الخميس، ديسمبر 18، 2008

سَِلمَت يمينك يا شيخ سعد

سعيد علم الدين
الله الواحدُ العليُّ القهار، الكاشفُ عن غشاوة الأبصار، والعارفُ الخفايا والأسرار، لن يرحمَ المنافقين الفجار، المتاجرين بدماء الشعب اللبناني المنهَكِ من جراء مغامراتهم الكارثية ومقامراتهم الصبيانيه على طاولة الميسر السياسي والقِمار، العابثين بأرواح أبنائه الطيبين حتى الانتحار، المراهنين على كسر ارداته:
بالتسبب بضنك عيشه، وتهجير شبابه، وتيئيس شعبه، وفلتان أمنه، وزعزعة سلمه الأهلي وضرب اقتصاده، وإبقاء مجتمعه في حالة من القلق والفوضى والتوترِ وعدم الاستقرار، خدمةً لأسيادهم في أنظمة القمعِ والظلمِ والفساد.
وذلك لكي تسيطر دويلاتهم المذهبية الدفينة الأحقاد، الدكتاتورية الشمولية الأبعاد المدعومة من الشعوبيين الجدد بالصواريخ الزلزالية والنواظير الليلية وأحدث العتاد، على مشيئة الناس وقرارات البلاد وتستسلم الدولة الشرعية الدستورية لهم، وتهن عزيمتها وتنقاد!
في هذه الحالة المأساوية ترسل العناية الإلهية قادةً منقذين، شرفاءَ مخلصين، حكماء عصاميين، أحراراً مقاومين، وزعماءَ وطنيين، يضحّون بالغالي والثمين للأخذ بيمين الدولة الشرعية، وانتشالها من هذا اليم الهائج الإعصار، لكي تنهض سالمة برسالتها الحضارية ولا تنهار!
ولهذا فالله جل جلاله، في هذه الأيام المجيدة بولادة السيد المسيح(ع) اعادها الله على لبنان والعرب والعالم اجمع بالسلام، سيبارك من عليائه ما يقوم به الشيخ سعد ورفاقه الوطنيين الأحرار من أعمال جليلة وتضحيات كبيرة؛ لتخليص الوطن الصغير من أحزاب الإفكِ وميليشيات الغدر، ورهانات المراهنين على الفوضى والخراب، ومؤامرات المخابرات القادمة من الحدود السورية لتخويف الشعب بالإرهاب، وعصابات الأشرار، وأنياب الوحوش الكاسرة بالاغتيالات؛ ليعود لبنان إلى أبنائه حرا سيدا ديمقراطيا، متنوعا عربيا تعدديا، مستقلا بقراره الحر كباقي الأوطان!
الله سيبارك ما يقوم به الشيخ سعد ورفاقه في 14 آذار وباقي الحلفاء الأخيار، لكي يترعرع أطفال لبنان بأمان، ويذهب تلاميذه الى مدارسهم بسلام، وينكبَّ طلابه في جامعاتهم في طلب العلم وتحقيق الأحلام، ويعملَ الفلاحون في حقولهم دون خوف من قنبلة عنقودية او انفجار، ويقطفَ المزارعون الثمار عن الأشجار، وتتحلى الصبايا بعطر الورود ولون الأزهار، وتسعد في عليائها شهداء الوطن الأبرار!
انها ثقافة الحياة والعمار والفرح والنجاح والانتصار على ثقافة الموت والغبار والحروب والدمار والخريف الذابل والاصفرار!
ولهذا فالشعب اللبناني الطيب الذكي المجرب، الصامت الأكبر، لن ينخدع بأكاذيب قناة "المنار" واتهامات بعض الصغار من جماعة "شكرا بشار" التي كشفتها الحقائق بعد ان انبرت السنتهم كذبا ونفاقا باتهام الشيخ سعد بتمويل عصابة فتح الاسلام الإرهابية، رغم ان كل الحقائق والوقائع تشير الى المخابرات السورية، التي لم تستح من فبركة مسلسل فاشل ليقول ممثلوه ان الحريري مولهم. فالمخابرات الفاشلة وحلفاؤها الصغار يريدون وبأي طريقة لا اخلاقية تحويل الكذبة الى حقيقة حتى ولو كسروا رؤوسهم باللطم هرطقةً على الجدار.
هذا وفي الوقت الذي كانت فيه جماعة أنصار الوصاية و"شكرا بشار" ينتظرون على احر من الجمر عجز الجيش اللبناني عن القضاء على عصابة "فتح الاسلام" وبالتالي الطلب الى النظام السوري المدحور، التدخل عسكريا لحسم الأمور والعودة الى لبنان من ثغرة "فتح الاسلام"، كان الشيخ سعد الحريري من خلال علاقاته الدولية المميزة يعمل بصمت على دعم الجيش بأحدث العتاد التي يحتاج اليها لحسم المعركة بسرعة وبأقل الخسائر. رغم ان الجيش كان يقاتل بصلابة الرجال وبسالة الفرسان ويسقط منه العديد من الشهداء الأبطال، الا ان العتاد الحديث كالنواظير الليلة المهمة في كشف تحركات العدو تحت جنح الظلام، كانت تنقصه.
وكانت الصحافة اللبنانية قد تناقلت في النصف الأول من هذا الشهر خبراً مفاده أن رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري قد زوّد الجيش اللبناني خلال معارك مخيم نهر البارد، ب "أعتدة نوعية" هي كناية عن مناظير حديثة للرؤية الليلية ودروع حامية للأفراد، مما كانت تفتقر إليه المؤسسة العسكرية كمّاً ونوعاً، حيث كان لها دور أساسي في حسم تلك المعارك لصالح الجيش، وبخسائر أقلّ مما كان متوقّعاً، إذ مكّنت العسكريين من كشف مواقع أفراد العصابة وساهمت في تحصين الضباط والجنود خلال إطباقهم عليهم في جحورهم الأخيرة.
وذكرت مصادر وزارية مطلعة في معرض تأكيدها ما نشرته الصحف أن النائب سعد الحريري استورد هذه الأعتدة على نفقته الخاصة، ونقلها من بلد المصدر (جنوب أفريقيا) على متن طائرته الخاصة ليضعها في تصرف قيادة الجيش اللبناني في مرحلة بالغة الحساسية من مراحل تلك المواجهة الدامية.
فسلمت يمينك يا شيخ سعد في دعم الجيش والدولة بينما الآخرون يعبثون بيسارهم قبل يمينهم بإرباك قوى الأمن الداخلي وإنهاك الجيش وشل الدولة وينتظرون سقوطها في فم الإرهاب المفبرك، ليرقصوا على قبرها!
وبينما كان ميشال عون قد ثرثر استراتيجية دفاعية لهدم الدولة بتشريع الميليشيات في كل لبنان حتى انه لم يلحظ فيها كيفية دعم الجيش مزايدة على حزب الله، كان الشيخ سعد يعمل بهدوء من خلال علاقاته الدولية المميزة على مد الجيش بأحدث الأسلحة في العالم.
ومن من؟ من روسيا الدولة المنافسة الأولى والمخاصمة بمرارة للولايات المتحدة الأمريكية!
وكم اتهم نصر الله ونعيم قاسم وبشار الأسد وغيرهم سعد الحريري وقوى 14 آذار بالعمالة لأمريكا.
ما تحقق بهمة الشيخ سعد من انجاز تاريخي هام على صعيد الدفاع عن الوطن بالحصول على 10 طائرات ميغ 29 الحديثة، يؤكد كذبكم ويفضحك نفاقكم ويعري اتهاماتكم. فمن يبني علاقات مميزة مع أشد منافسي أمريكا، لا يمكن أن يكون عميلا لها، بل على العكس هو الذي يفرض سياسته اللبنانية وأجندته الوطنية على الأمريكان والروس وغيرهم وليس أنتم يا جماعة شكرا بشار وأتباع "المحور الإيراني السوري".
هذا وأكد وزير الدفاع الوطني الياس المر في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" ان "علاقة رئيس" تيار المستقبل" ورئيس الأكثرية النيابية النائب سعد الحريري المميزة مع الرئيس فلاديمير بوتين والحكومة الروسية، كانت عامل أساسي لتحقيق هكذا نوع من الانجاز".
وسقط بيد جماعة الوصاية اللذيذة وكرابيج مخابرات "شكرا بشار"، حيث انتظروها من الغرب فأتتهم من الشرق!
فسلمت يمينك يا شيخ سعد، يا حامل الهم الوطني بصمت!
سلمت يمينك المباركة بشذى عطر شهداء أطفال قانا ومروحين والضاحية وصور وبعلبك ولبنان يا رافع شعار "لبنان أولا" قولا وفعلا!
وسينتصر لبنان الديمقراطي المنفتح برسالته الحضارية. سينتصر بهمة أحراره الشجعان.
فالأوطان لا يمكن أن تنهض وتستقيم أمورها إلا على هامات أصحاب الهمم العالية.
فسلمت يمينك أيها الزعيم الوطني الهمام!

ليست هناك تعليقات: