الخميس، مايو 07، 2009

في إنتظار مجتمع حرب عربي

السيّد محمد علي الحسيني

تحول 3 هي المناورة العسکرية الکبيرة التي تستعد اسرائيل للقيام بها في اواخر الشهر الحالي و تفيد تقارير عدة بأنها ستکون واحدة من أضخم المناورات التي تقوم بها وستقوم من خلالها بعملية استعراض استثنائية لإمکانياتها التسليحية و التقنية و التعبوية المختلفة ومن المؤکد بأنها ستبعث من خلال ذلك برسائل ضمنية الى أکثر من طرف و جهة رغم ان الجهة التي ستکون أکثر معنية من غيرها بالرسالة هي أمتنا العربية ذلك لأنها هي التي ستحدد مستقبلا مستقبل و مصير هذه الدولة.

اسرائيل، هذه الدولة اللقيطة التي فرضت و لأسباب مختلفة على العرب و توحي هي و العديد من القوى الدولية المتحالفة معها لأسباب جيوسياسية بأنها قد صارت أمرا واقعا لامناص من التعايش، مازالت تعيش في کابوس الامن وتجد ان مستقبلها مازال يلفه غموض غير عادي ولأجل ذلك، فهي سعت و تسعى من أجل أن تکسر هذا الحاجز الذي يغلفها و يجعلها تتوجس من کل ماهو آت، ولئن کانت قد أبرمت إتفاقية سلام مع دولتين عربيتين فإن ذلك لم يمنحها الامن و الطمأنينة اللازمتين و مازال کابوس الخوف و التوجس من المستقبل يلاحق وجودها و يهدد أجيالها القادمة، ومن أجل ذلك فإنها بالاضافة الى إستماتتها في التوصل الى إتفاقية سلام تضمن بقائها العدواني على الارض العربية، فإنها تقوم أيضا بتهيأة و إعداد نفسها لخوض الحروب و مواجهة المخاطر و التهديدات التي تخيم عليها وهي من أجل ذلك تسلك شتى الطرق و الاساليب لکن الاهم و الاکثر خطورة فيها هو عملها المستمر و الدائب من أجل إبقاء المجتمع الاسرائيلي کمجتمع حرب بإمکانه دوما التصدي و مواجهة أسوأ الظروف و إمتصاص عامل المفاجأة أو المباغتة و تقليل الخسائر المادية و البشرية الى أقل حد ممکن. وفي الوقت الذي تهيمن العقلية العسکريتارية العدوانية على المجتمع الاسرائيلي و توجهه العقلية الصهيونية بإتجاهات تخدم أهدافها و طموحاتها غير العادلة، فإنها تريد إفهام العالم کله بتمدنها و تحضرها وانها تکره الحروب و ترفضها و تسعى من أجل السلام لکن العرب يرفضون ذلك لعدوانيتهم(کماتحاول أن تصورهم دوما)، لکنها في نفس الوقت تصور أيضا للعالم بأن العرب برمتهم يسعون من أجل فنائها وان الطفل الذي يولد يلقن فنون الکراهية لإسرائيل مثلما أن کل عربي هو بمثابة قنبلة موقوتة ضد وجود اسرائيل، لکن واقع الحال ليس کذلك إطلاقا بل وعلى العکس تماما ذلك أن الکراهية و الحقد و الرغبة في الحروب و الدمار تهب کلها من تل أبيب تحديدا وان المجتمع العربي لو کان فعلا کمجتع حرب کما تحاول الدولة اللقيطة أن تصور، لکان لواقع وجودها الان قصة أخرى مختلفة تمام الاختلاف عن الذي هي فيه حاليا.

اننا في الوقت الذي نرصد فيه و بدقة المساعي العدوانية لهذا الکيان الغاصب للأرض العربية من أجل إبقاء مجتمعها في حالة حرب أو تأهب للحرب، فإننا وللأسف نرى العکس تماما في مجتمعاتنا العربية التي تعيش حالة من التراخي و الکسل و تنأى بنفسها"أو قد ينأى بها" بعيدا عن الامور العسکرية و الحربية و حتى السياسية ويصور لها بأن قضية الحروب هي خاصة بالجيوش فقط من دون أن ينتبهوا الى أن أي جيش محترف ولکي يضمن تفوقه و إقتداره على عدوه لابد له من أن يضمن له ظهير قوي يقوم بتوفير کل العوامل الکفيلة بإسناده وحتى إن هذا الظهير قد يتم إدافته في بعض الاحيان مع الجيش فيمتزجا ليشکلا ثنائيا قادرا على صناعة النصر أو ضمانه.

لقد سعينا في المقاومة الاسلامية العربية(الجناح العسکري للمجلس الاسلامي العربي في لبنان)، من أجل العمل الجاد و الدؤوب و المتواصل في سبيل تأسيس مجتمع حرب عربي مصغر يکون نواة لمجتمع الحرب العربي الکبير واننا وفي ضوء إمکانياتنا المتواضعة قياسا الى العدو الغاصب للقدس، قد قطعنا أشواطا کبيرة في هذا المضمار وسبب ذلك هو أن هناك أکثر من أرضية مهيأة من أجل ذلك وقد جسدنا وخلال البعض من المناورات التي أنجزناها خلال الاشهر المنصرمة مفهوم مجتمع حرب عربي على أرض الواقع و نحن الان في صدد المزيد من تفعيله و تأهيله لکي يکون بمستوى المسؤولية ويقينا فإننا واثقون من أن الکيان الصهيوني لو أقدم على مغامرة عدوانية(وهو أمر وارد في ضوء المناورة التي سيجريها اواخر الشهر الحالي)، فإنه سوف يصطدم بحاجز منيع سيطير صوابه و يفقده رشده وان الايام القادمة ستکون حبلى بالکثير من المفاجئات.

*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.

http://www.arabicmajlis.org/

ليست هناك تعليقات: