الخميس، ديسمبر 11، 2008

ترانسفيرية جديدة اسمها تسيفي ليفني

نبيل عودة

جذورنا قبل ميلاد الزمان رست في أرض وطننا

رئيسة حزب كديما ، وزيرة خارجية اسرائيل ، تسيفي ليفني ، طرحت وسخها الفكري أخيرا.
قالت :" الحل القومي لعرب اسرائيل موجود في مكان آخر".
دررها العنصرية ، الترانسفيرية، طرحتها ليفني بلقاء مع طلاب ثانويين يهود ( الخميس 08 – 12 – 11 ). قالت : " في اللحظة التي تقوم فيها دولة فلسطينية يستطيع عرب اسرائيل الهجرة اليها". حديثها شمل رؤيتها للحل الذي تسمية دولة يهودية دمقراطية باطار "حل سلمي " مع الشعب الفلسطيني .
هكذا تفكر مسؤولة سياسة الخارجية الاسرائيلية ، والتي تطمح للوصول الى منصب رئيسة الوزراء .
هل تظن انها بمثل هذه العقلية ستضمن صمتا عربيا في داخل اسرائيل ؟
هل بمثل هذه العقلية تريد التعامل مع الأقلية العربية الفلسطينية ؟
وهل تظنين ان كشف عقلك العنصري ضد الجماهير العربية في اسرائيل، سيزيد فرصك للفوز بكرسي رئاسة الحكومة؟
انتهت كل مشاكل اسرائيل القومية والأمنية والاقتصادية ولم يتبق الا ايجاد حل نهائي للعرب في اسرائيل ؟
السؤال يجب ان يثير اوساطا عقلانية نسبيا داخل كديما ، هذا النهج يشكل خطرا سياسيا على الدمقراطية الاسرائيلية نفسها ، عبر تربية سياسية عنصرية للأجيال اليهودية الشابة ، معادية للجماهير العربية وبايهامهم ان ترحيل العرب هو الحل .
بالطبع لا أتوقع ان يتحرك عرب كديما .. فانا لست من السخافة لأنتظر ان يتفوه اؤلئك المحنطين بكلمة قد تحيل بينهم وبين الوصول لعضوية الكنيست.
والسؤال موجه لزميل تسيفي ليفني في الحكومة ، الوزير العربي غالب مجادلة . هل تملك الجرأة على انتقاد مناسب لعنصرية ليفني؟ هل تتصرف بكرامة مثل الوزير السابق من حزب العمل ( حزبك ) اوفير بينيس ، الذي رفض الجلوس بنفس الحكومة مع عنصري فاشي مثل ليبرمان ، فاستقال احتراما لعقله وموقفه الرافض للعنصرية وللفاشية اليهودية ، ليجيء سعادة الوزير العربي مكانه .. ؟؟
أم ان الكرسي أهم من الكرامة الوطنية ؟؟
نحن لم نهاجر الى فلسطين ، لم يسقطنا أحد بالبراشوتات من السماء . هنا ولدنا وهنا جذورنا.. حتى لو قامت خمسون دولة فلسطينية حول أسرائيل ، سنبقى مرتبطين بتراب أرضنا التي ولدنا فوقها وسنموت ونوارى في ثراها.
لا يقلقنا ما يقلق تسيفي ليفني وشلة الفاشيين والعنصرين ، من سوائب المستوطنين حتى عضو الكنيست ، الوزير السابق أفيغدور ليبرمان ، الذي نقترح عليه العودة الى روسيا على حسابنا ، حتى لا يفقد عقله من تمسك المواطنين الفلسطينيين العرب بكل ذرة تراب في وطنهم.
بمثل هذه العقلية يا وزيرة الخارجية ليفني ، انت لا تختلفين عن السوائب المتوحشين الذين شاهدنا انفلاتهم الحيواني في الخليل والضفة ، وهو ليس الانفلات الأول أو الأخير .. وتأكدي ان ما يبدأ بالعرب لن يتوقف عند اليهود ، وكما قلنا سابقا ، ما يبدأ بأم الفحم لن يتوقف في تل ابيب ، وقد رايتم نموذج السوائب في الخليل الذين يحميهم الجيش ويطلق يدهم ضد العرب ولكنهم هم أول المعتدين على من يحميهم .
نحن ندفع ثمن التربية الفاشية اليوم ، وانتم ستدفعون ثمنا مشابها لنفس السوائب غدا . العنصرية والفاشية لا قومية لها ولا دين لها .. وراء وحشيتهم تربية عنصرية لا تختلف بمضمونها عما تفوهت به ليفني أمام الطلاب اليهود .
سنشهد في الأيام القريبة القادمة ، عرضا فاشيا في أم الفحم ..تقوم به مجموعات عنصرية .. استفزازية . نعرف ان قوى متعددة من اليهود الشرفاء ستتظاهر مع أهالي ام الفحم ضد الفاشيين . ولكن المقلق ان رئيسة حزب مركزي في اسرائيل ، تطرح أفكارا تنفع الفاشيين لتحويلها الى شعارات في مواجهة أهلنا في أم الفحم .
انت تساهمين مساهمة كبيرة في ازدياد شراسة المستوطنين الفاشيين اليهود . وفي تعميق الاشكاليات أمام الوصول الى اتفاق مقبول نسبيا ، مع الشعب الفلسطيني .
هذا ليس جديدا علينا. مر الكثير من الفاشيين .. واجهنا التحريض العنصري الاثني الشرس . دفعنا ثمن صمودنا بوطننا بمختلف أشكال القمع والاضطهاد والنفي والسجن.. وحتى بالدماء الذكية . ونحن باقون ما بقي الزعتر ينمو .. وجذورنا لم تبن على رمال متحركة ، انما في اعماق أرض ابائنا واجدادنا الصخرية الصلبة .. وسنظل شامخون في وطننا شموخ جرمقه. وقد أبلغكم شاعرنا محود درويش رسالته – رسالتنا منذ زمن طويل :

"جذوري...

قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ

وقبلَ تفتّحِ الحقبِ "

واذا لم يعجبك هذا الحال ، لن نعترض على حملك لحقيبة ظهر والبحث عن مأوى " نظيف " من الفلسطينيين في أرجاء المعمورة الواسعة.

نبيل عودة – كاتب واعلامي فلسطيني - الناصرة
nabiloudeh@gmail.com


ليست هناك تعليقات: