السبت، ديسمبر 20، 2008

عذرا مصر، وكفى مزايدات أيها المنافقون

سعيد علم الدين

في مسيرة شمولية مبرمجة في "الضاحية الجنوبية" لدعم "حماس" الجمعة 08.12.19، التي أوصلت بسياستها الانتحارية المدفوعة الثمن إيرانيا بالدولار الحلال، وأمام اختلال هائل لموازين القوى:
- شعب غزة المنهك المعذب إلى الحصار والتجويع والإذلال، لإحراج العالم العربي، وبالاخص مصر لتوريطها بالنزاع من جديد من خلال مؤامرة إيرانية خبيثة الأهداف للسيطرة على الدول العربية، بعد ضرب مصر كأكبر قوة عربية وعقبة منيعة ورئيسية امام الاطماع الفارسية. محاولات عملاء ايران في السيطرة على العراق ولبنان شاهدان حيَّان أمام شعوب المنطقة العربية على ما نقول.
- والشعب الفلسطيني المنكوب المشرد الى الشرذمة والخصام والضياع والانقسام،
- وقضيته العادلة الى التصفية كما ترغب اسرائيل، لتضيع الدولة الفلسطينية المرتقبة حسب المبادرة العربية البيروتية لحل الصراع، ويضيع معها حق العودة ويفرض التوطين.
وكأن القضية الفلسطينية ولدت يوم ولدت "حماس" وليست صراع أجيال مع عدو شرس، وحروبا كارثية تكبدناها جميعا بأضعاف مضاعفة لما تكبدته إسرائيل، وخيبات مريرة وانقلابات عسكرية وحروبا أهلية ارتدت على العرب منذ زوال الدولة العثمانية، وما زالت تعصف بلبناننا المغلوب على امره: حروبا وفتنا وكوارث، ومؤامرات مستمرة على دولته لكي لا تنهض وتصبح سيدة قرارها، واتهامات كاذبة تخوينية تتبعها اغتيالات بشعة لأحراره الشجعان لكي يخنعوا لأنظمة القهر والقمع والهدر والفساد ، وزعزعة لاستقراره وانقلاب على الطائف ودستوره، وتشويه لنظامه الديمقراطي ...الخ.
أي ان عمر القضية الفلسطينية اليوم حوالي مئة عام تقريبا.
المهم في هذه المسيرة الانفعالية العاطفية لمناصرة "حماس" قال الشيخ نعيم قاسم نائب حسن نصر الله، منفعلا:
"نحن ندعو مصر بقادتها ومسؤوليها الى وقفة تاريخية إلى جانب الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة ولدى مصر كامل المبررات الدينية والسياسية والأخلاقية والإنسانية والقانونية لتقف إلى جانب شعب غزة وشعب فلسطين".
اقول ردا على هذا الكلام الغير لائق بحق مصر:
عذرا يا مصر الحبيبة، وكفى مزايدات أيها المنافقون!
ولماذا عذرا؟
لأن الشيخ نعيم، لم يكن مهذبا بكلامه الانفعالي، لأنه مس عن سوء نية وخدمة للأطماع الفارسية وتأليبا للجماهير الغوغائية، تاريخ وحاضر وكرامة مصر قيادة وشعبا التي لم تتخل يوما عن مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية وحتى هذه اللحظة. وهي بالتالي لا تحتاج لمراهقين ومنافقين في السياسة ليأخذوا بيدها. سادعم رأيي هذا بشواهد تاريخية!
ولماذا كفى مزايدات ايها المنافقون؟
لأنه لو كان الشيخ نعيم صادقا وليس منافقا لقال التالي:
نحن ندعو سوريا بقادتها ومسؤوليها الى وقفة تاريخية إلى جانب الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة وفتح جبهة الجولان للضغط على اسرائيل ودعما لغزة، ولدى سوريا حليفتها العظمى التي تريد ازالة اسرائيل عن الخارطة ايران ومعهما كامل المبررات الدينية والسياسية والأخلاقية والإنسانية والقانونية لتقف سوريا وحليفتها ايران إلى جانب شعب غزة وشعب فلسطين.
لا بد من التذكير، ان سوريا ارضها محتلة، ومن حقها قانونيا ودوليا تحريرها، كيف لا وهي ما زالت في حالة حرب مع اسرائيل، ولم توقع اتفاقية سلام معها.
لا بد من التذكير ايضا، ان ايران الملالي تهدد وتتوعد بتحرير القدس ومحو اسرائيل وازالتها عن الخارطة ومنذ انتصار ثورة الخميني عام 79. أي منذ حوالي 30 سنة ولا نسمع من ايران الا الكلام العاطفي على شاكلة كلام نعيم قاسم.
لا بد من التذكير أيضا، أن مصر وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل بعد انتصار أكتوبر 73 وهناك التزامات قانونية ودولية لا تستطيع مصر الانقلاب عليها كرمى لعيون الشيخ نعيم، ولسياسات "حماس" الانتحارية، ولما سيترتب عليه ذلك من عواقب وخيمة وكارثية على مصر والعرب. وكفانا بعراق واحد!
هل نريد عرقنة العالم العربي خدمة لأطماع الفرس؟
فلا يغرنك كلام الشيخ نعيم يا شعب مصر الذكي العظيم، فانت من ضحيت وقبل ان يفتح احدهم فمه عليه ان يدرس تاريخ مصر قديما ودورها الحالي في لملمة نزيف الأمة العربية في النزاع العربي الإسرائيلي!
وهنا لا بد أن أحي رمز مصر العروبة الرئيس المصري الحكيم والقائد الشهم المحارب حسني مبارك مخطط العبور ومحطم خط بارليف وكاسر اسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي عام 73.
لا بد ان احيي باسم كل اللبنانيين الشعب المصري الشقيق وجيشه المقدام الأصيل الذي خاض غمار الحروب وتحمل الويلات بصبر وشجاعة وتفان وإقدام من حرب المقاومة والاستقلال ضد الاستعمار الإنكليزي إلى حروب فلسطين: 48 و56 و67 وحرب الاستنزاف ومن ثم حرب 73 واحدة بعد الأخرى كلفت التضحيات الهائلة وعشرات الالاف من الشهداء ويأتي اليوم بعض العجزة من الإيرانيين ليزايدوا عليه من البعيد بقضية فلسطين وهم ما قدموا شهيدا من اجلها ولا خاضوا حربا من أجل تحرير قدسها.
بل واثبت فيلق "القدس" الإيراني كما فرع "فلسطين" المخابراتي السوري اللذان تأسسا تحت يافطة فلسطين أنهما أكبر خادم لمصلحة إسرائيل من خلال قمعهم لأحرار العرب في سوريا والأحواز وزرعهم واشعالهم للفتنة المذهبية بين ابناء الامة الواحدة والوطن الواحد، في العراق ولبنان وفلسطين والكويت والبحرين وحتى مصر وبقية انحاء العالم العربي.
وهكذا بعد ان فشل الملالي في تصدير الثورة الخمينية اسلاميا يصدرونها الآن من خلال النظام السوري فتنة مذهبية بمالهم النظيف.
فكفى مزايدات بحق المصريين والعرب الشرفاء أيها المنافقون!

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

حقيقة مصر حقها ان تدافع عنها! بس شو وراء الاكمة؟ أبو سامي.

غير معرف يقول...

أحيانا يكون الانسان جحشا....