الثلاثاء، مايو 26، 2009

القدس يا عرب

خضر خلف
إن كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يبين لنا شأن القدس بأنها شأن المسلمين كلهم لا شأن أهل فلسطين فحسب فإنهما قد جـعلا لكل مسلم حقا بجزء من تلك الأرض المباركة، وفي مقابل هذا الحق يوجد واجب، هو واجـب النصرة بكل صوره، مهما تخاذل المتخاذلون أو استسلم المستسلمون، فالحجة تبقى قائمة مع الحق وأهله وعلى الظلم وأهله إلى يوم الدين.
إننا وبألم وحصره تعتصرنا نجد بعض الأنظمة العربية والبعض من الشعوب العربية التي تنحاز في توجها إلى هذا النظام أو ذاك يقعون في أخطاء كبيرة وكثيرة تسيء بحد ذاتها وبمعانيها إلى القدس وتشوه الحقيقة التاريخية للقدس ، وذلك حينما يتفوه احد من هؤلاء فيما يصرحون على أن الخلاف الفلسطيني أصبح العامل الأساسي الذي يجب إصلاحه وإنهائه, ومن بعدها سوف يتم التفكير في كيفية انطلاقة العمل مع التوجهات الدولية في حل النزاع العربي الإسرائيلي من فتح باب الأعمار وفتح المعابر وغيرها من المشاريع التي يتبجحون بها من خلال وعلى الفضائيات , لم اسمع أو أشاهد احد من قادة الأنظمة أو من اقل منه كوزير للخارجية مثلا يتكلم عن ما يحدث في مدينة القدس وما هي واجباتهم نحو القدس, من خلال تصريحاتهم يأخذون وينتقلون في المواطن العربي إلى المكان الذي يبعدهم عن التفكير المركزي في القضية الحقيقية والجوهرية التي يجب أن يفكر بها كل مواطن عربي حر سواء كان مسلم أو مسيحي , ألا وهي قضية القدس والأقصى . واعتقد أن هذا ليس بجهل منهم ولكن هذا في نية منهم لإبعاد شباب الأمة عن التفكير في الواجب العربي والإسلامي نحو القدس, وهي في ذاتها الحقيقة التي تخدم أهدافهم المشبوهة، يحملون الفلسطينيين المسئولية بان هناك خلاف فلسطيني فلسطيني , إنما هذا ينبع من منطلق تحقيق الغايات السياسية، وعجز في إرادة القادة العرب الذين أصبحوا ولائهم للغرب وجعلوا من أنفسهم سلطة تنفيذية أمريكية أوروبية في المنطقة يتصف البعض منهم بأنه قائد عربي ولكن الحقيقة هو شرطي أمريكي في منطقة العرب وتكون أهدافهم هي تحقيق أهداف أسيادهم , جميعنا يعرف ويدرك ما حصل أبان الاعتداء العراقي ألاثم على الكويت يعلم الكثيرون كيف أعدت جيوش عربية من اجل دخول هذا التحالف , ولكن هذا التحالف لم يكن من اجل تحرير إخوتنا الكويتيين وإنما كان من اجل إرضاء أمريكا ,إن ما يحصل في منطقتنا إنما هو مرحلة من مراحل الإعداد والتخطيط لتنفيذ المشاريع الاستعمارية.
أمريكا دعمت العراق في الاعتداء على إيران وجعلته قوة عسكرية في المنطقة من بعد ذلك وصفته بأنه خطر على المنطقة فدمرت العراق وقتلت أهله وطمست تاريخه ونهبت ثرواته وأصبحت المنطقة مستعمرة أمريكية وقادة المنطقة سلطة تنفيذية لها ضد شعوبها.
إن قضية القدس هي قضية عربية إسلامية مركزية قبل أن تكون قضية فلسطينية , يقع في أخطاء من يقول أن الفلسطينيون هم أصحاب قضية القدس والأقصى وهو كما قلت من يقول ذلك لا يخدم العروبة بقدر ما يتجنى عليها و يسيء إليها، ولا اعرف كيف تفكر شعوبنا العربية والإسلامية في القدس وهي تلاحظ وتشاهد هذه الأخطار الجسيمة التي تتعرض لها القدس , ومن هذا المنطلق علينا أن نذكر أنفسنا وبعضنا في أن هناك قضية عربية إسلامية مركزية هامة تربطنا في ديننا وربنا رب العرش العظيم ألا وهي قضية القدس .
الم تشعر الشعوب لا أقول القادة بل الشعوب في الغيرة والحصر عندما سمعوا بان وزير التربية والتعليم الإسرائيلي قد اقر قانون يلزم المدارس والمؤسسات التعليمية بنقل طلابها لزيارة القدس ولو مرة واحدة في السنة من اجل تعميق حبهم و وارطباتهم في القدس.
أذكركم في فضل ومنزلة وشرف المسجد الأقصى وبيت المقدس في دين الإسلام، ليس بكلماتي وإنما بآيات من كتاب الله وبأحاديث من أحاديث نبيه ورسوله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :
وفي قوله عز وجل ((يَوْمَ يَقُولُ المُنَافِقُونَ والْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا ورَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذَابُ)) [الحديد:13]،
قال ابن عباس: السور: سور بيت المقدس، به باب الرحمة، وخلفه وادي جهنم، وبربط هذا التفسير لابن عباس رضي الله عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم عن القدس بأنها: "أرض المحشر والمنشر"، نستطيع أن نفهم أن القدس بأسوارها، ووديانها، ومبانيها، هي نموذج مصغر للأرض التي سيجري عليها الحساب، وأنها بذاتها ستكون منطلق الناس من الأرض إلى الساهرة التي سيحاسب عليها البشر.
قال عز وجل((سُبْحَانَ الَذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)) [الإسراء: 1 [
وأكدت قدسية هذه الأرض حين أقسم الله بها مع غيرها في سورة التين ((وَالتِّينِ والزَّيْتُونِ * وطُورِ سِينِينَ * وهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ)).
وفي قوله تعالى ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ )) [النور: 36 [
قال عكرمة إنها المساجد الأربعة: "الكعبة ومسجد قباء ومسجد المدينة ومسجد بيت المقدس".

عن عوف بن مالك قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من آدم فقال: ((أعدد ستاً بين يدي الساعة: موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً )).
] رواه البخاري .]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".
[البخاري، ومسلم]
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربـطـته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم عـرج بي إلى السماء".
[مسلم]
وليأتين وعد الله، وعد الكرة الأخيرة للمسلمين بعز عزيز، ولن يخلف الله وعده قال تعالى ((فَإذَا جَــاءَ وعْـدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وجُوهَكُمْ ولِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَــرَّةٍ ولِيُتَبِّرُوا مَـا عَلَوْا تَتْبِيراً)) [الإسراء:7]

الكاتب العربي الفلسطيني

ليست هناك تعليقات: