الأربعاء، مايو 20، 2009

مسكين هذا الحمار

انطوني ولسن

مسكين هذا «الحمار» عنوان مقال سبق ونشرته في كل من جريدة المصري بتاريخ 11/3/2004 استراليا وجريدة المستقبل بتاريخ 13/3/2004 - استراليا.
وموثق ايضا في كتاب «المغترب» الجزء السادس صفحة 16 والذي اصدرته عام 2006. وانقل لكم بعض اجزاء من المقال:
اطلعنا على الخبر الذي يقول (ان مجموعات من قوات الأمن قدر عددها بنحو الف جندي فرضت طوقا امنيا محكما على قرية سلامون التابعة لمحافظة سوهاج جنوب مصر لمنع وقوع صدامات طائفية بسبب الاحداث التي ترجع الى مشاجرة عادية نشبت بين شخص مسلم وشقيقين مسيحيين انتهت بمقتل الآخيرين ضربا بالفؤوس، وذلك بسبب تعثر «حمار» يمتلكه المسلم نتيجة قيام المسيحيين برش المياه امام منزلهما.
اكتفي بهذا القدر من هذا الجزء من المقال)، «الحمار» الذي تعثر واتكعبل».. «وقع» فوقع راكبه فاستشاط غضبا ونادى اخوته وعائلته وهجموا على الاخيين المسيحيين الذين كانا قد رشا المياه على الأرض وبكل قسوة قتل الرجل الشقيقين بالفأس. وانقل ايضا هذا الجزء الأخير من الخبر.
.. وقالت مصادر الشرطة المحلية عقب وقوع الحادث مباشرة ان المتهم مختل عقليا.. ثم عادت لاحقا لتؤكد انه «سليم العقل».. وقررت النيابة العامة بحبس المتهم على ذمة التحقيق.
وانقل لكم هذا الجزء الذي شمله المقال ايضا: (العنوان يقول.. استشهاد فتاة قبطية في قرية تلوانه في طريقها الى الكنيسة بعد اطلاق الرصاص عليها من احد مسلمي القرية).
الاحداث: يوم الخميس الموافق 12/2/2004 في حدود الساعة السادسة اصطحبت الشهيدة نعمة امها واختها الصغرى وزوجة عمها وبعض البنات للذهاب الى العشية واجتماع الخميس، وبعد خروجها من منزلها بحوالى 100 متر سمع دوي رصاصة، سقطت البنت، تجمع المارة وتم طلب اسعاف الباجور، وذهبت نعمة الى المستشفى وقام الطبيب بالمستشفى بخياطة الجرح اثر الرصاصة والرصاصة بداخل الرأس وهناك ماتت.. تحفظت المستشفى على الجثة بغرض ان القتيلة مسمومة وان اثر طلقة الرصاص ما هو الا من اثر سقطتها على الارض.
وانقل لكم ايضا ما اوردته في ختام المقال:
في الختام نظرة سريع على خبر اتركه للقارئ.. وخاصة لهذا النوع من القراء الذين نصبوا انفسهم هنا في سدني بملاحقة كل قلم حر باتهامه بانه عدو لوطنه وبلده.. ودينه..
«قرار جمهوري بتعيين وترقية 97 من اعضاء مجلس الدولة»..
كتب حسام الجداري: أصدر الرئيس حسني مبارك قرارا جمهوريا بتعيين وترقية 97 من أعضاء مجلس الدولة بدرجة نائب.
وقال المستشار يحيي عبد المجيد نائب رئيس المجلس انه تمت الموافقة على ترشيح عدد من اعضاء مجلس الدولة بدرجة مندوب للتعيين والترقية الى درجة نائب بمجلس الدولة وذلك طبقا للمعايير الموضوعية التي وضعها المجلس الخاص برئاسة الدكتور عبد الرحمن عزوز. ومن الاعضاء السادة محمد اسماعيل محمد..الخ» وليس بينهم مسيحي.. ترى لماذا؟؟.هل لأنه ليس من الذين يتبؤون مثل هذه المناصب مصري مسيحي؟!.. ام ان الترقيات لم تشمل المسيحيين المصريين لان اهليتهم للترقية لمثل هذه المناصب غير كاملة؟!.. نحن لا نعرف.. فهل هناك من يعرف ليعرفنا يا عباد الله؟!
نقلت لكم حادثين لجريمتين قتل في الجريمة الاولى مسيحيين والثانية قتلت مسيحية وخبر قرار جمهوري بتعيين وترقية 97 من اعضاء مجلس الدولة وليس بينهم مسيحيي. وهذا ما سجلته في مقالي الذي نشر منذ اكثر من 5 سنوات، فما هي الحكمة من وراء ذلك؟
الحقيقة لا حكمة ولا ديا ولو.. انما في الاعادة افادة للعقول المحتاجة.. لاننا منذ الغزو العربي الاسلامي (ومن يعترض على كلمة غزو إحيله لمشاهدة مسلسل «سوق العصر» الذي يعرض حاليا على قناة المسلسلاتي ليعرف انه غزو وليس فتحا مبينا».. وحتى الآن وإلى اجل لا يعلمه غير الله. وهذا ليس تشائما.. وانما هو الواقع فان اي اقلية دينية سواء في مصر او اي بلد احتله العرب لا ولن تستمتع بأي حق في المساواة بهم وهذا شيء واضح وملموس ومتعايش بين جميع الدول الاسلامية ان كانت عربية او غير عربية. ولا اعرف سببا او اسبابا تجعل المسلم عربيا كأن او غير عربي لا يقبل الآخر ويتعالى عليه ويرفض مجرد التواجد معه في مكان واحد. قد يقول لي قائل انني كتبت كثيرا وتكلمت كثيرا عن الزمن الجميل الذي عشته في مصر أو هنا في استراليا والعلاقة الحميمة التي كانت السمة الغالبة بين مسلمين ومسيحيين.. ولا اخفي حزني على ضياع تلك العلاقة الحميمة التي جمعها الوطن وجمعتها الغربة في بلاد الاغتراب حتى بين الابناء والاحفاد. ابناء واحفاد اباء واجداد عاشوا مع الغير في حب واحترام الى ان جاء من قلب الاوضاع وجعلنا نحن المسيحيين ننظر الى الامور بنظرة الواقع المرير الذي نعيشه هذه الايام، ونتذكر ما كان يحدث لاجدادنا من سخرية واحتقار. ومع ذلك في مصر مثلا لم يهرب المصريون الى الجبال كما فعلوا مع الرومان آملين في ان يكون العرب افضل منهم. لكن خاب ظنهم ووضحت الحقيقة التي كنا نشعر بها من تصرفات البعض حيالنا دون ان يخطر ببالنا ان هذا البعض سيصير الكل عندما تواتيه الفرصة.
وبدأت افكر لماذا اخوة الوطن لا تقبل فئة منهم الاخر المختلف عنهم في الدين او العقيدة او المذهب واسأل هل الدين هو السبب ام رجال الدين؟!! أم ان الآخر هو الذي تهاون في حقه المسلوب وهادن ليتفادى ما قد يحدث له من اخيه في الوطن، ومع ذلك لم يقنع لا التهاون ولا المهادنة ذلك الأخ السالب لحقوق اخيه والرافض بالاعتراف به انسانا مثله لا يختلف عنه في شيء غير ما يؤمن به وما يتبعه من دين او عقيدة او مذهب.
واستمرأ هذا الاخ ذلك واستمر في كبريائه وتعاليه وعدم قبوله للآخر المختلف عنه في الدين ولمدة 14 قرن.. فترات التآخي والتغاضي لكبرياء هذا الأخ ضئيلة وقليلة بالنسبة لطول فترة تحكم الاخ واصراره على القضاء على الآخر.. ولحسن حظ جيلنا اننا عشنا سنوات التآخي وتغاضينا عن تصرفات بعض هؤلاء الاخوة دون ان يخطر في بالنا ان نيران الكره والبغض مازالت مشتعلة تحت الرماد في انتظار من ينفخ فيها فيطير الرماد وتتوهج النار وتبدأ اضرارها تظهر للعيان ويعرف بها القاصي والداني.
وبدأ ما اطلقوا عليهم اقباط المهجر الذين استردوا انسانيتهم وعرفوا قيمة الحرية التي يكفلها لهم القانون الذي يساوى بينهم وبين اهل البلاد التي هاجروا اليها.. فأحبوا الحرية واحترموا القانون وشاركوا في مجالات الحياة، وشاركهم بعض من نفس الاخوة الذين كانوا رافضين لهم في الوطن الام.. بينما استمر البعض الآخر في كبريائه وتعاليه وكرهه ان كان لأخيه في الوطن الام او من اهل البلاد التي هاجروا اليها المختلفون عنهم في الدين او العقيدة او المذهب.
ونشط اقباط المهجر في عرض قضيتهم على المجتمعات التي يعيشون فيها وكونوا هيئات اطلقوا عليها اسم الهيئة القبطية في كندا او اميركا او استراليا او اي بلد تواجد فيه الاقباط، وبدأت الحرب ضدهم تأخذ اشكالا وانماطا مختلفة منها الترغيب والشراء وسقط البعض ورفض الكثيرون، لانهم يحبون مصر ويؤمنون بالتعايش السلمي بين ابناء الوطن الواحد.. ويعرفون عن طريق كتابهم المقدس انهم (المصريون) مباركون من الله.. «مبارك شعب مصر» اشعياء:11:25 وهذه البركة تحتم عليهم العمل السلمي من اجل سلامة الوطن مصر. لذا تحمل اقباط المهجر هذه المسؤولية لارساء قواعد الديمقراطية التي اساسها القانون الذي يساوي بين الناس في الوطن الواحد مهما اختلفت اجناسهم او الوانهم او معتقاداتهم .. اي المطالبة بالدولة المدنية وتعديل الدستور بما يلائم العصر ويتماشى مع حقوق الانسان واحترام آدميته وحريته التي لا تتعارض مع حرية الآخر.
ولقد اثبتت الدولة الدينية انها دولة ديكتاتورية بغض النظر عن الدين الذي تدين به، ويستغل حكام هذه الدول الدين ورجال الدين في السيطرة على شعوبهم وباسم الدين.
انقل لكم بعضا من استطلاع حكومي نشر في جريدة «المصري اليوم» التي تصدر في مصر بتاريخ 10/5/2009.
- استطلاع حكومي: مصر يسودها الظلم والنفاق والكذب والتميز.. ورجال السياسة والدين يقولون ما لا يفعلون».
فيما يشبه التعرية كشفت دراسة علمية عن الأطر الحاكمة لسلوك المصريين واختباراتهم ان 76% من المواطنين يعتقدون ان الكذب قد زاد في السنوات الخمس الاخيرة بسبب غلبة المصالح الشخصية وفقدان الوازع الديني وانعدام الاخلاق وانعدام الثقة بالآخرين.
اوضحت نتائج الدراسة التي اجراها الدكتور احمد عبدالله زايد عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة مع فريق بحثي على 2001 مواطن كعينة ممثلة للمصريين، اختيرت من محافظات القاهرة وسوهاج والدقهلية، ان 88,4% من المصريين يعانون من التناقض بين القول والعمل، وان رجال السياسة أعلى الفئات التي لا تلتزم بما تقول، يليها رجال الشرطة، ثم رجال الدين، فرجال الجهاز القضائي.
وتساءلت الدراسة: اذا كان التدين والايمان من اكثر الفضائل التي حث الافراد من عينة البحث على ضرورة توافرها في المصريين، فكيف يتأتى ان تؤكد نسبة 43% من المبحوثين ان رجال الدين يقولون ما لا يفعلون. واستنتجت من ذلك ان المصريين ما زالوا في مرحلة البحث عن تدين نقي ومثالي لم يجدوه بعد..
اكتفي بهذا الجزء من المقال.. ويمكن الاطلاع عليه من على موقع www.almasry-alyoum.com
اعود الى بداية المقال وما سردته عليكم من احداث سواء قتل ابرياء لا جرم ارتكبوه سوى انهم يدينون بالدين المسيحي ويتمسكون به دينا لهم.. وقرار جمهوري ظالم صدر بترقية 97 مواطنا ليس فيهم مسيحي واحد يستحق الترقية.
كان هذا منذ 5 سنوات.. وقد اكتفيت بهذا المقال. وان كان الكتاب نفسه «المغترب» الجزء السادس وما سبقه من اجزاء يحتوى كل منهم على مئات الاحداث التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان الخطة واضحة التي يريدون بها تصفية المسيحيين في مصر مثلما حدث في جميع البلاد التي غزوها.. وما زال الاضطهاد والترهيب مستمرا حتى اليوم ويستمر الى ان يفيق الحاكم ويعرف الحقيقة ان مصر لم تعد هي مصر المحبة والحضارة والعلم.. لان التعليم في مصر البسوه العمة.. والشارع البسوه الحجاب والنقاب للنساء واللحية والزبية والمسبحة للرجال.
ولاول مرة نرى استطلاعا للرأي حكومي يؤكد ما ننادي به نحن اقباط المهجر ان مصر النفاق الديني قد اصبح السمة الغالبة للناس.
سيادة الرئيس محمد حسني مبارك سيلتقي بالرئيس الاميركي باراك حسين اوباما.. ومن المؤكد ان الحديث سيدور حول الديمقراطية التي تطبقها حكومته ودستوره في مصر.
فهل الذين سيقومون بمظاهرات سلمية من المصريين في اميركا يوضحون للشعب الاميركي والرئيس الاميركي والعالم ان زمن الدولة الدينية قد ولىّ لانه زمن ديكتاتوري ويتعارض مع الديموقراطيو التي اساسها القانون الذي يحمي العدل والحرية والمساواة والتي اظهر ذلك الاستطلاع الحكومي المصري انها غير موجودة؟!
نحن نحب مصر ونحترم الحاكم.. لكننا نرفض الظلم والكيل بمكيالين لابناء وطن عزيز على قلوبنا اسمه مصر الذي بارك الله شعبه كما ذكرت..
وأختم بهذا الجزء من الاستطلاع.. فكيف يأتي ان تؤكد نسبة 43% من المبحوثين ان رجال الدين يقولون ما لا يفعلون واستنتجت من ذلك ان المصريين ما زالوا في مرحلة البحث عن تدين نقي ومثالي لم يجدوه بعد..
وأضيف ان كثيرين في مصرمن الذين كانوا يبحثون عن تدين نقي ومثالي وجدوه وامنوا به. ومن المؤكد ان كثيرين ايضا سيلحقون بهم.
لأن الرب الذي بارك شعب مصر.. كرر ايضا قوله: من مصر دعوت ابني.. في العهد القديم هوشع 1:11 وفي العهد الجديد متى 15:2.
وقد دعي الرب ابنه من مصر هذه الايام من أجل خلاص النفوس التي تبحث عن الخلاص..
فليتمجد اسم الرب القدوس.

ليست هناك تعليقات: