الخميس، يناير 17، 2008

المجزرة الصهيونية في غزة واللحمة الوطنية الفلسطينية...!



د. صلاح عودة الله

منذ ان انتهى لقاء انابوليس المشؤوم والذي جاء ليصفي ما تبقى من القضية الفلسطينية استشهد العشرات من ابناء شعبنا الفلسطيني وذلك نتيجة للمجازرالصهيونية لمناطق مختلفة في قطاع غزة والتي كانت آخرها وابشعها المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني شرق حي الزيتون بغزة وخلفت 17 شهيداً بينهم 13 من كتائب القسام و50 جريحاً نرى هنية وهو يحتضن الزهار أحد الذين شرفهم الله باختيار شهيدين من أبنائه(واحد منهم قبل ثلاثة اعوام) وهو يقول: "شتان بين من يطلب العزة والكرامة وبين من يطلب حياة الذل والانكسار، وشتان بين المرابطين على الثغور وبأياديهم القرآن الكريم والسلاح وبين المرابطين في الخانات ينتظرون القبلات ويستهزئون بغزة التي لطالما كانت مقبرة الغزاة"...!


ان هذه المجزرة ارتكبت بعد ان اخذ الصهاينة الضوء الأخضر من مجرم الحرب"بوش" واثناء جولته في عدد من بلاد الشرق الأوسط ومنها السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني.ان الهدف من هذه الجولة هو تكريس التفرقة بين الفلسطينيين وتعزيز امن الكيان الصهيوني والتشديد على يهودية هذا الكيان.
وفي الوقت الذي كان يتساقط فيه الشهداء في هذه المجزرة الرهيبة كنت اشاهد وعبر الفضائيات هذا المجرم"بوش" وهو يرقص في احدى الدول الخليجية حاملا السيف العربي مع احد الأمراء..حقا انه مشهد مخجل..!لقد دنس هذا المجرم سيف الفتوحات الاسلامية وقمنا بالرقص معه في وقت كانت غزة هاشم مليئة بالبيوت الحزينة والمآسي وبالنفوس التي ينتابها الألم والحزن على فراق الأحبة والأصدقاء.


الصمت العربي:


الى متى سيبقى الصمت العربي قائما؟ ورب الكعبة انه لأمر مخجل ..ام ان الأمة العربية والاسلامية ما زالت تحفظ عن ظهر قلب قول الشاعر الرصافي:يا قوم ناموا ولا تستيقظوا**فما فاز الا النوم؟


ان هذا التصعيد جائزة رام الله التي جاءت بزيارة بوش لها والتي حذرنا منها فهذه الزيارة جاءت لتنفيذ خارطة الطريق بل خارطة"الغريق" على حساب دماء أبناءنا وأرضنا وبيوتنا ومزارعنا والقابعون في رام الله يتآمرون مع الاحتلال الإسرائيلي على حصار شعبنا لقتله. ليس لدى الفلسطينيين سوى الدفاع عن أنفسهم، فلو اغتال العدوالآلاف منا سنبقى على مسيرتنا وعلى طريقنا.ان هذه الزيارة تعتبر زيارة استخفاف بالدماء العربية والاسلامية التي تنزف في فلسطين والعراق ولبنان وغيرها.
تحية لشهداء هذه المجزرة الذين ارتقوا في هذا العدوان الغاشم، اليوم أبناء المقاومة يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله وفي سبيل الوطن...ان الكيان الصهيوني قام باضافة مجزرة جديدة لحلقة مجازره ليؤكد للعالم عشقه للدماء.ان المجزرة "الإسرائيلية" ثمرة طبيعية لزيارة بوش والغطاء الذي وفره لحكومة الاحتلال لتوسيع حربها ضد شعبنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.


إن المفاوضات التي تجري بين السلطة والاحتلال في ظل هذه الجرائم الإسرائيلية البشعة هي مفاوضات عبثية عديمة الجدوى، ولذا فإننا نعتبر أن استمرار السلطة في مفاوضاتها مع الاحتلال رغم هذه الجرائم هو جريمة يجب التوقف عنها.ان هذه الجرائم لا تخيف شعبنا وسيستمر ابناء شعبنا البطل في توفير الحماية لشعبنا والدفاع عنه، وإن مراهنات الأمريكان والاحتلال على إضعاف ابناء شعبنا عبر هذا الحصار والعدوان لن يفلح في كسر إرادتنا أو دفع شعبنا للتخلي عن حقوقه، وستثبت الأيام أن كل هذه المراهنات هو وهم سيتبدد مع ثبات ابناء شعبنا الصامد.



اعلان الحداد لا يكفي وكذلك الاضراب والاعتصامات..الرد يجب ان يكون عمليا ووقف فوري للمفاوضات مع الصهاينة فلا سلام مع القتلة, ويجب الغاء ما يسمى باتفاق اوسلو والتي مهد للاقتتال الفلسطيني الداخلي.

وآمل ان تكون الاتصالات التي قام بها الرئيس الفلسطيني وعدد من الشخصيات البارزة في حكومة رام الله وحركة "فتح" بتعزية الزهار باستشهاد نجله وباقي الشهداء بدايةً لجسر هوة النزاع بين حركتي حماس وفتح.

ان شعبنا لم يكن بحاجةٍ إلى أن يسقط هذا العدد من الشهداء كي يتوقف في محطةٍ يفهم من خلالها أنه مسلم وعربي وفلسطيني الهوية، فنحن نعيش في مواجهة احتلالٍ بشع على مدار عقود طويلة من الزمن.



ان هذا التواصل الذي جرى بين قيادة السلطة و"فتح" مع القيادي الزهار في مصابه الجلل يعطينا دفعةً إلى أن يجري حوار فلسطيني مسؤول وسريع وإستراتيجي يقود إلى أن يبقى شعبنا تحت مظلة واحدة وراية واحدة وفقاً لبرنامج كفاحي وسياسي واحد,وهذا الأمر ليس أمراً مستحيلاً البتة.

وتعقيباً على سؤالٍ وجه لأحد القياديين في حركة "فتح" عن ترديد البعض أن هناك تياراً قوياً في "فتح" مع عودة الحوار مجداً مع "حماس" في مواجهة تيار آخر داخل الحركة يدفع بعدم الحوار,بيّن هذا القيادي أن كل حركة "فتح" مجمعةٌ على أن السبيل الوحيد لمعالجة الأزمات الداخلية يجب أن يكون الحوار.وفي نفس الوقت طالب "حماس" بوقف حملاتها الإعلامية فوراً, مؤكداً أن من شأن ذلك أن يتبع بمبادرة فتحاوية تمهد للحوار المقطوع بين الحركتين لمدة سبعة أشهر.


وحول إذا ما كانت عودة الحوار مرهونة بقرارٍ عربي أو إقليمي أو دولي, قال القيادي في "فتح":" هناك من يرغب أن يعلق الحوار على شماعة الوضع الإقليمي أو الدولي", مشيراً في ذات الوقت إلى أن هناك قوة قوى إقليمية ودولية ليس من مصلحتها أن يكون هناك توافقاً على ساحتنا, داعياً في الوقت ذاته إلى وضع مصلحة شعبنا نصب أعيننا وتمرير الفرص على الراغبين في تحقيق مصالحهم الإستراتيجية على حساب قضيتنا.

وحول سؤال عن وجهة نظره للمفاوضات التي تجري مع الكيان الصهيوني في ظل تواصل موجة العدوان, وهل إذا ما كانت هذه المفاوضات تحتاج لقرارٍ عربي كي توقف, أكد أن العرب لن يرضوا بإعلاننا وقف التفاوض مع الصهاينة, مشيراً في ذات الوقت إلى أن ما يهمنا من قبل أشقائنا العرب ما يتعلق بكيفية إدارتنا للصراع مع الاحتلال.

ان الوقوف والتصدي للعدو يتطلب العودة لطاولة الحوار واللحمة الوطنية ولا بديل عن ذلك..ولو كتب للشهداء ان يكلموا الأحياء"الأموات" لقالوا:

لا تقولوا لقد فقدنا الشهيد

مذ طواه الثرى وحيدا فريدا....

أنا ما مت فالملائكة حولى

عند ربى بعثت خلقا جديدا...

فاصنعوا اليوم من شموخى نشيدا..!

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار وانها لثورة مستمرة حتى تحرير الأرض والانسان.والسؤال الذي يطرح نفسه:هل تعيد هذه المجزرة الرهيبة الوحدة الوطنية الفلسطينية؟
تم الرجوع لبعض المواقع الاخبارية في اعداد هذا المقال.
القدس المحتلة

ليست هناك تعليقات: