ان المعادلات الكيميائية كثيرة، ولكن اشهرها معادلة 2H+O=H2O، الذي يعني ان النتيجة واضحة، الماء (H2O )، لكي تعيش البشرية... ولكن ما مدى تحليل وتركيب العناصر في معادلة الانقسام الفلسطيني ؟ ... ان الانقسام الفلسطيني الذي يشكل معادلة متجذرة تجتمع فيها كل العناصر ما بين حيرة وتعجب ليخرج الناتج من تلك المعادلة دماء تسيل من ابناء هذا الشعب الذي ينتمي بيولوجيا الى هذه الارض .... ان الوطن اغلى مما نسميه انقسام , لكن يجب ان نصارح انفسنا باننا الان منقسمون ما بين ضفة وغزة متناسين ان عدونا وجلادنا واحد , فقبل الخوض بمضمون الحديث، اقتبس اليكم مما كتبه احد المهاجرين العرب في غربته القصرية في احدى الدول الاجنبية حيث كتب :
" ان الوطن نوع من الانتماء البيولوجي لا حيله لك فيه و لا إرادة، وهو نوع من قوانين الفيزياء الجبرية، فعلى سبيل المثال لماذا يتجه طرفا الإبرة الممغنطة نحو الشمال و الجنوب ؟ فانه لا علاقة لهذا بالعواطف و لا بالغنائية .. إن البوصلة لا تهيم حبّا بالشمال و لا تكتب القصائد عنه .. هي – فقط – لا تعرف كيف تفعل أي شئ آخر غير هذا الذي تفعله ربما كانت أهميه الوطن تكمن في وجود أحبائك فيه … الأسرة .. الأصدقاء .. الخ .. لكني لا أعتقد أنك ستكون راضي لو جلبت كل أحبائك ليعيشوا معك في (الغربة) .. ثمة جزء ما ينقص المعادلة كي تتزن، وهذا الشيء اسمه تراب الوطن .. حينها يظهر الانتماء البيولوجي"
ان هذه الكلمات تعبر عن معنى الانتماء للوطن بما يحمله القلب والامل من تضحيات لاجل المهد الاول الذي صيغت فيه معالم حب الوطن والانتماء للارض... فكيف حينما يكون الانسان مشتت داخل وطنه ما بين الضفة وغزة ؟؟؟ .
ان الشعب الفلسطيني الذي ضحى وما زال يضحي من اجل حماية هذا الوطن لكي يتمم بناء قواعد دولته الفلسطينية، و حماية معادلة الشعب الفلسطيني التي تجمع كل اطيافه, لكن الناتج بما نشاهده اليوم ونسمعه انما هو انقسام وتشتت، يشتت تلك الاطياف مبعثرا عناصره هنا وهناك ما بين الضفة وغزة !!! ايحلو لنا هذا الانقسام !!! .
ان الانتماء البيولوجي للوطن يعني الكثير، فهو مثل الجسد الواحد لا يستطيع الاستغناء عن احد اعضاءه لانه يشكل خسارة جسدية , فهل ضياع الوحدة الوطنية لا تشكل خسارة على هذا الشعب ؟
ان ضياع الوحدة الوطنية تعني عدة امور جوهرية : ضعف الرابطة البيولوجية في الانتماء للوطن، وتشجيع الهجرة للخارج من اجل الانتماء الطوعي، وتحويل الصراع من صراع ضد العدو المشترك الى الصراع البيني ، و تحول القضية الوطنية الى مسألة وطنية ، وضعف الرابطة الجمعية ما بين ابناء الانتماء البيولوجي.....!!!!
... ان ضياع الوحدة الوطنية انما يعني انهيار القضية الفلسطينية و ضياعها وافتقادها الى الجوهر النضالي وان تواجدها سيزيد الشعب الفلسطيني قوة و تمسكا بالقضية الفلسطينية,.... ومما ذكر اعلاه، نجد ان عنصري الهيدروجين والاوكسجين اجتمعا ليكونان الماء... افليس الحري بنا ان نجتمع بمعادلة واحدة لنكون ( ضفة + غزة = وحدة بيولوجية ) ، ولنأخذ العبرة من الحكمة الشهيرة " تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت أفرادا"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق