الخميس، مايو 28، 2009

قادة الأنظمة العربية موضع الاتهام وتحمل المسؤولية

خضر خلف

إنه بات واضحا وجليلا من خلال ما تقوم به قوات الاحتلال من ترحيل وهدم لبيوت المقدسين وتهويد القدس جريمة بشعة في الاعتداء على المقدسين , وان فرض سياسة التهجير والاستيلاء على البيوت جعل الأراضي الفلسطينية المحتلة وكأنها منفصلة عن عالمنا الإسلامي والعربي وهذا ما لمسناه في الأيام المنصرمة حيث كانت حالة الأراضي الفلسطينية تسودها حالة من الترقب الشديد حيث شهدت القدس المحتلة نفيراً عاماً وغضباً عارماً في ظل مخطط الإرهابيين الصهاينة لاقتحام وتدنيس الحرم القدسي في يوم الخميس , وكذلك الكشف عن خمسون مخططاً استيطانياً وتهويد يا أعدها الصهاينة لشطب المدينة المقدسة من سجل التاريخ الإسلامي والعربي في الماضي والحاضر والمستقبل , ولقد أصبحوا المقدسين يتحملون الصعاب يوميا في حياتهم النفسية والمادية والمعنوية من أجل الصمود في المدينة المقدسة التي نشئوا فيها وعاش فيها من قبلهم أبائهم و أجدادهم، ولم نشهد أي غضب وانفعالا في الشارع العربي والإسلامي . وان دل هذا على شيء إنما يدل على أن الشعوب أصبحت تخاف من عصا حكام الأنظمة , لأنه بات جليا بان كل من يظهر غضبه لنصرة فلسطين أصبح يضر في الأمن القومي لدولته ونظام حكمها .
إن هذه الجرائم بحد ذاتها تضع قادتنا قادة الأنظمة العربية وجامعة الدول العربية موضع الاتهام وتحمل المسؤولية في المشاركة في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب من خلال تبنيها مبادرات السلام التي كانت مضيعة للوقت وكذلك وحملاتهم المعادية لكل معنى للمقاومة , إن المبادرات التي تم تبنيها كانت هي السبب فيما وصلنا له بفلسطين , فلقد نزعت هذه المبادرات حقوقنا التي كفلتها لنا القواعد الدولية لحقوق الإنسان و مبادئ القانون الدولي الذي يعتبر مقاومة الاحتلال حقا مشروعاً وهذه المبادئ لا يجوز إلغائها أو المساس بها مطلقاً في وقت السلم والحرب مادام هناك احتلال , ولقد أقرت الأمم المتحدة في ميثاقها الذي نص واقر احترام مبدأ التسوية في الحقوق بين الشعوب وبأن تكون لكل منها الحق في تقرير المصير .
إن المبادرات العربية والدولية جعلت إسرائيل تمعن باستمرارية قضم الأراضي والاستيطان لان هذه المبادرات ألغت شرعية المقاومة التي أقرتها الأمم المتحدة والتي حولتها الأنظمة العربية قبل الغربية إلى تسمية جديدة إلا وهو الإرهاب .
لقد جاءوا لنا في مبادرات جديدة ليقولوا لحل النزاع العربي الإسرائيلي بدل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي , وذلك من منطلق السعي لإلغاء قرارات الأمم المتحدة بشان القضية الفلسطينية والتي تنكرت لها إسرائيل ولا سيما القرار رقم 242 لسنة 1967م الذي ينص على عدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة و على وجوب الانسحاب من الأراضي المحتلة في نزاع 1967م , ومن هذا المنطلق إن الحل هو إنهاء الاحتلال وليس صراع وان الأراضي الفلسطينية ارض محتلة ومقاومة الاحتلال يبقى حقاً مشروعاَ وبأي وسيلة كانت .
وأنني أتسأل كيف تم إعداد وإنشاء محكمة دولية لقضية اغتيال الحريري , سريعة رحبت بها معظم الدول العربية بل عملت على السعي لإنشائها من اجل القضاء على المقاومة وليس الهدف للوصول للحقيقة, أتسأل أيضا" الم يكن بإمكان الأنظمة العربية تبني رفع وتقديم قضية أمام القضاء الدولي لإنشاء محكمة تنظر في جرائم الحرب التي ارتكبها قادة دولة الاحتلال الإسرائيلي بفلسطين لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومحاكمتهم على جرائمهم التي ارتكبوها سواء في فلسطين أو لبنان . وكذلك بما يتعلق في القدس والضفة الغربية من تهويد واستيلاء على الأراضي وهد من البيوت منطلقين من قرارات الأمم المتحدة بشان القضية الفلسطينية على عدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة وعلى وجوب الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 1967 .
للأسف إن القدس تتغير معالمها ويشرد أهلها يوما" بعد يوم ونحن نركض وراء سراب اسمه مبادرات سلام ورباعيات دولية وعربية , تضيع الأرض ويهجر أهلها ونحن نشهد انقساما عربيا واضحا وخاصة في موقف الدول الحليفة لأمريكا وهذا ليس من اجل القدس ولكن من اجل كسب الرضي الأمريكي والأوروبي , وكذلك نشهد انقساما فلسطينيا ليس من اجل القدس وإنما من اجل كيف تشكل الحكومة ومن يرأسها وكيف تكون تركيبة أجهزتها الأمنية . حتى أن تنتهي الانقسامات العربية العربية والفلسطينية الفلسطينية لن تبقى قدس وأقصى وقبة صخرة ولا ارض صالحة لقيام دولة.
من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((بادروا، بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، ((بادروا، بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً)) هذا الأمر ومثل هذا الحديث يجعل الإنسان في خوف ووجل؛ لأن العواقب والخواتم أمرها بيد الله جل وعلا فعلينا أن نلهج دائما بسؤال الله جل وعلا أن يجمع الله بين الإخوة الفلسطينيون ولحسن الخاتمة والثبات على الدين والهدف وان يكون ديدنه ومعوله على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام

ليست هناك تعليقات: