الأحد، مايو 24، 2009

شخصيَّات مسيحيَّة هزيلة إلى المجلس النيابي الجديد

وليد قاطرجي
سعى تيار المستقبل منذ انخراطه في العمل السياسي، للنيل من القوى والشخصيَّات المسيحيَّة والإسلاميَّة التي تتمتَّع بحضور فاعل على الساحة اللبنانية، وجند من أجل ذلك عددًا من الموظفين المغمورين لديه لإظهارهم كرجال دولة أمثال الرئيس فؤاد السنيورة وفريد مكاري وغيرهم، مستخدمًا معظم إمكاناته الإعلامية والمادية الهائلة طيلة السنوات الماضية لتشويه دور الشخصيات الفاعلة وهدم بنيانها في محاولة مميتة للقضاء عليها وعلى كل من يقف عائقاً أمام مخططاته ومشاريعه التي ارتبط بها إقليميًا ودوليًا، للسيطرة على مفاصل الحياة في لبنان، وظهر ذلك جليًا من خلال الشخصيَّات الهزيلة التي رشحها لملء الفراغ الرئاسي قبل وصول فخامة الرئيس ميشال سليمان إلى سدة الرئاسة.
ويخوض تيار المستقبل المعركة الانتخابية الحالية بشراسة في المناطق المسيحية نيابة عن أتباعه المسيحيين على مرأى ومسمع المرجعيات الروحيَّة المسيحيَّة وعلى رأسهم البطريرك الماروني، وبتوجيه ودعم كبير من بعض السفارات التي تستخدم نفوذها في كل الاتجاهات في بعض الدوائر من أجل مساعدته لتعويم وإيصال بعضًا من هؤلاء مجددًا إلى المجلس النيابي العتيد (وإلى جانبهم بعض الكتائبيين والقواتيين من الجنس العاطل الذين ذكرهم وليد جنبلاط خلال خلوته الشهيرة) والمنبوذين في الشارع المسيحي منذ ما يقارب العقدين من الزمن، ووضعهم في مواجهة تكتل التغيير والإصلاح برئاسة دولة الرئيس العماد ميشال عون، ما يعني أن اللبنانيين على موعد جديد بعد السابع من حزيران لمشاهدة عدد من هؤلاء الذين سيكررون أدوار بعض الذين سبقوهم إلى قصر قريطم والمختارة وتم إقصاءهم لاحقًا على الرغم من خدماتهم المفرطة طيلة الأربع سنوات الماضية، أمثال علوش والأحدب وهاشم وجلول وعيتاني ودندش ومعوض وعطاالله وسمير فرنجية وأندراوس والصايغ وغيرهم.
أما على المقلب الآخر فيتَّفق المسيحيون بغالبيتهم على أن محاولات تيار المستقبل ومن معه لن تنجح، وسيتكبد في نهاية الأمر خسائر فادحة، تجعل القائمين عليه وبشكل خاص رئيسه يبكي على الأطلال على ما أنفقه من أموال طائلة في المناطق المسيحية لتنفيذ مآربه من أجل خطف القرار المسيحي ومصادرته مجددًا لمدة أربع سنوات أخرى، ويجزمون بأن مساعيه للنيل من نواب تكتل التغيير والإصلاح ورئيسه وما يمثل على الساحة المسيحية سترتد عليه بالمزيد من الفشل، الذي رافقه كظله منذ استلامه زمام الأمور في قصر قريطم، ويتفق معظمهم أيضًا على وصف الانتخابات المقبلة بالمصيرية والمفصلية، وأنها بالتأكيد ستكون بين نهجين.
الأول استعادة الدور المسيحي القوي والريادي الذي يمثله العماد ميشال عون الذي عمل وما يزال بجدية على تحرير المناطق المسيحية من أرث الوصاية المتمثل في بعض القوى والشخصيات الهزيلة التي ابتدعتها طيلة فترة وجودها وأضرت بمصالح المسيحيين وورثها تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.
والثاني نهج التبعية المطلقة ورهن ما أمكن من حقوق المسيحيين في سبيل الحفاظ على الوجود الذي اعتاد خداع الناس والعيش في كنف الوصايات التي تهاوت الواحدة تلو الأخرى واستقرت مؤخرًا في أحضان قصر قريطم، الذي يدار من قبل السفارات وأجهزتها، ويمثلها سمير جعجع والرئيس أمين الجميِّل وبطرس حرب وغيرهم من الشخصيات المسيحية الهزيلة والمواظبة على زيارة وريثي قريطم والمختارة من أجل شحذ منصب هنا أو هناك أمثال كارلوس أده ودوري شمعون ونايلة (ميشال) معوض ونسيب لحود وفارس سعيد وغطاس خوري وغيرهم.
في السابع من حزيران سيثبت المسيحيون مجددًا بأنهم سينتخبون معظم نوابهم بحرّية بعيدًا عن الضغوط التي تمارس تجاههم منذ سنوات وبأشكال مختلفة، ومن المؤكد أيضاً بأن خيارهم سيكون مجددًا تكتل التغيير والإصلاح وعلى رأسه دولة الرئيس العماد ميشال عون، الذي سعى بصدق منذ عودته من المنفى لاستعادة القرار الحر للناخب المسيحي التواق لممارسة حقه الانتخابي باستقلالية تامة كي يتخلص من العبء الثقيل المتمثل بالشخصيَّات الهزيلة التي لطالما عبثت بقيمه وتاريخه ومصالحه.
في الثامن من حزيران المقبل سيكون للمسيحيين كتل نيابيَّة حقيقيَّة في البرلمان تعيد أمجادًا لطالما بيعت في سوق النخاسة الحريرية والجنبلاطية من قبل قوى وشخصيات مسيحية تافهة وهزيلة.
في الثامن من حزيران سينحني مجبرًا كل من سعد الحريري ووليد جنبلاط ومن معهم من تلامذة جدد وسابقين أمام خيارات المسيحيين المتمثلة بدولة الرئيس العماد ميشال عون وتكتله النيابي الكبير الممثل الأبرز للمسيحيين في لبنان.
السابع من حزيران سيكون يوم الوفاء لنهج التغيير والإصلاح الذي يمثله العماد ميشال عون وتكتله على الساحة المسيحية.
السابع من حزيران هو يوم الخلاص من القوى والشخصيات الهزيلة.

ليست هناك تعليقات: