الأربعاء، يناير 16، 2008

أزمة ثقة!!

أسامه طلفاح
فشلت زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى إلى لبنان، حول ما يتعلق بانتخاب رئيس دام انتظاره أكثر من ثلاثة أشهر،و التي جاءت بطرح المبادرة العربية المتمثلة بإرضاء أطراف الصراع اللبناني من أكثرية و مُعارضة.
الأزمة الدائرة اليوم في لبنان ليست فقط أزمة انتخاب رئيس للبنان، بل باتت أزمة إقليمية أكبر من مساحة لبنان، فالكثير من الدول المحيطة و الخارجية تُحبذ أن يكون لها يد في العملية السياسية في لبنان، حيثُ أن الكثير من الأحزاب السياسية في لبنان و غيرها من مسميات القوى تخضع بالأصل لسيطرة خارجية، مما جعل من لبنان بلداً لصراعٍ إقليميٍ كبير.
فجميع الأطراف السياسية في لبنان اليوم، تعمل بإيعازٍ خارجي، و تُخّون بعضها البعض، و تطلق كلّ جهة على الأخرى خطابات كثيرة من مبدأ الخيانة و العمالة لأطراف تسعى لخراب و دمار لبنان، و يجدر الإشارة هنا إلى الدور الذي تلعبه كلّ من سوريا و إيران بدعمهم لصفّ المعارضة، و دور كلّ منهما في العملية السياسية في لبنان و خصوصاًَ بعد "انتصار حزب الله اللبناني على إسرائيل في حرب تموز من العام 2006" .
و تلعب السعودية بمحاذاة مصر و بعض الدول العربية الأخرى دوراً كبيراً بتسوية الوضع في لبنان و الخروج برئيس دام انتظاره كثيراً، و لا يخفى على أحد الموقف السعودي الداعم لقوى 14 آذار.
و تُشارك كلّ من فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية، دعمهما لقوى 14 آذار و تدعو للإسراع بعملية انتخاب رئيس للبنان، و تتخذ أمريكا و مَنْ معها، سوريا و إيران ذريعة لعدم اختيار رئيس لغاية الآن.
كل المطالب و الشروط التي جاءت بها المبادرة العربية و غيرها من المبادرات حول الشأن اللبناني لم تأتي بنتيجة بل زادت حدة الصراع السياسي في لبنان بين فرقاء الساسة اللبنانيين ، فالأزمة الموجودة هي فعلاً ليست أزمة انتخاب رئيس بقدر ما هي أزمة ثقة بين فرقاء الساسة في لبنان، فجميع الأطراف تتهم بعضها البعض بالخيانة و العمالة على حساب لبنان و أهله و شعبه، و حتى لو تم اللجوء إلى اختيار رئيس للبنان في الأيام القليلة القادمة، فإن هذه الأزمة لن تزول و لن تحول دون الدخول إلى صراعات أخرى كثيرة بناءً على قرارات لا تمت لبنان بصلة أصلاً ..
العملية جدّ معقدة اليوم، و الخاسر الوحيد جراء كل ما يحدث هو لبنان و أهله، الأزمة اللبنانية بحاجة إلى أمر أشبه بمعجزة للخروج بأقل الخسائر الممكنة !!
و كلّ ما يجب أن يحدث اليوم هو تنحي أطراف الساسة اللبنانيين لأن أزمة الثقة بين بعضهم البعض لا زالت موجودة و لن تزول لأن الأيدي الخارجية نالت منهم حتى النخاع !!
___________

ليست هناك تعليقات: