الخميس، مايو 14، 2009

تفكيك شبكات التجسس مؤشر جديد على تحقيق الانتصار تلو الانتصار للبنان وأهله الشرفاء

خضر خلف

فقد كشفت لنا الأشهر والأيام المنصرمة من بعد حرب تموز عن بعض ما جاء من المطالب والتوجهات والاجتهادات ، التي كانت تصر على تنفيذها عدد من الوزراء والمسؤولين وبعض السياسيين اللبنانين والداعية إلى تفكيك شبكة الاتصالات التي يملكها حزب الله , مدعين بان عمل هذه الشبكة وسلاح حزب الله معا قد ينعكس سلبا على الواقع والمجتمع المجتمع اللبناني.
والملفت لكافة حواسنا كبشر سواء كان في الإحساس أو السمع أو البصر كنا نشاهد ونسمع هذا السجال وهو يصدر عن مصادر جعلتنا نصل إلى حد الشك في هذه الشخصيات ونشك بها وكأنها منفصلة عن الجسم اللبناني وعن داخل لبنان وحكومة لبنان , لان هذا السجال والمطالبة في تفكيك شبكة الاتصالات لحزب الله لم يقتصر بحثه في داخل لبنان , فاجتهد وزير الاتصالات مروان حمادة صاحب العلاقات مع جنبلاط في اطلاع المسؤولين الفرنسيين و الأمريكيين على هذه الشبكة وخريطة هذه الشبكة , ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد وإنما تم عرض خريطة الشبكة من خلال مؤتمر صحفي لإيصالها للمعني لصاحب الأمر , جعلنا نشعر وكان المتحدث الذي يتحدث هو الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أو الناطق الإعلامي باسم البيت الأبيض , يتحدث بكل وقاحة السياسة وكأنه يتحدث عن عدو لبنان , أو كأنه أنجز انجازا في القضاء على مخططات عدو أو دحر عدو .
وبعد ذلك تخرج لنا الحكومة برئاسة السنيورة صاحب الدمعة السخية بقرارها الذي يقضي لازالت الشبكة وملاحقة المسؤولين عنها وكل من عملوا في إنشائها.
إن كل هذا جاء متزامنا مع المطلب الإسرائيلي بكيفية التخلص من مخاطر شبكة الاتصالات والتصنت التي يمتلكها حزب الله , وإسرائيل لم تجد الحل لديها , واقتصر الحل بشأنها لدى إسرائيل بأنه على قادة الجيش والجنود أن لا يستعملوا أجهزة الاتصالات الخلوية .
إن هذه المعارضة من بعض المسؤولين، الذين يتوقعون أن تتسبب هذه الشبكة سلبا على المجتمع اللبناني ونظرا لتركيزها وإصرارها الشديد على هذا الأمر، وكما أنها كانت تصر في مواقفها للمساعدة على مكافحة هذه الشبكة يجعلنا أن نضع أمام هذا الاجتهاد والتوجه والإصرار العديد من علامات السؤال والاستفهام والتعجب . لماذا ؟! وكيف ؟! ومن اجل وصالح من كل هذا ؟!
جاء اليوم الذي يأتي لنا في الكشف عن تلك النوايا ويرد على هذه التساؤلات, بان من طالب في حل هذه الشبكة وإزالتها إنما هو يعمل ويجتهد باجتهاد نابع لتنفيذ مطلب أمريكي , كان يتوقع القضاء على حزب الله من خلال حرب تموز 2006 , ولكن هذه الشبكة اللاسلكية أفشلت هذا المخطط وانتصر لبنان.
واليوم تعترف إسرائيل بهزيمة جديدة تضيفها لهزيمة حرب تموز 2006 تعترف بفشل الموساد وبقدرة تفكيك حزب الله وقوات الأمن الداخلية اللبنانية لشبكات الموساد في لبنان , لم يسبق بان تعرض الموساد لهذا الفشل من مثيل على امتداد الوطن العربي .
وان كشف شبكات التجسس أصبح مؤشرا جديدا على تحقيق الانتصار تلو الانتصار للبنان وأهله الشرفاء وكان هذا الكشف عن شبكات التجسس من خلال تبادلا للمعلومات بين الحزب وقوات الأمن الداخلية اللبنانية.
وهذا بحد ذاته يؤكد حرص حزب الله على تعميق التعاون بين الحزب والجيش وقوات الأمن الداخلية اللبنانية والحكومة اللبنانية.
إنني أتسأل عن دور السيد فؤاد السنيورة بعد تفكيك شبكات الموساد في لبنان , هل سوف يزود المحكمة الدولية في قضية اغتيال الشهيد الحريري فيما تم كشفه من جديد على الساحة اللبنانية , ليثبت إلى اللبنانين بأن النية كانت تهدف من إنشاء هذه المحكمة الوصول إلى الحقيقة والعدالة ,
أم أنه يصر على تجاهل هذا الأمر؟؟! وهذا بحد ذاته سوف يكون شهادة عليه وإدانة له وعلى من حوله بان الهدف من هذه المحكمة لخلق واقع سياسي جديد في لبنان والمنطقة ينسجم مع رغبة الآخرين على حساب لبنان.
وعلينا أن نؤكد بان كشف هذه الحقائق أزال القناع عن وجه من كانوا يسعون لتفكيك هذه الشبكة , ألا وهم الذين كانت تراهن عليهم الإدارة الأمريكية بان يحجموا حزب الله على الساحة اللبنانية , لقد جاء اليوم الذي يذوب به جليد الخيانة والعمالة والولاء للإدارة الأمريكية وأصبحت الحقائق تتوالى علينا لتكون صفعة ولطمه على وجه هؤلاء , وأننا لا نستبعد بان تكون الأيام المقبلة القادمة قد تقود إلينا الحقيقة كاملة وتكشف لنا تورط هؤلاء ضمن شبكات العمالة والرذيلة.
وبالنسبة إلى السيد سعد الحرير الم يكشف إليك ما كشف على ارض لبنان من حقائق وشبكات وثقل هذه الحقائق من هو متورط في دم الشهيد الحريري ؟؟!, ولكن , و ربما , وبسبب,اقتراب الانتخابات اللبنانية سوف لا يفكر السيد الحرير بذلك ويبقى التفضيل بتفكيره التحالف مع جعجع و جنبلاط متجاهلا ماضي جعجع في إدانته في القتل والاغتيالات والعمالة ومتجاهل انه حليف لقاتل حكم في الإعدام وخفض مدى الحياة , فكيف له أن يفكر في الحقيقة؟؟!
أما أنت يا شعب لبنان الحر قد تجلت لك الحقيقة , فلا حقيقة بعد هذه الحقائق , فأنت من يصنع القرار , فماذا سوف تخبرنا بأنك صانع ؟؟؟

ليست هناك تعليقات: