الاثنين، ديسمبر 29، 2008

إلغاء مهزلة القمم وحل الجامعة العربية

حسن عثمان

أقترح على دول العالم العربي السعي والعمل الفوري لإلغاء مهزلة القمم العربية وحل الجامعة العربية وإعلان نهاية هذه المسرحية الطويلة العمر والتي أصبح تكرار عرضها مملاً ومفضوحاً على الساحة العربية كون الممثلين هم أنفسهم دائماً والمضمون لا يتغير.

و إنّ ما يشجع أكثر على حل الجامعة العربية وإلغاء القمم العربية أيضاً هو أنّ الأساس الذي بُنيت عليه هذه الجامعة وتُبنى عليه دائماً القمم غير موجود حقيقة, وإن كان هناك إدّعاء بوجوده. فمثلاً إذا نظرنا لكل من مصر والأردن سنشاهد أنّ روابط هذه الدول وعلى مختلف الأصعدة وكذلك المصالح قوية ومتينة جداً مع الكيان اليهودي الغاصب إذا ما قورنت بالروابط مع دول العالم العربي. يعني أعتقد أنه من الأفضل لهذه الدول وغيرها أيضاً ممن يقيم علاقات رسمية وغير رسمية ومن خلال النظر ومشاهدة ما تقوم به من تضحيات وخدمات وحماية للكيان اليهودي أن تبادر إلى حضور المؤتمر الصهيوني ومهما تكن الصفة التي سيمنحها لهم اليهود داخل هذا المؤتمر. فالذي لا يُفهم أنّه كيف تتشكل الجامعة والقمم العربية من قبل دول تربطها بالجماعات اليهودية المحتلة لأرضنا روابط جداً قوية, حتى أنّ هذه الروابط والعلاقات لا تقارن مع تلك الموجودة بين دول العالم العربي, وذلك على الرغم من أنّ العدو الأول للقومية العربية بنظر جميع الدول المشكلة للجامعة العربية هو اليهود المحتلين لأرض فلسطين. فمثلاً الآن لا يمكن أن يُكتب للاجتماعات والقمم التي ستعقد لأجل غزة الصامدة النجاح وتحقيق الغاية المرجوة منها, لأنّ البعض ممن سيشارك في هذه الاجتماعات وهذه القمم هم أنفسهم مشاركين في مجزرة غزة واجتياحها. فالذي لا يُفهم هو كيف أنّ المجزرة أُعلن عن القيام بها من أرض مصر وبمباركة رئاستها وحكومتها ثم تأتي مصر وتشارك في هذه الاجتماعات والقمم لحل مشكلة غزة, والأمر نفسه بالنسبة للسلطة وبقية الدول المتواطئة. يعني خلاصة هذا الكلام أنّ هذه الاجتماعات هي استهزاء بالمواطن في العالم العربي عموماً والفلسطينيين خصوصاً.

يجب أن يعي القائمين على هذه الاجتماعات أنه إضافة لما يحل على شعوب العالم العربي من مصائب الاحتلال وويلاته, فإنّ اجتماعهم أيضاً يزيد من حدة هذه المصائب ويزيد الوضع سوءً نتيجة ما تنتهي به هذه الاجتماعات عموماً. حيث كان المواطن في العالم العربي دائماً ينتظر لمشكلاته الفرج والحلول انطلاقاً من هذه الاجتماعات والتي هي في حقيقة الأمر لا تحتاج إلى اجتماعات لأن المشكلة واضحة وطريقة حلها أيضاً واضحة وموجودة. لكنّ النيّة والرغبة غير موجودتين وعلى عكس ما يدّعونه بشكل روتيني في اجتماعاتهم.

إنّ أكثر ما توصلت إليه الاجتماعات العربية وكان لها الشجاعة لتقوم به هو التنديد والاستنكار ورفع شكوى لمجلس الأمن, كما أنّ التنديد قد تلاشى عند بعض الدول على غرار ما شاهدناه في حرب تموز 2006 وکذلك أثناء احتلال العراق والآن نشاهده في غزة.

لِما القمم لِما الاجتماع ؟ إنّ مسالة فلسطين عموماً وغزة خصوصاً لا تحتاج إلى اجتماع أو تفكير وما تحتاجه هو فقط وقفة عز. فإذا كنتم مسلمون وتنادون بالإسلام, فالنهج الإسلامي الحق يُملي عليكم التحرك لمواجهة اليهود بقوة السلاح واختيار طريق الشهادة لإنهاء هذا الاحتلال, وإن كنتم عرباً وتقولون بالقومية العربية وتدعون لها وتؤمنون بحقيقتها فإثبات ذلك يكون أيضاً بالتوجه وحمل السلاح ومقاتلة اليهود أياً تكن النتيجة, والنتيجة حتماً هي النصر. وإن تبريتم من ذلك أو أظهرتم الحجج الواهية الملفقة على غير ذلك واختبأتم خلف مفهوم الإنسانية وحوار الأديان كما سعى بعضكم إليه فأيضاً يتوجب عليكم مواجهة اليهود ومقاتلتهم لأنهم مجرد جماعات عنصرية فوقية طفيلية غاصبة محتلة لا تؤمن بأديان الغير ولا حتى بإنسانية الغير وإيمانهم واعتقادهم واضح في كتبهم وملخصه أنّ جميع البشر سواهم حيوانات ( غوييم) لا تستحق حتى الحياة, وإنّ ربهم ياهو سخّرها لأجل خدمتهم. وطبعاً في حال تباطؤكم( كما عهدناكم سابقاً )عن القيام بالواجب المُلزم عليكم بصفتكم حكام فسوف وبدون تأسّف سنسقط عنكم الصفات التي تدّعونها والتي ذكرناها في الأعلى.

أقترح على الحكام في العالم العربي أنّه إذا لم تكن نتيجة الاجتماعات التي سيعقدونها لأجل غزة هي القتال والنضال المسلح فالأفضل عدم الاجتماع لأنّ ذلك سيزيد من معاناة أخوتنا في فلسطين المحتلة عموماً وغزة خصوصاً.

أعود وأكرر أنّ المسألة لا تحتاج إلى تفكير واجتماع, فعدونا معروف ومشكلتنا مرتبطة بشكل رئيسي وغير قابل للفصل به, وأيضاً الحل معروف وهو الكفاح المسلح حتى طرد آخر يهودي مشرّد وعميل وخائن من أرض فلسطين المحتلة.

ليست هناك تعليقات: