الأحد، يناير 06، 2008

مصداقية العماد عون في حُلته المقاومتية، السورية والإلهية!!!


الياس بجاني
الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية


يقتضي الواجب أن نقدم التهنئة القلبية إلى العماد ميشال عون على نجاحاته وانجازاته الهائلة في مجال تدجين ولبننة سياسة الشقيقة سوريا، خصوصاً وأنها تُوجت قبل أيام بتعينه رسمياً من قِبل وزير خارجيتها وليد المعلم مندوباً لها، وناطقا باسمها، ومفاوضاً ينوب عن جماعتها في لبنان. هنيئاً لنا فقد أصبحت الأوراق السورية والإيرانية في "جيب" العماد، وسوريا اعترفت بالرابية بدل أن تعترف بقصر بعبدا، فماذا نريد أكثر من هذا النصر الكبير!!كما لا بد لنا من الإشادة بالتغيير الجذري في مفاهيم العماد العسكرية والسياسية والتي تحولت معاييرها بقدرة قادر من الأكاديمية والعلم والحقائق، إلى الألوهية و"الأوهام"!!وفي نفس الوقت نشيد بالولاء "الغنمي" للسياديين والأحرار الذين لا يزالون من مؤيدي العماد رغم كل التقلبات والمتغيرات "الإلهية" التي طرأت على سياساته وخطابه وممارساته وشعاراته ومنهجيته الوطنية والدينية والقيمية.هنيئاً للشعب العنيد الذي لا زال يساند هذا القائد "الشارد" في حلته الجديدة، حلة البطريرك السياسي المنقلب على كل تاريخ وثقافة وحضارة وقيم الموارنة، والأصولي المسيحي المتطرف، والخطيب المتفوه بكل ما في قاموس أب اللغة العربية "سيبويه" من مفردات عكاظية وخشبية، والجنرال الإلهي، ونابليون لبنان، والزعيم الأوحد!! عجبي، فالعماد هذا في حلته الجديدة هجر كل ما تعلمه في المعاهد العسكرية وراح يفاخر بانتصار حزب الله الإلهي في حرب تموز قالباً كل المفاهيم والمعايير العسكرية. وهذا بعض ما قاله في هذا الصدد حرفياً في 31/12/2007:
(الوكالة الوطنية للأنباء 31/12/2007/ العماد ميشال عون أمام وفد جبيلي: "نحن لا نزال نعيش أجواء حرب تموز. للمرة الأولى هزمت إسرائيل في بلد صغير اسمه لبنان أمام مجموعة قتالية صغيرة بالنسبة إلى حجمها والشعب اللبناني بتضامنه وبأداء المقاومة السليم انكسرت قوة إسرائيل التي كانت تخوف كل العالم. هذه الخطيئة الكبيرة التي ارتكبناها والتي يجب أن نعاقب عليها".
"ألم تشعروا عندما أتى ابرامز وديفيد ولش إلى لبنان أن مجيئهم يشبه أيام الحرب، وكانوا يزورون فئة من اللبنانيين مؤيدي الحرب. الشعب اللبناني كان يقاوم سياسيا ومعنويا وكان هناك جبهة عسكرية تقاوم في الجنوب، واستطعنا أن نحافظ على وحدة البلد ولم نتركه يتفتت تحت ضغط الطيران. الأفرقاء الذين حاربوا هو المعارضة. أما الفريق الآخر فقد تمادى مع الاعتداء. اليوم قضية نقل الحرب من الحدود الجنوبية إلى الداخل اللبناني لا تزال ماضية. حاولوا إحياءها عندما بدأنا بالإضرابات والاعتصامات وقاموا بها متنقلة، قاموا بأحداث داخلية استطعنا أن نحتويها. اليوم إذا لم يستطيعوا أن يأتوا برئيس يكون استمرارا لهذه الحرب فلن يقبلوا بأي رئيس." "لا أريد أن اسمي الدول التي تحاول أن تقلب الصورة الرائعة التي خرج فيها لبنان عام 2006. انتصر الشعب اللبناني، الشعب الصغير الذي يريدون أن يمرغوه في الوحل ويقولون إن ليس هناك من تعايش ويريدون ضرب وحدته، ويريدون أن يدفعوا بنا إلى التصادم من والى مسار تصعيدي لنخسر المناعة التي حصلنا عليها في الانفتاح والتفاهم".

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، ولأنه من الصعب جداً على أي قائد أو سياسي، ومها علا شأنه الاستمرار بالاستهزاء بذكاء وذاكرة اللبنانيين، سندع العماد عون نفسه يوضح هذا التناقض الكبير في مواقفه لجهة إيمانه المستجد والريائي "بمقاومة" حزب الله وانتصاراته الإلهية، وهو الذي كان اعتبر رسمياً وعلناً أن مقاومة هذا الحزب هي مقاومة تتم بالتراضي مع إسرائيل وعلى حساب أهلنا في الجنوب. علماً أن العماد عون هو من قال سنة 2000 عقب انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني ما حرفيته: "حزب الله لم يحرر الجنوب، بل هو من أخر تحريره 14 سنة، وإن كان حرره فهو حرره من أهله حيث أن الجنوبي موجود في كل بلاد العالم إلا في الجنوب".
رد العماد على نفسه كان نشره في "النشرة اللبنانية" يوم الجمعة 15/8/1997 تحت عنوان "تفاهم نيسان، اتفاق أمني ومقاومة بالتراضي". نترك أمر الحكم على مصداقية مواقف العماد من عدمها للمواطن اللبناني نفسه، وفي أسفل مقالة العماد التي كان كتبها بتأني وعقب تفكير عميق وتحليل علمي ومنطقي بعد مرور أكثر من سنة على توقيع "تفاهم نيسان" بين إسرائيل وحزب الله بإشراف عربي، إيراني ودولي:
تفاهم نيسان، اتفاق أمني ومقاومة بالتراضي
بقلم العماد ميشال عون
"إن المقاومة حقّ لكل مواطن وواجب عليه حتى تحرير أرضه من المحتل، أو حقه من المغتصب.
وتكسب المقاومة مشروعيتها من هذين الهدفين الساميين، وتفقدها إذا ما تحوّلت عنهما لأهداف أخرى.
والمقاومة بطبيعتها هي حرب الضعيف ضدّ القوي، هي حرب الإنسان ضدّ الآلة تتطلب الكثير من التضحيات لتفتح الطريق أمام الحلول المقبولة والمتوازنة، من خلال التفاوض بين الأطراف المتصارعة.
ومع عملية عناقيد الغضب توصّلت الولايات المتحدة مع فرنسا وإيران وسوريا ولبنان وبموافقة "حزب الله" إلى اتفاق عُرف "بتفاهم نيسان".
يعطي الاتفاق في بنده الأول إسرائيل الأمن الشامل والكامل على أراضيها ويجعلها محرّمة على المجموعات المسلحة قصفا واجتيازاً. وبالرغم من أن نصوصه تتكلم عن أمن السكان اللبنانيين، فإن شيئاً ليس مضموناً لأن الأرض اللبنانية أصبحت بموجب هذا الاتفاق ساحة للعمليات الحربية والخطر يتهدد فيها كل مقيم ومتجوّل.
رجال ونساء وأطفال يخرجون صباحاً من منازلهم ولا يعودون إليها، يموتون على الطرقات وما الفرق إذا قضوا برصاصة أو بشظية أو بعبوة.
أما الجدل حول هويتهم الوطنية إذا ما كانوا عملاء أو مقاومين، ليس سوى ملهاة تزيد البلبلة والقلق والفراغ في العقول والمنازل.
ما همّنا من اشترك في وضع التفاهم- الاتفاق، فالأطراف أصحاب العلاقة هم اللبنانيون والإسرائيليون.
والتساؤل الذي يفرض نفسه علينا وعلى كل لبناني هو: كيف تفاوض المقاومة عدوّها وتقبل بشروطه فتصبح مقاومة بالتراضي، كما أنها تعطيه أمناً كاملاً على أراضيه وتجعل من أراضيها جهنماً كاملة؟
شمال إسرائيل يعمر ويزدهر، وجنوب لبنان يُقفر ويفتقر، فعلى من تدور المؤامرة ومن هم أبطالها، ولمصلحة من أن يبقى الفتيل مشتعلاً."

**(النشرة اللبنانية/الجمعة 15/8/1997/ العدد 3)

لقراءة تفاهم نيسان باللغتين العربية والإنكليزية اضغط هنا
http://www.clhrf.com/unresagreements/aprilunderstanding.htm
لقراءة مقالة العماد عون بالإنكليزية اضغط هنا
http://www.10452lccc.com/aoun.elias/fdma970815.html

عنوان الكاتب الألكتروني

ليست هناك تعليقات: