الأحد، مايو 31، 2009

يريدون الانتقال بنا لمستنقع الفتنة والصراعات المذهبية و الطائفية لإحداث تمزقاَ في نسيج وحدة الشعوب العربية و الوطنية

خضر خلف
الأنظمة العربية أصبحت عدوانية لشعوبها وأوطانها , أصبحت عاملا فعالا في تجسيد قمع شعوبها من اجل إبعادهم عن التفكير في واجباتهم نحو قضاياهم الوطنية , وان هذا العداء جعلت منه الأنظمة قانون , في بعض الأوقات يوصف في قانون الطوارئ , إما اليوم تحول إلى تهمة وقضية , ألا وهي الإضرار في الأمن القومي للدولة .

قوانين , وتهم , وقضايا ملفقة , جميعها تهدف لتفريغ أدمغة وعقول وأفئدة الشعوب من التفكير أو بنية التفكير في قضيتهم أو السير نحو توجه يقود إلى الوطنية والقومية و الإنسانية , حتى لو كان هذا العمل منطلق من خلال عمل خير أنساني من جمعية خيرية وغيرها , فيوصف ذلك بدعم الإرهاب , والعمل ضد الأمن القومي للدولة.

إن توجهات هذه الأنظمة وطبيعتها جسدت واقع يتصف في الكارثة على المجتمع العربي والإسلامي , وأصبحت أداة قمع وقهر بحق الشعوب وإرادتها , أنظمة عربية مستبدة , لا تقبل بمطالب شعوبها في كيفية التعاطي في معالجة قضايا الأمة .

إن هذه الأنظمة طمست تاريخ الأمة العربية والإسلامية ومعالمها , ولم تقف عند هذا , بل استمرت في القضاء على حاضر الأمة ومستقبلها , وأصيبت الأمة بالفاجعة من واقع هذه الأنظمة المصابة بالمرض والمنهكة بداء التخاذل والاستسلام والتفريط والولاء , ومبتعدة عن مواجهة قضايا الأمة و الصراع العربي الإسرائيلي وقد أدت تلك الأنظمة إلى خلق واقع سياسي في الواقع العربي , يلتزمون بقرارات دولية تهدف إلى استعمار الدول العربية والإسلامية , ولا يطالبون بتنفيذ القرارات التي تدعوا لتحرير الأراضي العربية .

والأمر المبكي أن أصبحت توجهات هذه الأنظمة تتفق مع توجهات إسرائيل وتسير في مسلك واحد ضد إيران, ولم يسألوا أنفسهم من اجل من تتسلح إسرائيل بالسلاح النووي والذري , ولم يسألوا أنفسهم من أكثر خطورة على الدول العربية إسرائيل أم إيران , وبتوافق توجه هذه الأنظمة مع التوجهات الإسرائيلية فقد أصدرت لهم إسرائيل شهادة حسن سلوك بان صرحت بأنه ومنذ قيام الكيان لم يحصل هذا التوافق مع الأنظمة العربية ضد إيران.
ولا ننسى بروز ظاهرة التصارع بين قادة الأنظمة من هو الذي سوف يحتل الدرجة الرفيعة وصاحب القرار والمحاور للأنظمة العربية والمتحكم بها وبقراراتها, وهذا لمسناه في القمم العربية الأخيرة عندما دعت دولة قطر لعقد قمة من اجل محرقة غزة , وجميعنا ندرك ما حصل من سجال وخلاف , الكل يريد أن يكون صاحب نفوذ , ليس من اجل قضايا الأمة وإنما ليظهر بأنه صاحب قرار يرضي به الإدارة الأمريكية بأنه يفعل , ويضغط على الأمة بما ينسجم مع رغباتها في المنطقة .

وهذا بحد ذاته انعكس سلبا على حساب كل القضايا الأساسية للشعوب العربية , كل منهم يدعي الوطنية وحمل الراية من اجل الدفاع عن القضية وكل منهم يخون ويشكك بالآخر.‏
هذه الظواهر أصبحت مخزية ببعض الأنظمة العربية التي صنعتها الإدارة الأمريكية والتي اتخذت لنفسها صنع القرارات الانهزامية , واتخذت لنفسها الحق بفرض التغير في الفكر العربي والوطني وبان تجبر الآخرين على تبني هذا التغير , الذي هو بحد ذاته فكر فارغ و معدوم بمستواه , وبعيد كل البعد عن المصالح العربية والوطنية , ويقود بشعوب الأمة إلى الابتعاد عن قضايا الأمة وجوهرها .

أنظمة لا تريد من الإعلام أن يكشف حقائق ما تتعرض له الأمة والأوطان من مؤامرات , تريد تحويله إلى إعلام رسمي تابع للنظام , أو إعلام يتبنى المهرجانات الغنائية من اجل تغير الهدف و الاتجاه , وذلك في محاولات لبعض هذه الأنظمة لإبعاد الشعوب عن واقعها السياسي , وان لا تطالب أو تجتهد في البحث عن حلول ومخارج حقيقية تنسجم مع مفاهيم الواجبات الوطنية .
جاءت لنا بعض هذه الأنظمة بسياسات جديدة ومشبوهة لتغير وحدة الشعوب , سياسات تدعي من خلالها بعض الأنظمة بان هناك مشاريع تحاك وتهدف إلى نوع من السيطرة على بعض الأطر السياسية والتدخل من خلال التحريض ضد السيادة لبعض هذه الأنظمة , وهذه السياسات لفقتها وزيفتها وصنعتها وفق إرادتها ومتطلباتها , جعلتها تتزامن مع ما تتعرض له منطقتنا وواقعنا السياسي , ومن هنا نشا نوع من الفعل ورد الفعل لخلق جو مشحون في الخلافات الجديدة , من اجل تفكيك وحدة الشعوب و الروح الوطنية والانتقال بنا إلى مستنقع الفتنة والصراعات المذهبية و الطائفية لإحداث تمزقاَ في نسيج وحدة الشعوب العربية و الوطنية .‏
ومن هذا المنطلق وجب على شعوب الأمة تحمل المسؤوليات أمام هذه الظواهر والتغيرات التي تفرضها علينا بعض هذه الأنظمة , وعلى كل فرد من شعوب الأمة أن تكون لديه المعرفة , وفهمه لما يدور من حوله من قرارات وتوجهات وتصريحات , وان يعمل على تحليلها من منطلق حِرصه على تحقيق المصلحة و الفائدة لوطنه وعروبته ، وان يكون إنسان فعالاً يتصف بمشاعر الانسجام الوطني الحر , وان يؤمن في مبدأ المسؤولية الشاملة لشعوب الأمة.
قرارات , وتدخلات , وتصريحات , ومؤامرات تحاك ضد الأمة العربية , تدعوا الشعوب إلى تحمل المسؤولية الشاملة في المجتمع الوطني العربي وتحمل كل فرد فيه المسؤولية التي تتناسب وموقعه وقدراته , وها نحن نرتقب ما يريد أن يتوجه به الرئيس الأمريكي إلى الأمة الإسلامية , فهل يأتي لنا في مؤامرات جديدة ؟, ومطالب لتنازلات جديدة؟ .

ليست هناك تعليقات: