس ويعيق مسيرة العمل الوطني وإننا هنا وعندما نوضح هذه السياسات الخطيرة التي لحقت بشعبنا فإننا في الوقت نفسه ندعو كل الشرفاء من أبناء شعبنا والسياسيين والإعلاميين العرب والفلسطينيين إلي فضح وكشف جرائم حركة الانقلاب الحمساوية وتعريتهم , والي نبذ إعمال الإرهاب والقتل والدمار والتخريب والخراب الذي تمارسه عصابات حركة الانقلاب المقنعة السوداوية بحق أبناء شعبنا ونطالب أبناء حركة حماس وكل الاحرار والشرفاء فيها بضرورة الكشف عن هذه الجرائم البشعة التي تمارسها عصابات الانقلاب والدعوة إلي توحيد الموقف علي طريق مواجهة المخاطر التي لحقت بقضيتنا الفلسطينية .
إن الاحرار والشرفاء والوطنيين والإسلاميين الغيورين علي المصلحة العليا للشعب الفلسطيني مدعوين اليوم إلي التصدي وفضح المخطط الحمساوي الذي يهدف إلي قتل الشعب الفلسطيني وحرفه عن خطه الوطني وتعريه تلك الممارسات الجهنمية التي تمارسها عصابات الانقلاب وسرقة قطاع غزة وأخذة رهينة في أيديهم لتطبيق مخططهم , وهنا يتطلب هذا الأمر الوقوف صفا واحدا وتعزيز وحدة شعبنا وقيادتنا والتمترس خلف منظمة التحرير الفلسطينية التي هي الدولة وليست حزبا بالدولة , والعمل علي توحيد الصفوف الفلسطينية والوطنية والفصائلية من اجل عزل حركة الانقلاب الحمساوية وفضح مخططها التآمري الذي بات يشكل خطرا فاضحا علي القضية الفلسطينية بل علي قضايا التحرر العربية والعالمية وعلي المشروع الإسلامي المعاصر .
إن حماس من الداخل هي تنظيم فأوي يمارس القتل والإرهاب المنظم للوصول إلي أهداف شخصية ضيقة تخدم عصابات سرقت الوطن وباعت فلسطين بثمن بخس وتمضي نحو المجهول دون أي واعز أو ضمير أو أخلاق وهي اليوم بات سياستها واضحة ومكشوفة لشعبنا ومفضوحة تماما بفعل التضامن الشعبي ووحدة الموقف الفلسطيني الرافض للاستمرار بالانقلاب والداعي إلي تعزيز الوحدة الوطنية علي طريق إنهاء حالة الانقلاب الحمساوية والعودة إلي وحدة الوطن الواحد القوي في مواجهة سياسة الانقلاب أحادية الجانب والهدف .
am111965@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق