الأربعاء، مايو 13، 2009

فخامة رئيس الجمهورية المصرية السابق زكريا محيي الدين: كل عام وانتم بخير

انطوني ولسن

الفت نظر قرائي الاعزاء الى عنوان المقال «فخامة رئيس الجمهورية المصرية.. الخ» انني تعمدت ان اكتب ما كتبته لانه الاسم الصحيح بعد اعلان مصر جمهورية وتولي اللواء محمد نجيب رئاسة الجمهورية المصرية.
بمعنى.. انني ربطت بين التسمية الصحيحة لمصر والسيد زكريا محي الدين الذي كان احد اقطاب الانقلاب (الثورة) والذي اصبح بعد ذلك القبضة الحديدية لتحقيق احلام الفتى الطائر جمال عبد الناصر.
جمال عبد الناصر المفتري على الشعب المصري او المفترى عليه نترك للتاريخ الحكم عليه وان كانت نتائج اعماله عانى منها الشعب المصري والعرب وما زال يعاني حتى الآن وانقل اليكم تعليق حسن سيد الذي نشر في الموقع الالكتروني في جريدة المصري اليوم www.almasry-alyaum.com
بتاريخ 7/5/2009 والذي كان تعليقا على المقال الذي نشره الموقع ويحمل هذا العنوان «ميلاد زكريا محي الدين احد اعضاء تنظيم «الضباط الاحرار» بقلم ماهر حسن. وسوف اعود الى المقال بعد عرض تعليق حسن سيد:
تعليق: الساكت عن الحق..
اعتقد ان باقي الجملة لا تنطبق على السيد زكريا.. ولكن يجب عليه ان يتكلم ليحكي لهذا الشعب الفقير كيف فشلت هذه الثورة في حل اي مشكلة في مصر، بالعكس جلبت لمصر وللعالم العربي كوارث كبرى لاننا نعاني منها الى وقتنا هذا.
فالدكتاتورية التي زرعتها الثورة ترعرعت على مر السنوات الى ان اصبحت هي الطريقة الوحيدة التي حكمت بها مصر الى الان، وتم تصديرها الى باقي الوطن العربي.. والسجون والمعتقلات لاي معارض لا زلنا نعاني منه الى الآن..
وهزيمة 1967 ادت الى احتلال اراضي 3 دول عربية لا زلنا نعاني منها الى الآن. وانخفض الجنيه المصري الى ان اصبح لا يساوي ثمن المعدن او الورق المصنوع منه و»ارفع راسك يا اخي انتهى عصر الاستبداد» هذا ما قاله عبد الناصر.
اما ما حدث ان المواطن المصري منذ قيام الثورة الى الآن فإن رأسه انخفض الى 50 الف كيلو متر تحت الارض.
بعد هذا التعليق.. دعوني انقل اليكم بعضا مما جاء في المقال الذي نوهت عن عنوانه وكاتبه.
اليوم يكون زكريا محيي الدين قد بلغ الواحدة والتسعين فهو مولود في مثل هذا اليوم 7 مايو عام 1918 في كفر شكر «محافظة القليوبية».
- التحق بالمدرسة الحربية عام 1936.
- تخرج برتبة ملازم ثاني في فبراير عام 1938.
- عام 1939 نقل الى منقباد وهناك التقى جمال عبد الناصر وتعرف على عبد الحكيم عامر.
- 1948 تخرج من كلية اركان الحرب وسافر الى فلسطين.
- عاد الى القاهرة ليعمل مدرسا في الكلية الحربية ومدرسة المشاة.
- انضم الى تنظيم الضباط الاحرار قبل الثورة بثلاثة اشهر وكان ضمن اعضاء خلية عبد الناصر، وشارك في وضع خطة التحرك للقوات، وكان المسؤول عن عملية تحرك الوحدات العسكرية وقاد عملية محاصرة القصور في الاسكندرية.
- تولى منصب مدير المخابرات الحربية بين عام 1952 و1953.
- تولى موقع وزير الداخلية عام 1953.
- 1955 اسند اليه عبد الناصر مهمة إنشاء ادارة المخابرات العامة المصرية.
- 1961 عين للمرة الثانية وزيرا للداخلية.
-1965 اصدر عبد الناصر قرارا بتعينه رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية.
- 1967 اعقاب النكسة وتنحى عبد الناصر في 9 يونيو اسند عبد الناصر الحكم الى زكريا محي الدين. غير ان الجماهير خرجت تطالب عبد الناصر بالعودة.. فقدم استقالته.
- اعتزل الحياة السياسية منذ ذلك اليوم (41 سنة) واحاط نفسه بستار حديدي من الصمت الى وقتنا هذا. وعرف عنه انه صاحب القبضة الحديدية نظرا للمهام التي اوكلت اليه كوزير للداخلية ومديرا لجهاز المخابرات العامة.
كتب عنه عادل حموده في مجلة روز اليوسف في مارس 1993 يصفه بقوله انه الصامت الصائم عن الكلام ان كل ابوابه مغلقة ومختومة بالشمع الاحمر، وهو الوحيد من بين ضباط يوليو الذي لم يخرج عن سكوته المزمن ولم يقبل رغم الاغراءات والاستفزازات ان يفك اضرابه عن الكلام منذ استقال من منصب رئيس الجمهورية.
هذا مجمل ما جاء في مقال الاستاذ ماهر حسن بمناسبة عيد ميلاد السيد زكريا محي الدين الواحد والتسعين بعد ما قدمت لكم تعليقا اخترته من بين التعليقات الكثيرة لانه يعبر تعبيرا صادقا للألم الذي يتالم منه الشعب المصري ومعه الشعوب العربية المغلوبة على امرها الى الآن.
اما تساءل الاستاذ عادل حموده عن عدم كلام السيد زكريا محيي الدين منذ استقال من منصب رئيس الجمهورية فردى عليه هو بداية الحديث عن الرجل الحديدي زكريا محيي الدين.
استاذ عادل حموده متى تولى السيد زكريا محي الدين منصب رئيس الجمهورية؟.. هل اتيحت له الفرصة حقيقة ليتولى الرئاسة.. ام ماذا؟!
استاذ عادل حموده فلنعد الى تلك الليلة ليلة يوم الجمعة التاسع من يونيو.. ليلة القاء ناصر خطاب التنحي.. واسمح لي ان اعيد ما سبق وكتبته بهذا الخصوص.. لاني مؤمن في الاعادة إفادة لذوي العقول المحتاجة.
في صباح ذلك اليوم جاءني مندوب من مركز الاتحاد الاشتراكي للحي وطلب مني التواجد في تمام الساعة الحادية عشر صباحا.
ذهبت الى حيث نعقد اجتماعاتنا بمدرسة الترعة البولافية (الامير فاروق سابقا) جلست الى جوار مسؤول المركز وقد لاحظت اثناء قراءته البيان على الحضور ان الورقة التي يقرأ منها (مقلوبة) فأشرت له بذلك. فما كان منه إلا ان ضرب بقدمه قدمي فهمت المراد ولم اتحدث. وانتهى من القاء بيانه والورقة التي قرأ منها ما زالت (مغلوبة) وطلب من الجميع الحضور قبل الساعة السادسة لسماع خطاب الرئيس الهام والالتحام بالناس لمعرفة ردات الفعل للخطاب.
صدقني استاذ عادل حموده هذا حدث بالفعل. وماحدث بعد ذلك يثبت صحة ذلك لخروج جميع فئات الشعب من جميع احياء وقرى ومدن الجمهورية في وقت واحد تهتف مطالبة عبد الناصر بعدم التنحي. فمتى تولى السيد زكريا محي الدين رئاسة الجمهورية؟!
كاتب خطاب التنحي وكلنا نعرفه كتبه لينقذ عبد الناصر من محاكمة دولية وهو ايضا واثق كل الثقة بعاطفة الشعب المصري التي لن تقبل التنحي.
وايضا لم يذكر الخطاب تولي السيد زكريا محي الدين شؤون رئاسة الجمهورية،بل انه طلب في الخطاب من السيد زكريا محي الدين بتولي المسؤولية.
وكاتب الخطاب مطلع وعليم ببواطن الامور ويعرف ان السيد زكريا محي الدين هو الورقة التي يمكن ان يلوح بها لاميركا والدول الغربية لانه ليبرالي.
وهنا مربط الفرس كما يقول المثل.. لذا إسمحوا لي ان اخذكم بعيدا عن الموضوع الأن ونتحدث عن تجسيد ما اريد ان اصل اليه عن طريق فيلم «احنا بتوع الاوتوبيس» للفنان الراحل عبد المنعم مدبولي والزعيم عادل امام، وقد اخترت هذا الفيلم لقوة التمثيل والنص الدرامي ورسم الشخصيات.
هذا الفيلم يوضح ما آلت اليه مصر في عهد ناصر.. الكل خائف ومرتعب من المخابرات.. والكل يظن انه مراقب والكل يخشى بل يخاف لو فتح فمه باي كلمة يمكن ان يذهب بسببها (وراء الشمس).
ينتقل عادل امام الى القاهرة ليعمل في وظيفة بعيدة كل البعد عن مؤهله الجامعي. يسكن فوق سطوح احد المنازل ويلتقي بابنة احد السكان (عبد المنعم مدبولي) ويقع في حبها.
يزوره الاصدقاء ويرقصون على صوت الموسيقى، بدلا من ان يطلب منهم عبد المنعم مدبولي خفض صوت الموسيقى العالي بدأ يشعر بالخوف لاحساسه ان هذا الشاب من المخابرات، ما الذي يفعله ليقنع رجل المخابرات بانه وطني ويحب الثورة؟ هداه تفكيره الى قراءة الميثاق بصوت عال، وبرفع صوت المذياع عند اذاعة اغاني الثورة، استمر هذا الحال وصاحبنا الساكن الجديد جل همه الفتاة الشابة الجميلة التي احبها.
في يوم التقيا الشاب عادل امام والاب عبد المنعم مدبولي عند محطة الاوتوبس.. وركبا سويا نفس الاتوبيس وعندما جاء المحصل سارع عبد المنعم مدبولي محاولا دفع الاجر.. ولكن عادل اصر على ان يدفع هو.. ادى هذا الخلاف الى تطاول المحصل عليهما تطاول عبد المنعم مدبولي على المحصل معتمدا على ان عادل امام رجل مخابرات.. ومن يقف في وجه رجل المخابرات! يصر المحصل وسائق الاتوبيس على الذهاب الى قسم البوليس.. وهناك تبدأ الدرما.
في قسم البوليس وضعا في الحجز لانشغال رجال الشرطة بترحيل المشتبه فيهم الى ليمان طره.. المعتقل لانهم يشكلون خطرا على الثورة والنظام. وسط هذا الهرج والمرج يذج بهما عادل امام وعبد المنعم مدبولي مع المتهمين المشتبه فيهم، يصرخ كل منهما على انهما «بتوع الاوتوبيس» ولا من مجيب او سميع، وفي المعتقل يستعرض مأمور السجن عضلاته ويذيق الجميع كل الوان العذاب حتى يحصل منهم اعترافا بالمشاركة في العمل على قلب نظام الحكم.. واهم شخصية هنا شخصية حضرة الصول (جمال اسماعيل) الذي يؤدي دوره في تعذيب المساجين بكل اقتناع وبكل تفاني في خدمة الوطن والثورة.
وتقع الهزيمة المتوقعة ويثور المساجين وينضم اليهم حضرة الصول وتحدث مذبحة ويموت الجميع بما فيهم مأمور السجن وحضرة الصول.
ما كتبته من الذاكرة.. اتمنى ان لا تكون خانتني الذاكرة.
وكما قلت عن خطاب التنحي ان كاتبه مطلع وعليم ببواطن الامور ويعرف ان السيد زكريا محي الدين هو الورقة التي يمكن ان يلوح بها لاميركا والدول الغربية لانه ليبرالي.
ومربط الفرس هنا التشابه بين حضرة الصول في المعتقل والبكباشي زكريا محيي الدين وزير الداخلية بعد ان تولى مدير المخابرات الحربية.. اسند اليه عبد الناصر مهمة إنشاء ادارة المخابرات العامة المصرية.. ثم تعينه رئيسا للوزراء بقرار من عبد الناصر وايضا نائبا للرئيس.
وان دل هذا على شيء انما يدل على انه كان مخلصا للثورة اكثر من الذين فكروا فيها وشكلوا تنظيما اطلقوا عليه تنظيم الضباط الاحرار.. فأكتشف الحقيقة كاملة وعزت عليه نفسه كما يقول اولاد البلد وقرر الابتعاد كلية عن الاضواء وفضل حياة الصمت وعدم الكلام لا دفاعا عن نفسه او عن احد ولا اعترافا بانه كان مخدوعا مثل الشعب المصري الذي دفع ويدفع حتى الأن ثمنا باهظا من حريته وقوته واستقراره.
عن نفسي شخصيا مقتنع تمام الاقتناع بان السيد زكريا محيي الدين لو اتيحت له حقيقة تولي رئاسة الجمهورية لتغيرت احوال مصر 180 درجة عن ما هي عليه الآن.. ليس لانه ليبرالي ومحل ثقة للغرب واميركا.. ولكن لانه خدم مصر من كل المواقع التي تولاها مؤمنا بالثورة التي قامت من اجل الشعب المصري سواء في كفرشكر او كفر الصعايده..انشأ ادارة المخابرات المصرية دون ان يظن ان من سيتولى ادارتها صلاح نصر بعد ذلك سيديرها بهذه الطريقة التي تنم عن شخصية سوداوية.. بل كان «صلاح نصر» يجد لذة كبيرة في اللعب باعصاب عبد الناصر نفسه، فينقله من مكان الى مكان لأنه «صلاح نصر» اكتشف مؤامرة تحاك ضده «عبد الناصر». واشياء اخرى كثيرة بدأت تتضح صورتها للسيد ذكريا محيي الدين بعد ذلك اليوم..
يوم الجمعة 9 يونيو 1967، فعافت نفسه السياسة والحكم.. وكفر بالثورة وبمن قاموا بها.. ولا ينطبق عليه كما قال صاحب التعليق السيد حسن سيد الساكت عن الحق.. ولم يكمل القول لاننا جميعا نعرفه.
أنت فضلت الصمت يا سيادة البكباشئ زكريا محي الدين لإصالتك ولمعرفتك بان مصر ستتكلم.
وقد تكلمت نيابة عنك وعن كل الاشراف الذين اخرستهم ما قيل عنها ثورة الضباط الاحرار.. والحقيقة انها كانت انقلاب الضباط الاشرار.
كلمة أخيرة جدا.. ان السيد زكريا محي الدين وصلاح نصر ليسا وجهان لعملة واحدة.
لان السيد زكريا محي الدين خُدع وندم وصمت.. اما صلاح نصر فقد عرفه الشعب على حقيقته كما عرف الباقيين.

هناك تعليقان (2):

علاء رفعت يقول...

الانسان يجب علية دارسة التاريخ الحقيقى لمصر والتاريخ يبدا من تاريخ بداية الثورة العطيمة التى اطاحت بالمستبد الملك العنيد اى لايصلح حقيقا للمنصب.عموماالسيد الرئيس جمال عبدالناصر لا يختلف علية اثنان لانة هو تاريخ مصر الزى كتب بيد مصرية100/100

علاء رفعت يقول...

ان جمال عبد الناصر هو اول رئيس مصرى شرعى منزو عصور الفراعنة انة الثورة التى اطاحت بكلمة (باشا.بك)الى الابد.وبناء على ماحدث بعد الثورة وتغير فى الحياة السياسية والتاريخيةفى البلادوايضاالحياة الاقتصادية.لان الشعب المصرى اصبح قبل الثورة من غير هدف تستنزف اموالة وايضا كرامتة.فجاءالنسيم وجاءت ثورة23 يوليو العظيمة بقيادة العظيم الى الابد السيد الرئيس (جمال عبد الناصر).......بقلم علاءرفعت محى الدين