الثلاثاء، ديسمبر 30، 2008

الجيش المصري لا يحتاج الى شهادة في العروبة من الفرس

سعيد علم الدين

كشف خطاب نصر الله التحريضي على مصر الاحد 08.12.28، النقاب بوضوح عن طبيعة المؤامرة الفارسية الخطيرة التي تحاك ضد بلاد الكنانة شعبا وجيشا وقيادة، لتحريض جماهيرها وتوريطها وبأي شكل من الأشكال في النزاع الحالي في غزة، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وزعزعة امنها وضرب استقرارها والنيل من مكانتها، ومن ثم تحييدها عسكريا لمصلحة نظام الملالي، لكي تسيطر ايران على المنطقة العربية بسهولة، وتقتسم المغانم لاحقا مع أعداء اليوم وأصدقاء المستقبل أمريكا وإسرائيل.
وإلا فلماذا رفض خالد مشعل تمديد التهدئة، حيث قال في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" الفضائية بثت الثلاثاء 23 الجاري:
ان "التهدئة انتهت بانتهاء مدتها المتفق عليها".
أي انه يريد الحرب. أي أنه يبحث عن المتاعب. أي أنه يريد اللعب مع القطة الشرسة وعليه بالتالي دون صراخ تحمل خرمشاتها. ورافق كل ذلك من جانبه رفض محاولات مصر المتكررة جمع الشمل الفلسطيني، لا بل وقامت حماس بإطلاق الصواريخ العبثية يوميا على اسرائيل لاستفزازها واعطائها الذريعة تلو الأخرى لتنفيذ تهديداتها المتكررة على لسان مسؤوليها.
ربما اعتقد خالد مشعل شططا، والذي لا يفقه هو الآخر من أمره شيئا، أن في اسرائيل فراغ سياسي بسبب استقالة حكومة اولمرت. ولهذا فهي عاجزة عن اتخاذ قرارات خطيرة كقرار شن حرب، كما نرى اليوم. أي أنه اراد اقتناص الفرصة والمراهنة سياسيا بدماء الفلسطينيين الأبرياء.
ناسيا ان روح طفلة او طفل من غزة الجريحة المحاصرة يساوي الدنيا وما فيها!
ناسيا ان إسرائيل هي دولة مؤسسات فاعلة وليست دولة رؤساء فاشلة وملالي جاهلة.
وبما ان مصر لم تتحرك كما تشتهي المخططات الإيرانية، فما كان من نصرالله، الا ان صب عليها جام غضبه، نافثا سموم الفتنة بين ابنائها، وظهرت من خلال كلماته السامة:
أفعى المؤامرة الإيرانية السوداء كما عمامته السوداء على رأسة.
ولهذا فلو كان يعي من أمره شيئاً، لما وصلت به الوقاحة إلى هذه الدرجة من الوضوح في التعرض دون حق لمصر شعبا وجيشا وقيادة والدعوة الى الفتنة والفوضى والانقلاب على الشرعية فيها، كما فعل هو في لبنان تدميرا في كارثة تموز، وفتنة يوم 7 ايار المشؤوم باحتلاله بيروت العزلاء والتنكيل بأهلها الشرفاء، بأمر من سيده خامنئي.

حيث خاطب "ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية"، قائلاً إننا "نعرف أنهم ما زالوا على أصالتهم العربية وعداوتهم للصهاينة رغم مرور عشرات السنين على اتفاقية كامب ديفيد، وأنا لا أدعو لانقلاب في مصر، لكنني مع أن يأتي الضباط للقيادة المصرية ويقولوا لها إن شرف بزاتنا العسكرية والنجوم التي على أكتافنا تأبى أن نكون حرساً لحدود إسرائيل في ما يقتل الفلسطينيون في غزة".
مهلك يا حسن مهلك!
فالجيش المصري الباسل لا يحتاج الى شهادات في الوطنية والبسالة، ولا إلى شهادة فحص دم في العروبة من غلمان الفرس المطيعين أمثالك. الفخورين حتى علنا بكونهم أفرادا في ولاية الفقيه الظلامية، ذي النزعة العنصرية والمذهبية.
فقط قوات مصر المسلحة الأبية التي قدمت شلالات الدماء الزكية من أجل فلسطين والقضايا العربية، بكل طيبة خاطر ودون مزايدات كلامية كما تفعل ايران الفارسية، يحق لها توزع الشهادات في الوطنية والبسالة والعروبة.
والجيش المصري المقاتل لا يحتاج الى شهادات في القومية والأصالة، ولا إلى شهادة فحص دم في العروبة من حسن نصر الله الفخور بحلفه المشبوه مع نظام الطاغية ومخابراته المجرمة والملتهية باغتيال احرار ثورة الأرز، وارسال عصابة "فتح الاسلام" الى لبنان لذبح جنوده غدرا في المهاجع بدل الذهاب الى غزة، وقمع أحرار سوريا وزجهم في السجون، وتدريب الإرهابيين في سوريا وإرسالهم الى العراق وحتى البحرين.
قوات مصر المسلحة الأبية التي قدمت شلالات الدماء الزكية من أجل فلسطين والقضايا العربية، لم تقمع عربيا، ولم تحتل لبنان وتغتال أحراره وترهب شعبه بأبشع مخابرات عرفها الجنس البشري كما فعل حليفك بشار.
كان الأحرى بك يا نصر الله أن تخاطب "ضباط وجنود الجيش العربي السوري"، بالقول:
إننا "نعرف أنهم ما زالوا على أصالتهم العربية وعداوتهم للصهاينة رغم مرور عشرات السنين على عدم إطلاقهم طلقة واحدة على العدو الإسرائيلي، وأنا لا أدعو لانقلاب في سوريا، لكنني مع أن يأتي الضباط للقيادة السورية ويقولوا لها إن شرف بزاتنا العسكرية والنجوم التي على أكتافنا تأبى أن نكون حرساً لحدود جولاننا المحتل فيما يقتل اخواننا الفلسطينيون في غزة".
للتذكير فالجولان المحتل من قبل إسرائيل يعود الى سورية وليس الى مصر.
حتى أن نصرالله في صمته المطبق وعدم انتقاده للمفاوضات التي يجريها حليفه بشار مع العدو يعني أنه موافق عليها. أي انه يفاوض اسرائيل من خلال حليفه النظام السوري.
بدل ان يطلب نصرالله من المصريين، الذين لم يحرضوا حماس على رفض التهدئة وعرقلة السلام، التحرك عسكريا لدعم غزة، عليه أن يبدأ أولا بنفسه وبحلفائه من بشار الى نجاد.
كيف لا وهو الذي أعلن الحرب المفتوحة على إسرائيل بعد اغتيال مغنية!
شخصيا انا لم أقتنع باغتيال مغنية إلا بعد أن شاهدت بشار في باريس. وهل فك العزلة عن النظام السوري بالبلاش؟
أم أن الثمن الذي قبضه ساركوزي هو رأس مغنية؟
وهل في السياسة هدايا؟
ألم يحن أوان المفتوحة يا نصر الله؟ وخاصة في هذه الساعات لتخيف الضغط عن غزة المنكوبة؟
لبنان تعب وشبع حروبا وطائرات الميغ 29 لم تصل بعد.
المفتوحة يجب أن تنفتح على اسرائيل من جبهة الجولان عسكريا وليس كلاميا بقيادة جيوش المحور الإيراني السوري الجرارة. لقد شبعنا ممانعات مملة من الأسد وعنتريات فارغة من نجاد ومفتوحات مغلقة من نصر الله.
إذا كنتم صادقين يا جماعة المحور الإيراني السوري في تهديداتكم بإزالة اسرائيل ودعم أهل غزة المنكوبين فتفضلوا!
وإلا ففرجونا عرض أكتافكم، وكفى متاجرة بدماء أطفال فلسطين ولبنان بسبب جهلكم!
فالتهدد بالكلام الفارغ لن يؤثر على إسرائيل.
اليوم هو وقت المراجل والبطولات يا نصرالله وليس يوم 7 ايار، عندما هاجمت عصاباتك بيروت العزلاء واعتدت على الناس العزل في بيوتهم وممتلكاتهم واحرقت مؤسساتهم.
تحريض نصرالله انقلب عليه وبالا، ولم تنزل مئات الألوف في القاهرة بعد خطابه إلى الشارع كما كان يتوقع ويحلم. وهو الآن يشعر بالصدمة والإحباط في مكان ما سري من لبنان.
الذي حصل هو العكس حيث زادت ثقة الجماهير المصرية بحكمة قيادتها السياسية وهيبة جيشها العسكرية والتفت حولهما أكثر من السابق.
ولو لم يكن نصرالله مراهقا طائشا، ولا يعي من أمره شيئا، كما نعته وزير الخارجية المصري الأستاذ أبو الغيط لما قال بعد حرب تموز التي أشعلها خدمة لإيران ودمر بها لبنان وقتل وجرح الآلاف، "إنه لو علم أن عملية خطف جنديين إسرائيليين ستؤدي إلى جولة العنف التي استمرت 34 يوما "لما قمنا بها قطعا".
وهل يعي المراهق الطائش من أمره شيئاً؟
ومن نتائج النصر الإلهي أن نصرالله تحول من بطل الجماهير الحية إلى بطل خلف الشاشة الاكترونية!

ليست هناك تعليقات: