السبت، أكتوبر 04، 2008

الشعار القومي الشوفيني في خطاب تيارات الاسلام السياسي

علي السيد جعفر

زيارة النائب مثال الآلوسي الاسرائيلية مثالا"

يمكن لزيارة النائب مثال الآلوسي الاسرائيلية ان تدان لخرقها برتكولا" برلمانيا" متعارف عليه كما وصف ذلك البعض عبر استفسارات توجه للنائب نفسه عن طبيعة زيارته لدولة (عدوة) لايربط العراق بها تمثيل دبلوماسي ،لكن مايدعوا للدهشة والادانة ايضا" ماطرق مسامعنا من تحت قبة برلمان عراق جديد يحلم الجميع بواقعية طرحه لاشكالات وطبيعة الصراع العربي الاسرائيلي ،لا الاصرار على مصادرة حق فلسطيني بحت في اقرار سلم او حرب،عبر استعارة تيارات الاسلام السياسي عندنا خطاب قومي شوفيني عانت هي نفسها منه.
فهي وبعيدا" عن لغة العمالة والتخوين باتت تمثل اجندات خارجية تريد ان تزج بالعراق في اتون صراع لا ناقة له فيه ولا جمل،كرد جميل منها لما اسبغت عليها الاخيرة من نعم ولازالت،او انها باتت اداة طيعة يسهل التلويح بها كعصا دولاب كلما لاح في الافق انفراج او تعرض من يمسك بخيوطها لضغط خارجي مثال (حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين )اوان ذلك الخطاب وجد سبيله الى لب من كنا نعتقد انه لم يسممها بعويله وافكاره طوال نصف قرن خلت.
فقد عمدت انظمة التفرد السلطوي العربية تغذية وبالتالي ادامة صراع الوكالة الفلسطيني عربيا" للحيلولة دون اي اصلاح منها او تغيير يرتجى في طبيعة الحكم العشائري الفاسد والمتوارث فيها (كون العدو متربص بنا ،ونحن على اهبة الاستعداد له).
مايهمنا هنا شأننا العراقي والتساءل المشروع عن قدرة واهلية البعض منا على تصنيف كل دولة على حدة،وعن المقياس الواجب توفره لأن نضع كل دولة في خانة عداوتنا او العكس منها.
اسرائيل عدوة شعار بات من المستحيل ان يأخذ بلب العامة الا من سذج منهم وتحكمت العاطفة فيه،اما من ادرك وتمعن جيدا" فقد وعى عدوه الحقيقي الساكن بين ظهرانيه من صديقه.
(لا اصدقاء او اعداء دائمين في السياسة بل مصالح دائمة) مقولة لم يعيها جيدا" مراهقي السياسة عندنا ممن امتطوا صهوتها بعد السقوط المذل لمن سبقهم في نفس شعارات الالغاء والرمي في البحر.
فمن المخجل ان يستحضر في صراع سياسي جلباب التقديس الديني المدغدغ لمشاعر العامة في مجتمع بات من الصعب التعايش السلمي فيه ،ليس لاختلافي مع الآخر دينيا" بل مذهبيا" بفضل مالفناه من تهميش واقصاء ورفض للآخر ، في واحدة من اسوء حالات تصدير الازمات الاجتماعية على مستوى النخب السياسية عندنا.
اعدائي ....ورغم اعتراف رسمي منهم بنظام سياسي تعددي في عراق لم يألفوه ،يولج انفه في كل ماهو شأنا"عراقيا" عبر مفخخات وعبوات لاصقة وتدريب مجاميع خاصة للحيلولة دونها ومشروع امريكي قادم لامحالة ،في حين جعل البعض الآخر من صوامعه مترعا" لتمويل اشرار يغذيهم صكهم الالهي الزائل في حتمية حكم طائفة منصورة.
لقد عمدت اسرائيل وطوال سني صراعها الى بناء دولة المؤسسات وسيادة القانون والتبادل السلمي للسلطة غير متعللة بعدوها المتربص او حربها الضروس ،في حين قدمنا نحن اسوء ماتوصف به دولة البوليس السري والتهجير القسري وسلم المواطنة سيء الصيت على اساس قومي او مذهبي.

كاتب عراقي
Ali_sadiq2@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: