الجمعة، مايو 29، 2009

عبد الله الإرهابي يدعوكم لفنجان قهوة

عطا مناع
اعتذر منكم، لأنني أزعجكم وأثقل عليكم وأقض مضاجعكم خاصة أصحاب الأحلام الوردية الذين لا وقت لهم لصغائر الأمور ومشاكل الفقراء المهمشين في المخيمات الفلسطينية، مرة أخرى أيها الناس أحاول أن أسلط الضوء على ألكارثة التي ألمت بمخيم الدهيشة، أنها كارثة اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، ومشكلة العجز الفاضح للمختصين الغير قادرين على تشخيص المشكلة التي تكاد تسحق ما تبقى من كرامة إنسانية لدينا نحن المسحوقين الذين تعاملوا معنا في يوم من الأيام حطبا لثورتهم ألتي إدارات ظهرها لنا.
خرجت عن الخط، لكنني أشعر بالقهر لشعوري بالظلم المركب ، أليس الشعور بالظلم هو بداية الثورة علية، لكن الظلم الذي يعانيه أطفال وسكان مخيم الدهيشة الملوث بمياه الصرف الصحي لا شبيه له أيها السادة،أنة الظلم المركب ألذي لا علاج له إلا بوقفة حقيقية باستنفار كل الطاقات لمعالجة مشكلة ستحصد ما ستحصد من الأرواح وفي رمشه عين، أنا لا أحرض كما وصفيني أصحاب الأبراج العاجية والأحلام الوردية والحسابات الشخصية، وأنا لا أنشر الإشاعات كما يحلو للبعض أن يقول، أنا هنا أحذر من الكارثة، أنا أدعوكم أدعوكم لتناول فنجان قهوة في مخيم الدهيشة وسنحاول أن تكون محتوياته نقية.
هي دعوة خاصة لكل منكم من عبد الله الإرهابي المعثر المغلوب على أمرة الملاحق من شياطين الأرض والسماء، ادعوك سيدي ألرئيس محمود عباس، ادعوك سيدي رئيس الوزراء سلام فياض، ادعوا الكتل النيابية بدون استثناء لتناول فنجان قهوة وليتنشقوا أجواء التلوث، ادعوا حركة فتح ,حركة حماس، ادعوا الجبهة الشعبية وكل الجبهات، ادعوا الصحفيين والأكاديميين والمهتمين بحقوق الإنسان،أدعوا أنصار اللاعنف وأنصار العنف أيضا ادعوا الشهداء والأسرى والجرحى والأموات الأحياء والأحياء الأموات لجولة في عالمنا الغريب، ادعوا ياسر عرفات الذي طلب من سكان المخيم أن ينجبوا عشرة أطفال هدية للمقاومة وفلسطين.
أنا عبد الله الإرهابي لقيط المرحلة، النبتة الشيطانية التي يتمنى البعض لو أنها لم تكن، أنا بضاعة القرن الواحد والعشرين المعروض في أسواق المنحرفين الذين باعوا كل ما وقعت أيديهم علية، وأنا المنسي حتى من الله حيث لا تنفع صلاة الاستسقاء لسد رمق العطاش في المخيم المنكوب.
تعالوا يا أصحاب الفكر وجهابذة السياسة لنضعكم في صورة الكارثة التي ألمت بنا، ولكن قبل ذلك أريد أن أقول لكم أنهم أعلنوا حالة الطوارئ في منطقتنا ووطننا بعد ظهور حالات من أنفلونزا الخنازير وراء المحيطات، عقدوا الاجتماعات واستدعوا أصحاب الاختصاص رغم خلوا وطننا من هذا المرض الذي قد لا نتعرض له، طلبنا منهم أن يعلنوا المخيم منطقة منكوبة، لكنهم لم يتجرؤوا، صحيح أنهم والمقصود وكالة والغوث وسلطة المياه الفلسطينية ممثلة بسلطة المياه والمجاري يتواجدوا عندنا كل يوم يأخذوا العينات ويفحصوا ما يرى بالعين المجردة وهذا جهد نشكرهم علية إلا أنهم عاجزون عن التشخيص وعاجزون عن الفعل، إنهم يتخبطون في خضم الكارثة دون أي فعل علاجي.
دخلنا الأسبوع الرابع والتلوث يقف على أبوابنا متحفزا للفتك بنا رغم الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الجهات المتابعة، نحن ألان بين سنديان التلوث ومطرقة العطش، أن خزانات المياه التي تمد المخيم بما توفر لن تقينا عطش الصيف، والمشكلة قطعا تتفاقم، والحديث يجري عن شبكة جديدة وهي حتى ألان بعيدة المنال، والموت قد يخطف احدنا أو بعضنا في كل لحظة، لا أضخم ألأمور لكنني أناقش الواقع كما هو بعيدا عن المساحيق التجميلية والنقاش البيزنطي، يا سادتي ندعوكم لتناول فنجان قهوة في مخيمنا المنكوب، ندعوكم لتتحملوا المسئولية تجاهنا لأننا بشر مثلكم.
سأذهب للنوم أنا عبد الله الذي ما كان يوما إرهابيا، وأترككم لعالمكم، وتذكروا أنني دعوتكم لفنجان قهوة، أحذركم أننا لا نريدكم أن تحتسوا في مخيمنا القهوة السادة وتترحموا على أرواح أطفالنا كما جريمة برك سليمان التي أخذت من اثنين من أطفالنا الأبرياء لعيون الاستثمار الأسود، أيامها قالت لي الوزيرة مريم أبو دقة بحضور محافظ بيت لحم القوا بابن مسئول في برك سليمان، كلماتها دغدغت مشاعر الحاضرين وخاصة أن هذه الكلمات صادرة عن وزيرة في السلطة الوطنية الفلسطينية، لحظتها تذكرت بعض الكلمات التي ضاعت في فوضى المرحلة والتي تقول.
سجل أنا عربي، ورقم بطاقتي خمسون ألف، وأطفالي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد صيف، أنا لا أكرة الناس ولا احقد على احد، ولكني أذ1 جعت آكل لحم مغتصبي، حذاري من جوعي ومن غضبي....... لا زالت دعوتنا لكم قائمة وهي شخصية ومباشرة وخاصة لرئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض.

كاتب صحفي يسكن في مخيم الدهيشة

ليست هناك تعليقات: