السيد محمد علي الحسيني
رغم إنتهاء الانتخابات النيابية في لبنان و حسم الموقف لصالح کتلة 14 آذار، غير انه لايبدو هنالك في الافق ما يوحي بأن الوضع قد بات يسير وفق السياق الاعتيادي وان الامور ستعود الى خطها(الوطني اللبناني)بعيدا عن الظلال الداکنة للنفوذ الخارجي على المسارات السياسية، خصوصا وان هنالك حالة صمت و جمود غير عادي يلف الساحة اللبنانية بحيث تبدو معظم القوى و الکتل السياسية اللبنانية على إختلاف مشاربها و إتجاهاتها وکأنها في حالة إستراحة محارب و التأهب لجولة قادمة قد تکون ضروسا فيما لو إتخذت سياقات إقليمية مسارات لاتلائم دولا محددة.
ولئن تنفس العرب و من بعدهم العالم الصعداء بفوز کتلة 14 آذار، فإن ذلك الفوز لم يکن حاسما بالشکل الذي يجعل مسألة تشکيل الحکومة أمرا محسوما و مفروغا منه، وحتى ان قبول الطرف الآخر بالهزيمة و إقراره بها، لم يکن من شأنه أيضا إدخال البهجة الکاملة الى قلوب المنتصرين وقد يکون سبب ذلك ثمة هاجس أو توجس ما من إحتمالات سعي مفاجئ لقلب الطاولة و إعادة ترتيب الاوضاع من جديد و بصورة تخدم مصالح غير لبنانية.
ان الساحة اللبنانية التي يريد البعض أن تکون حديقة خلفية لدولة اقليمية وان تصير أحيانا حلبة جاهزة لتصفية حسابات او عملية مقايضات سياسية ـ أمنية، ليست هنالك ثمة مؤشرات تدل على أن الشعب اللبناني بشکل عام، وقواه السياسية الملتزمة بخط وطني و قومي لن يسمحا إطلاقا بهکذا سيناريوهات و سوف تکون الصورة فيما لو سارت الامور بهذا المعنى، بغير الالوان القاتمة التي يحلم بها البعض بل وحتى انه من الوارد جدا ان تتمازج الالوان لتخرج أطيافا و الوان جديدة قد تحدد للصورة أبعادا و زوايا مختلفة تمام الاختلاف عن الذي قصده ذلك البعض.
واننا نرى ان إستقرار الوضع و إستتبابه في لبنان، من شأنه أن يلقي بتداعياته و آثاره الايجابية على الامنين العربي و الاقليمي سيما وان عدم إستقرار الاوضاع في لبنان خلال السنوات الماضية قد أثر و الى حد بعيد على الامن القومي العربي و هدد الاستقرار السياسي و الامني للمنطقة أکثر من مرة، وعليه فإن العرب مدعوون لإعطاء المزيد من الاهمية للملف اللبناني وعدم ترکه في منتصف الطريق وان تکثيف الحضور العربي في لبنان و تأکيده عبر إنعکاساته على مجمل الوضع العام في لبنان، هو امر ملح يخدم الصالحين اللبناني و العربي و يصب في نهاية الامر في صالح السلام و الاستقرار العالميين.
اننا في المجلس الاسلامي العربي في لبنان، نؤکد على ضرورة أن يکون هنالك حضور عربي فعال و مستمر على الساحة اللبنانية وان يتجه الاهتمام العربي وفق سياق إعتبار الملف اللبناني قضية عربية ذات اولوية قصوى وعدم السماح بأن يکون هنالك حضور دولي آخر فعال و مؤثر في لبنان بمستوى الحضور العربي الذي نرى فيه أيضا الضمانة الافضل و الاسلم لمستقبل الشعب اللبناني.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
www.arabicmajlis.org
رغم إنتهاء الانتخابات النيابية في لبنان و حسم الموقف لصالح کتلة 14 آذار، غير انه لايبدو هنالك في الافق ما يوحي بأن الوضع قد بات يسير وفق السياق الاعتيادي وان الامور ستعود الى خطها(الوطني اللبناني)بعيدا عن الظلال الداکنة للنفوذ الخارجي على المسارات السياسية، خصوصا وان هنالك حالة صمت و جمود غير عادي يلف الساحة اللبنانية بحيث تبدو معظم القوى و الکتل السياسية اللبنانية على إختلاف مشاربها و إتجاهاتها وکأنها في حالة إستراحة محارب و التأهب لجولة قادمة قد تکون ضروسا فيما لو إتخذت سياقات إقليمية مسارات لاتلائم دولا محددة.
ولئن تنفس العرب و من بعدهم العالم الصعداء بفوز کتلة 14 آذار، فإن ذلك الفوز لم يکن حاسما بالشکل الذي يجعل مسألة تشکيل الحکومة أمرا محسوما و مفروغا منه، وحتى ان قبول الطرف الآخر بالهزيمة و إقراره بها، لم يکن من شأنه أيضا إدخال البهجة الکاملة الى قلوب المنتصرين وقد يکون سبب ذلك ثمة هاجس أو توجس ما من إحتمالات سعي مفاجئ لقلب الطاولة و إعادة ترتيب الاوضاع من جديد و بصورة تخدم مصالح غير لبنانية.
ان الساحة اللبنانية التي يريد البعض أن تکون حديقة خلفية لدولة اقليمية وان تصير أحيانا حلبة جاهزة لتصفية حسابات او عملية مقايضات سياسية ـ أمنية، ليست هنالك ثمة مؤشرات تدل على أن الشعب اللبناني بشکل عام، وقواه السياسية الملتزمة بخط وطني و قومي لن يسمحا إطلاقا بهکذا سيناريوهات و سوف تکون الصورة فيما لو سارت الامور بهذا المعنى، بغير الالوان القاتمة التي يحلم بها البعض بل وحتى انه من الوارد جدا ان تتمازج الالوان لتخرج أطيافا و الوان جديدة قد تحدد للصورة أبعادا و زوايا مختلفة تمام الاختلاف عن الذي قصده ذلك البعض.
واننا نرى ان إستقرار الوضع و إستتبابه في لبنان، من شأنه أن يلقي بتداعياته و آثاره الايجابية على الامنين العربي و الاقليمي سيما وان عدم إستقرار الاوضاع في لبنان خلال السنوات الماضية قد أثر و الى حد بعيد على الامن القومي العربي و هدد الاستقرار السياسي و الامني للمنطقة أکثر من مرة، وعليه فإن العرب مدعوون لإعطاء المزيد من الاهمية للملف اللبناني وعدم ترکه في منتصف الطريق وان تکثيف الحضور العربي في لبنان و تأکيده عبر إنعکاساته على مجمل الوضع العام في لبنان، هو امر ملح يخدم الصالحين اللبناني و العربي و يصب في نهاية الامر في صالح السلام و الاستقرار العالميين.
اننا في المجلس الاسلامي العربي في لبنان، نؤکد على ضرورة أن يکون هنالك حضور عربي فعال و مستمر على الساحة اللبنانية وان يتجه الاهتمام العربي وفق سياق إعتبار الملف اللبناني قضية عربية ذات اولوية قصوى وعدم السماح بأن يکون هنالك حضور دولي آخر فعال و مؤثر في لبنان بمستوى الحضور العربي الذي نرى فيه أيضا الضمانة الافضل و الاسلم لمستقبل الشعب اللبناني.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
www.arabicmajlis.org
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق