الأربعاء، ديسمبر 17، 2008

من المسئول عن تردي الأوضاع في قطاع غزة؟

رزق عـروق

كتب المحلل والكاتب الإسرائيلي شؤول منشه, مقالا وجه فيه الاتهامات لحركة حماس و فصائل المقاومة وإيران بالوقوف وراء الأزمة الإنسانية التي تتفاقم يوماً بعد يوم في قطاع غزة.

والمحلل الإسرائيلي منشه, يكتب ويتحدث العربية بطلاقة, ويختار ألفاظه بدقة متناهية, عادة ما تأتي متماشية, مع السياسة العامة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي, من خلال دفاعه المستميت عن قراراتها وممارسات الجيش الإسرائيلي وتبريراته المذهلة للجرائم والمجازر التي ترتكب في القطاع والضفة والتي كانت أخرها تصفية القيادي في سرايا القدس, جهاد نواهضة من جنين القسام.


وفي الوقت الذي الأيام تحيي الأمم المتحدة الذكرى الستين للتوقيع على وثيقة حقوق الإنسان. فان حكومة الاحتلال ومن ورائها والولايات المتحدة الأمريكية, وغيرها ممن يقف في حالة عداء دائم مع الشعب الفلسطيني, يجدون في هذه المناسبة فرصة سانحة للتهرب من الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ قيام كيان الاحتلال, والتي أودت بحياة المئات من أبناء شعبنا المكلوم.

و هي محاولة لغسل وجه الاحتلال بالبشع والأيدي القذرة, التي ما كاد يمر يوما إلا ويسجل في صحفها خرق فاضح لحقوق الإنسان, و التسبب في حالة العناء والشقاء التي يعاني منها الفلسطينيون عموما و سكان قطاع غزة خصوصا.

الإسرائيليون المندفعون بدوافع الحقد الأسود, يتعامون عن حقيقة دامغة وهي أن الفلسطينيين لم يتخلوا يوما عن أرضهم التي سلبت منهم, بينما فشلت المفاوضات العبثية من استرجاعها, حتى كانت للمقاومة الفلسطينية كلمتها في تثبيت الحق الفلسطيني, وقدمت في سبيل نصرة هذا الشعب المعذب, ألاف الشهداء والأسرى والجرحى والمعاقين, الذين قدموا حياتهم وزهرة شبابهم من اجل أن تبقى "فلسطين" هم المسلمين الأول, فما كان من الاحتلال إلا أن يندحر تحت وقع ضربات المقاومة المتكررة لمستوطناته في غزة, ما حدا بالعدو أن يظن أن اندحاره من غزة سيكون أخر المراحل.

حتى بدأت الصواريخ انسحبت كليا من قطاع غزة, تنهمر على المستوطنات الإسرائيلية رداً على الاعتداءات الإسرائيلية والاغتيالات المتكررة بحق عناصر المقاومة الفلسطينية, ما قتل أي فرصة من شأنها أن تريح العدو من انتفاضة المقاتل الفلسطيني, لاستعادة أرضه وممتلكاه.

إلا انه وفي ظل الاستجداء الإسرائيلي الشديد للتهدئة مع المقاومة, قابله الاحتلال بتصرف أهوج, في ظل التعاون مع الإدارة الأمريكية, باختيار استمرار اغتيال المقاومين واعتقالهم, وقصف الآمنين في قطاع غزة, و عدم إعطاء التهدئة استحقاقاتها" من فتح للمعابر وإنهاء حالة الحصار ووقف الاعتداءات".

وليس هذا فحسب ، فإسرائيل وبدعم أمريكي واضح ومباركة من الحكومة الفلسطينية في رام الله, وتأمر عربي على غزة, تمنع مرور المواد الغذائية والأدوية والوقود, مع المضي في عدوانها الغاشم ,ومستمرة في حصارها على غزة.

في وقت لا زالت أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة تعمل تحت الإمرة الأمنية الإسرائيلية الأمريكية, وتقمع المقاومة وتسحب سلاحها, و تودعهم بالسجون, وتقدم معلومات أمنية للعدو كي يغتال رجال شرفاء نذروا حياتهم لشعبهم ووطنهم, ما جعل المقاومة عاجزة عن دفع الضيم عن أهلنا في الضفة, وهو ما حدث مؤخرا مع الشهيد –بإذن الله- جهاد نواهضة الذي اغتالته القوات الخاصة في جنين.

فالاحتلال يدرك على مر الأزمان بأنه لا توجد دولة في العالم استعادت حقوقها وأرضها إلا بالمقاومة, وبأنه لا يوجد شعب على هذه الأرض لم يتخذ المقاومة العسكرية سبيلا للدفاع عن أبنائه, ولا توجد دولة تقبل بالعدوان والإرهاب, وتذعن للاحتلال وتسلمه رقبتها.

فلماذا يكون على المقاومة أن تعطي إسرائيل تهدئة أخرى في هذه الحالة المزرية؟

وخلاصة القول: إذا كانت إسرائيل تريد أمناً لبلداتها وترفع الضنك والضيق والفاقة عن سكانها الجنوبيين, فهي تعرف ما السبيل إلى ذلك,وهو فتح المعابر, إنهاء الحصار, وقف الاغتيالات والاجتياحات, كي تحصل في مقابله تهدئة جدّية من المقاومة الفلسطينية.

ليست هناك تعليقات: