الاثنين، مايو 18، 2009

وهل ستضرب إسرائيل إيران؟

محمد داود

تحدثنا في مقالات سابقة، وقد وفقنا في التحليل، عندما حذرنا قبل عام على الأقل من الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة تحت عنوان "مسرحية الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة" فكما توقعنا طبيعة وشكل الهجوم، أيضاً حذرنا في مقال ثاني من مخاوف فشل التهدئة التي أبرمتها حركة حماس مع إسرائيل بوساطة مصرية قبل الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية العام المنصرم، وتوقعنا فشل التهدئة قبل انتهاء مدتها، والسبب ببساطة أن اليهود ليس لهم عهد أو أتفاق بجانب أسباب أخرى.

لقد تركت الحرب على قطاع غزة آثاراً محلية وإقليمية ودولية خطيرة، وكان من تداعياتها أن إسرائيل أبرمت اتفاقاً عابر للقارات يتيح لها ضرب أو انتهاك أي مجال جوي أو سيادة أي دولة دون سابق إنذار، ورأينا مشاهد عدة أهمها "قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لقوافل في أرض السودان" وسفن أخرى في عرض البحر الأحمر. والتحليق في الأجواء السورية واللبنانية وأجواء قطاع غزة، حتى على الجانب المصري والسبب أن الأمن القومي العربي في حالة ضعف شديد بفعل الانقسام والاستقطاب والفرز الجاري، فلا فلسطيني موحد ولا صف عربي موحد ولا صف إسلامي موحد لمواجهة المخاطر المحدقة بهم.

وعمليا ترتكب إسرائيل جرائم حرب علنية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وفي ذات السياق، تمارس عصابات صهيونية ووحدات من الموساد الإسرائيلي نشاط كبير وعمليات اغتيال وتصفية سرية، بحق علماء عراقيون وإيرانيون وعرب، كلاً في دولته، وقد كشفت التقارير عن ضلوع عصابات إسرائيلية بذلك، إذ تحاول جاهدة تقديم معلومات عن البرنامج النووي الإيراني، في الوقت نفسه تجري إسرائيل مناورات جوية ضخمة، استعداداً للهجوم المرتقب في أي لحظة ضد المنشآت الإيرانية، فنتنياهو وصل لسدة الحكم بهدف تأدية المهمة وتوجيه الضربة المرتقبة للمنشآت النووية الإيرانية، وقد حسمت عدة جبهات محيطة بدولة الاحتلال، وتهيأت الظروف للهجوم.

وصحيح أن الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما تحدث عن سلسلة تطمينات تجاه بعض الدول في الشرق الأوسط، أبرزها إغلاق معتقل غوانتانامو، ومحاورة إيران دبلوماسياً، ومواصل عملية التسوية مع الفلسطينيين، إلا أنه بدأت علامات التراجع عليه، فلم يغلق المعتقل ولم يعطي إشارات مطمئنة لإيران، ولم يمارس ضغوطاً على إسرائيل، لاسيما من مسألة الحصار على القطاع.

إننا هنا نحذر من هجوم إسرائيلي وشيك على إيران الذي أصبح أمر غير قابل للشك، ونسأل الله أن يحفظ الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية من هذه الهجمة الشرسة بحقهم.

كاتب وباحث

ليست هناك تعليقات: