الثلاثاء، مايو 12، 2009

علينا كشعوب أن لا نقبل بالفشل

خضر خلف
إننا كشعوب عربية أصبحنا لا نبالي بقبول الفشل للقيادات في أنظمتنا وأصبحنا نعوض هذا الفشل بحناجرنا وغضبنا وشعاراتنا من خلال أيام غضب تشبه بمعانيها كتلة الثلج سرعان ما يشرق يوم مشمس وتذوب ونعود من بعدها إلى ظلمة الفشل والقهر ألا محدود.
وهذا لا يساعد ولا يعطي أساسيات لمعني التغير , وإنما يعتبره قادة أنظمتنا إلى غضب شعبي عابر لا يستحق أي دراسة للتغير بالواقع السياسي , ولكن هذا التصاعد للغضب الجماهيري المؤقت في كل حدث والذي هو في النهاية فشل ذريعة لا يأتي إلا في المشاركة في تكرار الفشل لقادتنا ومن حولهم حاشيتهم واعني وزراء الخارجية يحولون هذا الفشل إلى فكرة ويتم التعامل معها على أنها واقع سياسي لا مهرب منه ويجب التعامل معه بما تفرضه المتطلبات على الساحة السياسية, ومن مفهومهم لهذا الفشل على انه فكرة يسوقونه على انه اجتهاد جديد لهم في معالجة قضايا المنطقة وما يتعلق بالقضية الفلسطينية 0
وهذا تجلى واضحا" من خلال القمة العربية والتي أعرب الأمين العام للجامعة العربية من خلال المؤتمر الصحفي لإعلان البيان الختامي للقمة بان القمة أقرت بان المبادرة العربية للسلام لن تبقى مطروحة على الطاولة طويلا" , بكل هذه البرودة خرج ليقول ذلك وكأنه يعلن بيان تحرير فلسطين وإعلان قيام دولتها.
كان يتوجب عليه القول كفى للمبادرة أن تبقى على المغتسل بل علينا تكفينها ودفنها لان إكرام الميت دفنه , ولكنهم لم يجدوا ما هو مشرف وجديد لإعلانه لشعوبهم وعجزوا عن القول بأنهم فشلوا وإنهم لا يستطيعون تحريك ساكن وانه لا حول ولا قوة لهم أمام قرارات أسيادهم وجميعنا نعرف من هم 0
وهذا الفشل عندهم تحول الى عادة 000 وعاداتهم أصبحت واقع ليكون اليم نقمة على شعوبهم وأوطانهم , ومن اجل استيعاب الغضب الجماهيري الشعبي لجا هؤلاء القادة لتبني أي فكرة أو عرض أمريكي أوروبي مدعين آن هذه الفكرة والعروض ناتجة عن ضغط قادة الأنظمة على الإدارة الأمريكية والنظام الأوروبي , والتي كان أخرها ما حث في عاصمة الأردن عمان من إعلان التوجه العربي الجديد وهو عمل خطة عربية ضد توجهات الحكومة اليمينية الإسرائيلية وإنابة الملك عبدا لله في متابعتها لدى الإدارة الأمريكية عسى وعله أن تضغط أمريكا على إسرائيل , والله انه لأمر مبكي ومضحك ولكن البكاء غلب على الضحك ونحن نشاهد ونسمع هذا الأمر وكأن لا شيء حصل في غزة , وكأن غزة تم إعادة أعمارها ورفع ألمعناه عن أهلها , وما زالوا هؤلاء القادة يخرجون في المبادرة العربية والله يعطيهم العافية قالوا أنهم عملوا انجاز وهذا الانجاز إضافة بند جديد على هذه المبادرة وكأنهم أوقفوا وتصدوا لتهويد القدس.
غزة الجريحة المبادة تبكي وتستصرخ وهم يقفون عاجزين عن الضغط على الإدارة الأمريكية لتتوسل لدى إسرائيل من اجل إدخال المساعدات لأعمار غزة وإيواء أهلها المشردين في العراء , أما دول الخليج صاحبة الكنوز والمال الوفير لبت نداء أمريكا لتصب بأموالها لإنقاذ الانهيار الاقتصادي الأمريكي غير مستغلة هذا السعي في المحاورة وربط الإنقاذ الأمريكي في الضغط على إسرائيل لإنقاذ أهل غزة .
وهذا ما كنا نقوله وما زلنا نحن كشعوب عربية بأننا ندرك لكل ما ستقرره هذه الأنظمة سوف يتم ربطه بدرجة نجاحهم لدى أسيادهم من منطلق اتخاذ قرارات لا تلبي طموحات شعوبهم بل نيل رضي أسيادهم
إننا كشعوب تعودنا على أن لا نراهن على هؤلاء القادة بالخروج بما هو جديد , ولكن الذي يغضبنا ويحزنا ما نشعر فيه في داخلنا من منطلق ما يحدث من حولنا من ارتكاب أبشع المجازر والإبادة بحقنا كعرب ومسلمين سواء كنا بفلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان والسودان ويخرجوا هؤلاء بتحليلاتهم للأمور والإحداث وذلك من خلال تغير الواقع والحقيقة مبتعدين بمشاعرهم وانفعالاتهم عن الهدف الحقيقي لواقعنا لان مشاعرهم وأهدافهم لا تلتقي مع مشاعر وأهداف الشعوب الحقيقية.
نحن كشعوب شركاء في هذا الفشل ولا نعفي أنفسنا وذلك من منطلق إننا تعلمنا أن نتقبل ما لا نستطيع تغييره وأن نقبل بما نستطيع التأثير فيه بان يقتصر من الإكثار والاجتهاد في التحليل و الكلام عن الحكومات وعن السياسة الدولية وقراراتها بينما لا نفكر في الحديث عن ما نستطيع عمله لتطوير أنفسنا وإرادتنا في كيفية تغير الواقع الذي نعيش فيه وهو المطلوب.. وهو الذي سيؤثر في حياتنا إيجابيا , علينا أن نتذكر إرادة الشعوب وما تغيره هذه الارداة عندما تكون هذه الشعوب تعيش حياة غير أمنة
على الشعوب أن لأتقبل بفشل قادتها وان كان لدى الشعوب إرادة بعدم القبول بفشل القادة
إن هذا الأمر سوف يجعل الشعوب أكثر حكمة
لأننا ندرك بأنه بين كل فعل وردة فعل يوجد متسع…في هذا المتسع تتحدد إرادة الشعوب……بتكرار الفشل وردة فعل الشعوب على هذا الفشل سيقرر فيها القادة العمل عن البحث عن ما يرضي غضب الشعوب.

ليست هناك تعليقات: