الثلاثاء، مايو 19، 2009

التحرك الجماهيري : ما بين الانقسام والانتماء

مأمون شحادة
ان الانقسام الفلسطيني والذي يشكل معادلة متجذرة تجتمع فيها كل العناصر ما بين حيرة وتعجب ليخرج الناتج من تلك المعادلة دماء تسيل من ابناء هذا الشعب والذي ينتمي بيولوجيا الى هذه الارض .
ان الوطن اغلى مما نسميه انقسام , ولكن يجب ان نصارح انفسنا باننا الان منقسمون ما بين ضفة وغزة متناسين ان عدونا وجلادنا واحد , ولكن قبل الخوض بمضمون الحديث اود ان اقتبس اليكم مما كتبه احد المهاجرين العرب في غربته القصرية في احدى الدول الاجنبية حيث كتب :
" ان الوطن نوع من الانتماء البيولوجي لا حيله لك فيه و لا إرادة وهو نوع من قوانين الفيزياء الجبرية فعلى سبيل المثال لماذا يتجه طرفا الإبرة الممغنطة نحو الشمال و الجنوب ؟ فانه لا علاقة لهذا بالعواطف و لا بالغنائية .. إن البوصلة لا تهيم حبّا بالشمال و لا تكتب القصائد عنه .. هي – فقط – لا تعرف كيف تفعل أي شئ آخر غير هذا الذي تفعله ربما كانت أهميه الوطن تكمن في وجود أحبائك فيه … الأسرة .. الأصدقاء .. الخ .. لكني لا أعتقد أنك ستكون راضي لو جلبت كل أحبائك ليعيشوا معك في (الغربة) .. ثمة جزء ما ينقص المعادلة كي تتزن .. و هذا الشيء اسمه تراب الوطن .. اذا فالانتماء الطوعي هو انتماء الى مجموعة ما او بلد ما غير وطنك ... لكن هل تستطيع ان تنسى بلدك الاول!!! .. لا ... فحينها سيظهر الانتماء البيولوجي "
ان هذه الكلمات تعبر عن معنى الانتماء للوطن بما يحمله القلب والامل من تضحيات من اجل المهد الاول والذي صيغت فيه معالم حب الوطن والانتماء للارض فكيف حينما يكون الانسان غريبا داخل وطنه ما بين الضفة وغزة .
ان الشعب الفلسطيني والذي ضحى وما زال يضحي من اجل حماية هذا الوطن لكي يتمم بناء قواعد الدولة الفلسطينية ومن اجل حماية معادلة الشعب الفلسطيني والتي تجمع كل اطياف الشعب الفلسطيني فيها , ولكن الناتج بما نشاهده اليوم ونسمعه انما هو انقسام وتشتت يشتت تلك الاطياف مبعثرا عناصره هنا وهناك ما بين الضفة وغزة !!! ايحلوا لنا هذا الانقسام, افبعد ذلك يا اخوة التراب الواحد والهامة السمراء القمحاوية والتي عجنت من سنابل تلك الارض لتشكل منها مزارع فلسطيني حمى وما زال يحمي ارضه ضد اي تفريط بها ’ ان الواجب منا ونحن ابناء تلك الارض الواحدة ان نضع الكف بالكف ونسير نحو هدف واحد وليس ان نسير في ضياع الشعب والتي لا نجني منها الا الشوك وغزارة الدماء وان الشعب الفلسطيني والذي خاض الانتفاضة الاولى والثانية من اجل القضية الفلسطينية سيتحرك بكل قواه من اجل انقاذ القضية الفلسطينية وتوحيد الصفوف.
ان القضية الفلسطينية والتي تتحول شيئا فشيئا الى مسألة فلسطينية وتحت وصاية كل الدول ستفقد القضية الفلسطينية جوهرها النضالي ان لم يتوحد الشعب الفلسطيني، وذلك لان المستقبل القادم يحمل الكثير من الصعوبات !!!!!! .
ان الانتماء البيولوجي للوطن يعني الكثير فهو مثل الجسد الواحد لا يستطيع الاستغناء عن احد اعضاءه وذلك لانه يشكل خسارة لذلك الجسد , فهل ضياع الوحدة الوطنية لا تشكل خسارة على هذا الشعب ؟
ان ضياع الوحدة الوطنية لو بحثنا في جوهرهها يعني عدة امور :ضعف الرابطة البيولوجية في الانتماء للوطن، وتشجيع الهجرة الى الخارج من اجل الانتماء الطوعي، والتحول في الصراع من صراع ضد العدو المشترك الى الصراع البيني ، و تحول القضية الفلسطينية الى مسألة فلسطينية ، و تشويه القضية الفلسطينية امام العالم الخارجي ، وضعف الرابطة الجمعية ما بين ابناء الانتماء البيولوجي.....!!!!
ان الانتماء البيولوجي الفلسطيني امانة في اعناقكم فلا تحولوه الى انتماء مهاجر الى خارج الارض الفلسطينية من اجل الانتماء الطوعي لكسب الامن والامان , لنجعل الامن و الامان في بلادنا ولنحافظ على الانتماء البيولوجي .
... ان ضياع الوحدة الوطنية انما يعني انهيار القضية الفلسطينية و ضياعها وافتقادها الى الجوهر النضالي وان التحرك الشعبي من اجل الوحدة الوطنية سيزيد الشعب الفلسطيني تمسكا بالقضية الفلسطينية , ولنأخذ العبرة من الحكمة الشهيرة " تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت أفرادا "
مختص بالدراسات الاقليمية
الخضر – بيت لحم – فلسطين
wonpalestine@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: