الخميس، يناير 31، 2008

لماذا يتعاملون معنا كقطعان بشرية..


عطا مناع

لا بأس من جلد الذات، وخاصة أن الفلسطيني عرضة للجلد النفسي والجسدي من قيادته بألوانها المختلفة، تلك القيادية التي تثبت مع مرور الوقت أنها دون مستوى شعبها القادر على الوقوف كما الزيتونة في وجه المخططات التصوفية والتجويعية منذ عشرينيات القرن الماضي على يد عصابات شتيرن والهاغاناة المدعومة من قبل الاستعمار البريطاني وعمليات التهجير لمئات الآلاف من الفلسطينيين تحث وقع المجازر في دير ياسين وكفر قاسم وقبية وصبرا وشاتيلا ناهيك عن الجرائم اليومية لدولة الاحتلال التي أودت بحياة عشرات الآلاف من أبناء هذا الشعب.

من المجدي الاعتراف أن مصيبة هذا الشعب تكمن في قيادته التي لم تؤمن في يوم من الأيام بة كشعب مناضل قادر على انجاز مهمات المرحلة بالتحرر والاستقلال، فكان التفرد منذ ثلاثينيات القرن الماضي بالقرارات التي عبرت عن تطلعات ومصالح ضيقة لشرائح تميزت بارتجالية القرارات التي دفع الشعب الفلسطيني ثمنها في ثورة 36-39 وفي كافة المنعطفات الوطنية في الأردن ولبنان،سياسات جرتنا إلى مطبات سياسية كان اتفاق اوسلوا أخطرها، هذا الاتفاق النخبوي الذي لم يعبر عن مصالح الشعب المجيد أصلا والأكثر معاناة من انعكاساته التي جلبت التفكك والانقسام للشعب الفلسطيني.

يجب أن نعترف كشعب فلسطيني أن تأثيرنا كجماهير في الحركة السياسية معدوم ونتعامل بسلبية مع المخاطر التي تحدق بقضيتنا الوطنية،وننقاد بشكل عفوي لمواجهة الاحتلال من اجل تمرير أجندات لا تمت لمصالحنا الوطنية بصلة، ويجب أن نواجه حقيقة أننا كشعب ممتهنين من قيادتنا التي تتعامل معنا كقطيع بشري وتستخدمنا كحطب لانجاز تطلعاتها، ولا باس من التأكيد أن انتفاضة الحجارة جلبت لنا أوسلو وانتفاضة الأقصى جلبت لنا الانقسام الداخلي والانفصال بين قطاع غزة والضفة الغربية.

في الانتفاضة الأولى رفع الشعب الفلسطيني شعاره المعروف لا صوت يعلو صوت الانتفاضة لا صوت يعلو فوق صوت شعب فلسطين، ليتضح أن أصوات الأقزام من أصحاب المبادرات علت على صوت الشعب، ووقفنا كشعب فلسطين في وجه جدار الضم لنكتشف أن شخصيات قيادية فلسطينية تمد الجدار بالحديد والاسمنت، وآمنا كشعب فلسطين بالانتخابات كتعبير ديمقراطي لنكتشف أنها مصيدة للانقلاب الجغرافي والسياسي وأنها فخ للإيقاع بنا، ناضلنا من اجل الوحدة الوطنية وقدمنا من اجلها الكثير لتنهار في أول منعطف باسم الديمقراطية، جسدنا ثقافة وحدة الدم والحال ليقلبوا واقعنا رأسا على عقب ولنشهد الإعدامات الميدانية وعمليات القتل الغير مبرر باسم الم الفلسطيني.

حتى كرامتنا سلبوها وأصبحوا يتعاملوا معنا كحيوانات وكقطعان بشرية نساق بالعصا إلى حظيرة الخنوع والاستسلام وخير دليل على المشاهد المخزية التي شهدتها شوارع قطاع غزة والضفة الغربية، أغلقوا مؤسسات الشعب لوحق الوطنيون وطرحت الخطط الأمنية، وأهينت القيادات لتحلق الرؤؤس والشوارب وتعتقل النساء وتقتحم الأفراح وتمنع الرايات الحمساوية في الضفة والفتحاوية في غزة، وترتفع أصوات التخوين، لتكون مقدمة للدوس على كرامة المواطن المثقل بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

كل هذه الممارسات الإجرامية بحق الشعب أضف إليها فعل الاحتلال من عمليات القتل والإبادة في غزة والتوغلات والاعتقالات والاغتيالات في الضفة تعطي صورة واضحة ولكن مؤلمة عما يرتكب بحق الشعب الفلسطيني من قيادته التي، ومع ذلك تحاول القيادة الفلسطينية سواء في غزة أو رام اللة اقنعنا أن الصراع يستهدف مصلحة الشعب وان انعدام البرنامج المشترك وذهاب الديمقراطية وحقوق الإنسان الفلسطيني أدراج الرياح مؤقت وان المفاوضات الميتة قبل أن تولد مجدية وإطلاق الصواريخ التي تفتقر إلى الوحدة والإجماع والإستراتيجية نضالا.

من منطلق لا يصح إلا الصحيح، نحن نتعرض لعملية تضليل من كافة الأطراف المتصارعة، لذلك لا بد من وقفة جماهيرية مدعومة من القوى المناهضة للانقسام،لا بد من استعادة المبادرة وتصويب الأوضاع الداخلية، لا أميل إلى التفاؤل من تدخل القاهرة لحل الخلاف، ولا أميل أن احد الأطراف يحمل نوايا طيبة تجاه الآخر، وكل ما يطرح من تصريحات ما هو إلا شعارات اعتراضية وتكتيكية تهدف إحراج الأخر وقطع الطريق علية، وبناء علية فان الأطراف المتصارعة لن تعود عن سياساتها إلا بخلق واقع مناهض للموجود على الأرض، وبعكس ذلك سنبقى كشعب مجرد قطيع في نظرهم.

ليست هناك تعليقات: