الأربعاء، مايو 13، 2009

كلينتون تقر إغلاق كافة الأبواب والمسارات التي من شانها أن تقود إلى السلام

خضر خلف

إن الفلسطينيين جميعهم يرغبون في السلام ويسعون من اجله بما يتناسب مع الثوابت الفلسطينية .. مع الأسف الشديد يجدون أنفسهم اليوم يقتربون من مفترق طرق وعر بما يتعلق بهذا المستقبل .. وأخشى أن تكون هذه هي الفرصة الأخيرة للتحدث عن السلام , لان الجميع كان يشعر بأمل ويمعن في معطيات على ارض الواقع بسلام وانسجام في الوصول إلى المصالحة الفلسطينية الفلسطينية ... بل ومع تفعيل مبادرة السلام العربية واهتمام الجميع بالتواصل إلى تشكيل حكومة توافق فلسطينية تضم في تركيبتها الجميع في محاولة لحل النزاع الداخلي ومن ثم تقرير انطلاقة جديدة توافقية متميزة بإجماع وطني فلسطيني في كيفية وضع الأسس والثوابت التي سوف يتم التأمل فيها ومن خلالها لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.. من منطلق إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية في نطاق حدود 67 بما يتوافق مع القرارات الدولية والمبادرات منسجما مع تصريحات الإدارة الأمريكية بإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية ومع التوجه والمبادرة العربية فإن هذه هي الفرصة التي يجب أن يغتنمها الجميع , وهذا ما أكدته الدول المانحة التي اجتمعت في شرم الشيخ بعد حرب غزة.
وكذلك القمم العربية في قطر والكويت وجميعهم طالبوا في مصالحة فلسطينية وتشكيل حكومة وفاق فلسطينية وإحياء المبادرة العربية للسلام على أساس هذا التوافق الفلسطيني الذي يهدف لتشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية فلسطينية تضم الجميع .
وعشية اقتراب جولة الحوار الفلسطيني في مصر كشفت الإدارة الأمريكية عن زيف تعهدات الإدارة الأمريكية الجديدة وذلك من خلال وضع العصي في دواليب مبادرة السلام والحوار الفلسطيني وذلك من خلال ما أثارته كلينتون فيما يتعلق بموضوع حكومة الوحدة الفلسطينية خلال جلسة استماع مطولة في لجنة 'تخصيص الأموال'" في الكونغرس"" ، إذ انتقد نواب أميركيون المرونة التي تبديها واشنطن بقبولها التعامل مع حكومة وحدة قد تضم أعضاء من حركة حماس ، علماً انه محظور قانوناً وصول مساعدات لأي جهة فلسطينية تضم حماس
وعلى لسان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تطالب بالاعتراف بشروط الرباعية الدولية والجميع يعرف ويدرك أن من بين هذه الشروط هو شرط أساسي على من يريد أن يدخل هذه الحكومة الفلسطينية عليه أن يعترف في دولة إسرائيل كي يفكروا في التعامل مع هذه الحكومة ، إن هذا بحد ذاته إعلان واضح وصريح للإدارة الأمريكية تعلن من خلاله بداية إفشال أي تحرك من اجل السلام لان هذه السياسة نفسها كانت تتبعها الإدارة الأمريكية التي انصرفت في سياسياتها والتي كانت سببا في الانشقاق والنزاعات العربية العربية والفلسطينية العربية والفلسطينية الفلسطينية .
لقد بات مؤكدا أن هناك توجه أمريكي لإتباع سياسة المراوغة لان هناك تعنت إسرائيلي وهناك حكومة إسرائيلية متطرفة ترفض القبول لأي مبادرة تلزم إسرائيل في تعهدات أو التزامات , فخرجت لنا كلينتون في الشروط للتعامل مع أي حكومة فلسطينية تشارك بها حماس ملبية بذلك رغبة إسرائيل لمنع أي ضغط دولي عليها وكذلك لخلق وضعا بما يتناسب مع التوجه اللوبي الصهيوني المسيطر على قرارات الإدارة الأمريكية". يريدون وضع أسس لإنقاذ الحكومة الإسرائيلية المتطرفة على حساب تحميل مسئولية الفشل الجديد القادم للفلسطينيين , وهنا تظهر انطلاقة الازدواجية في المعايير والكيل بمكيالين التي كانت تنتهجها الإدارة الأمريكية السابقة وتأكدها من جديد الحالية , إن كلينتون قالت في جلسة الكونغرس بان شرط الاعتراف في إسرائيل أكدته المبادرة العربية وهو شرط من شروط المبادرة العربية , وتجاهلت كافة البنود للمبادرة العربية التي يتوجب على إسرائيل الالتزام بها .
ومن هذا المنطلق علينا أن نتساءل لماذا لم يتم الضغط على إسرائيل بقبول القرارات الدولية المتعلقة في القضية الفلسطينية والاعتراف بقيام دولة فلسطينية وبحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم , ولماذا لم تفرض شروط على تشكيلة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة والتي أعلن وزير خارجيتها علنيا بان لا تتدخل أمريكا في شؤون إسرائيل , والذي يدعو علنية بتدمير السد العالي وإغراق مصر والقضاء على الفلسطينيون أيضا .
إن هذا التصريح إن دل على شيء يدل على صفعة للعرب ومبادراتهم , ويريدون من الفلسطينيون والعرب أن يعطوا التنازلات المجانية لإسرائيل في الاعتراف بدون الاعتراف الإسرائيلي بحقوق الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية , إذا كان هناك توجه دولي وعربي حقيقي بخلق فرص لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وإنهاء الاحتلال لماذا لا تكون الشروط متوازنة على الطرفين ويكون الاعتراف في إسرائيل مشروط باعتراف إسرائيل بفلسطين كدولة ذات سيادة وبدون احتلال.
من كل هذا ومن منطلق التصريحات اليومية للإدارة الأمريكية تم إقرار إغلاق كافة الأبواب والمسارات التي من شانها إن تقود إلى أي تقدم في أي مبادرة للسلام سواء كانت رباعية دولية أو رباعية عربية بل قالوا لا لسلام نريد استسلام

ليست هناك تعليقات: