العلامة محمد علي الحسيني
تسعى بعض الاوساط السياسية والاعلامية في الغرب وحتى في المنطقة، للربط بين حالتي رئيس الوزراء الصهيوني الاسبق مناحيم بيغن والحالي بنيامين نتنياهو، من زاوية کون کليهما متشددين و نجحا في فرض أجندة ومواقف ورؤى صهيونية على النظام الرسمي العربي، ومع عودة نتنياهو للحکم عقب الانتخابات الاخيرة، اشتدت نبرة الاصوات التي تزعم بأنه سينجح في النهاية في فرض رؤيته وموقفه للسلام على الجانب العربي وان مراقبين ومحللين سياسيين من مشارب متباينة قد سلکوا نفس هذا النهج.
مناحيم بيغن الذي عاصر مرحلة الرئيس المصري السابق أنور السادات و تمکن في نهاية الامر وبمشارکة ومبادرة أمريکية حميمة من جر الرئيس المصري الى التوقيع على إتفاقية کامب ديفيد، خدمته العديد من العوامل والظروف المختلفة يومئذ، ولم يکن نجاحه اساسا إلا وليد لحظة ضعف عربية عندما تخلى العرب عن الرئيس المصري وجعلوه لوحده في مواجهة النفوذين الامريکي والصهيوني، لکن اليوم، ليس بالامکان التصور بأن نفس الظروف والعوامل ستخدم نتنياهو وانه سيقوم بإنجاز مکسب سياسي و امني کالذي أنجزه بيغن للکيان الصهيوني، بل وان الکثير من المؤشرات تؤکد بأن نتنياهو أعجز مايکون أمام المرحلة الحالية سيما وان النظام الرسمي العربي قد أعد العدة اللازمة لمواجهة الغطرسة و التعجرف الصهيونيين وطرح رؤية واقعية و مثالية لحل ومعالجة أزمة الشرق الاوسط بشهادة العديد من الاوساط السياسية العالمية وهو امر دفع نتنياهو للتراجع وتخفيف حدة لهجته وخطابه الموجهين کما انها دفعته أيضا لکي يتواضع أکثر بخصوص سقف مطاليبه السياسية والامنية في الاتفاق المزمع عقده مع العرب.
ان نتنياهو والعديد من أقرانه ومعاصريه من الساسة الصهاينة، يدرکون جيدا معنى وحدة الصف والموقف العربي ويدرکون أکثر وقع وردة فعل الدبلوماسية العربية على الاوساط السياسية والاعلامية في الغرب والعالم وان الدبلوماسية الصهيونية لم تعد محتکرة الغرب وتسيره وفق إملائاتها السياسية ومنافعها الخاصة وان الديبلوماسية العربية قد باتت بالمرصاد لهکذا تحرکات صهيونية غير منصفة ومعادية لروح وجوهر الحقائق الموضوعية والتأريخية، وقد بات واضحا ان نتنياهو صار يدور في حلقة مفرغة تماما، إذ أنه وبعد کل تلك الوعود المتطرفة واللاانسانية التي قطعها للناخبين، قد صار اليوم في موقف صعب جدا وهو يواجه العقلية السياسية العربية المتوحدة المتصدية للأطماع والنفوذ الصهيوني وانه لا يملك خيارا سوى المزيد من التراجع والاخفاق والانصياع للغة العقل والمنطق وان الايام القادمة لن تکون کسابقاتها في خدمة الاطماع والمشروع الصهيوني وسوف يثبت العرب للعالم أجمع من أن الحق لن يضيع أبدا طالما کان ورائه من يطالب به.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان
تسعى بعض الاوساط السياسية والاعلامية في الغرب وحتى في المنطقة، للربط بين حالتي رئيس الوزراء الصهيوني الاسبق مناحيم بيغن والحالي بنيامين نتنياهو، من زاوية کون کليهما متشددين و نجحا في فرض أجندة ومواقف ورؤى صهيونية على النظام الرسمي العربي، ومع عودة نتنياهو للحکم عقب الانتخابات الاخيرة، اشتدت نبرة الاصوات التي تزعم بأنه سينجح في النهاية في فرض رؤيته وموقفه للسلام على الجانب العربي وان مراقبين ومحللين سياسيين من مشارب متباينة قد سلکوا نفس هذا النهج.
مناحيم بيغن الذي عاصر مرحلة الرئيس المصري السابق أنور السادات و تمکن في نهاية الامر وبمشارکة ومبادرة أمريکية حميمة من جر الرئيس المصري الى التوقيع على إتفاقية کامب ديفيد، خدمته العديد من العوامل والظروف المختلفة يومئذ، ولم يکن نجاحه اساسا إلا وليد لحظة ضعف عربية عندما تخلى العرب عن الرئيس المصري وجعلوه لوحده في مواجهة النفوذين الامريکي والصهيوني، لکن اليوم، ليس بالامکان التصور بأن نفس الظروف والعوامل ستخدم نتنياهو وانه سيقوم بإنجاز مکسب سياسي و امني کالذي أنجزه بيغن للکيان الصهيوني، بل وان الکثير من المؤشرات تؤکد بأن نتنياهو أعجز مايکون أمام المرحلة الحالية سيما وان النظام الرسمي العربي قد أعد العدة اللازمة لمواجهة الغطرسة و التعجرف الصهيونيين وطرح رؤية واقعية و مثالية لحل ومعالجة أزمة الشرق الاوسط بشهادة العديد من الاوساط السياسية العالمية وهو امر دفع نتنياهو للتراجع وتخفيف حدة لهجته وخطابه الموجهين کما انها دفعته أيضا لکي يتواضع أکثر بخصوص سقف مطاليبه السياسية والامنية في الاتفاق المزمع عقده مع العرب.
ان نتنياهو والعديد من أقرانه ومعاصريه من الساسة الصهاينة، يدرکون جيدا معنى وحدة الصف والموقف العربي ويدرکون أکثر وقع وردة فعل الدبلوماسية العربية على الاوساط السياسية والاعلامية في الغرب والعالم وان الدبلوماسية الصهيونية لم تعد محتکرة الغرب وتسيره وفق إملائاتها السياسية ومنافعها الخاصة وان الديبلوماسية العربية قد باتت بالمرصاد لهکذا تحرکات صهيونية غير منصفة ومعادية لروح وجوهر الحقائق الموضوعية والتأريخية، وقد بات واضحا ان نتنياهو صار يدور في حلقة مفرغة تماما، إذ أنه وبعد کل تلك الوعود المتطرفة واللاانسانية التي قطعها للناخبين، قد صار اليوم في موقف صعب جدا وهو يواجه العقلية السياسية العربية المتوحدة المتصدية للأطماع والنفوذ الصهيوني وانه لا يملك خيارا سوى المزيد من التراجع والاخفاق والانصياع للغة العقل والمنطق وان الايام القادمة لن تکون کسابقاتها في خدمة الاطماع والمشروع الصهيوني وسوف يثبت العرب للعالم أجمع من أن الحق لن يضيع أبدا طالما کان ورائه من يطالب به.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق