الاثنين، يناير 14، 2008

في الشأن اللاجئ: تمخض بوش فولد 150 مليار


عطا مناع
من حيث المبدأ لا يحق لأي كان العبث في قضية اللاجئين الفلسطينيين الذي هجروا من أرضهم بالقوة، وعمليا يعتقد بعض النرجسيين على الساحة الفلسطينية والعربية بحقهم في طرح ما يسمى بالأفكار والمبادرات الغير بريئة لإيجاد حلول تعبر عن فكر مسخ رمى خلف ظهره عملية مستمرة من التراكم الثقافي والنضالي التي شددت على حتمية عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم ولو يعد ألف عام.

العبث بهذا المقدس الفلسطيني عاش مخاضا عسيرا ولا زال، هذا المخاض تمخض عن ولادة شخصيات وشرائح أخذت على عاتقها تقديم خدمات مجانية من شأنها التمهيد لإجهاض المشروع الوطني الفلسطيني القائم على ثوابت واضحة حظيت بالتفاف واسع من الشعب الفلسطيني الذي لم يعرف سوى منظمة التحرير الفلسطينية كاب شرعي لنضاله وطموحاته الوطنية.

ومع الانقلاب الأبيض الذي تعرضت له منظمة التحرير واختراقها من قبل شخصيات وقوى مناهضة لأسباب وجودها، والخلاف على شرعية تمثيلها للشعب الفلسطيني كما تطرح القوى الإسلامية التي نادت بوجودها في اطر المنظمة لندخل دوامة من الصراع والاتفاقيات التي حرفت بوصلة النضال الوطني عن مسارها الحقيقي ولنغرق في وحل الانقسام مما فتح المجال للقوى المتربصة بالشعب الفلسطيني وقواه الوطنية مستعينة بطابور الخامس ومرتزقتها للانقضاض على ثوابتنا.

وطالما أن الأزمة الفلسطينية تجاوزت الحدود المشروعة للاختلاف بين القوى الفلسطينية ، لينطبق عليها القول المأثور" أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، خلافات بدأت تمس مبرر وجود هذه القوى الا وهو الحفاظ على أسباب وجودها في السير بالسفينة الفلسطينية إلى شاطئ الأمان، فمن حق كل فلسطيني أن يقرع ناقوس الخطر ويبدأ يطرح الأسئلة حول ما تشهده الساحة الفلسطينية من صراعات فكرية دموية ستطيح بالمشروع الوطني وتقدمة كوجبة دسمة لمعسكر الأعداء وعلى طبق من ذهب.

لقد أدت التفاعلات الدموية على الساحة الفلسطينية إلى نتائج خطيرة دفعت بالقوى الغربية وبعض العرب وسماسرة الأزمات إلى المس بمقدسات الشعب وبشكل سافر، من خلال ما قاله الرئيس الأمريكي جورج بوش حول يهودية الدولة وشطب قرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية، وليذهب ابعد من ذلك ليقرر التعويض وماهيتة للاجئين الفلسطينيين عندما ذكر على ارض دولة الكويت أنة يحتاج إلى 150 مليار دولار لتعويض اللاجئين الفلسطينيين.

كلاجئ فلسطيني ولد وعاش وقد يموت في المخيم، أقول أن مستر بوش بتصريحه هذا كشف عن ملامح المرحلة الجديدة من الصراع ، وعزز النظرية التي تنادي بعقم المفاوضات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ، وبدد رهان بعض القوى الفلسطينية على الحصان الأمريكي الذي جاء إلى الأرض المحتلة غازيا ومعمقا ومبقيا على أسباب الصراع مع دولة الاحتلال، نافيا حقنا في أرضنا وبصمت النظام العربي الرسمي مقزما طموحنا في بضعة دولارات لا تساوي هي وكنوز الدنيا بعض ما عانينا نحن اللاجئون الفلسطينيون في المنافي والمخيمات، واستباحة الصغير قبل الكبير لدمائنا وكرامتنا في مسلسل من المذابح التي لا تنتهي.

لينادي بوش وصبيانه بالتعويض ليل نهار، وليحتقروا تضحياتنا وليراهنوا على تفريطنا بحقوقنا، إنهم أعداء قضيتنا مهمتم تحويلنا إلى هنود حمر، سيذهبون كغيرهم ممن حاول اللعب بنار حقوقنا، لكن الحلقة المفقودة تتركز فينا نحن كفلسطينيين وهي الرفض للحلول المستوردة والتأكيد على اللا الفلسطينية التي لطالما كانت صمام الأمان لاستمرارية قضيتنا وأسباب وجودنا كشعب تواق للحياة متطلع للمستقبل الوطني، ولكي نواجه دولارات بوش وآلته العسكرية المدمرة علينا أن نقف أمام أنفسنا كفلسطينيين يدعون حرصهم على وطنهم وقضيتهم، وعلينا كلاجئين وخاصة في الوطن المحتل أن نقرأ المرحلة بتمعن ونقرا مابين السطور ونتطلع لشعار العودة ونحوله لكيان تجري في عروقه الدماء في ممارسة يومية متفاعلة مع الأجيال المتلاحقة.

المطلوب من اللاجئين على اعتبارهم الشريحة الأوسع في المجتمع الفلسطيني أن يضعوا السلاح جانبا ولا يرفعوه في وجه الفلسطيني، علينا التمرد على سياسة الهراوة المعتمدة في غزة ورام اللة ، نحن الحلقة المفقودة في الصراع الفلسطيني الداخلي، ونحن الأكثر تضررا من الاقتتال والانقسام الداخلي، نحن المتضررين من السياسة الأمريكية التي أعلنت الحرب على حقنا في عودتنا، آن الأوان أن نقول كلمتنا ونرفع صوتنا من اجل تصويب الأوضاع كل من موقعة، ألان وبالضرورة أن تكسر أقفال السجون في غزة ورام اللة، وإعلان العصيان في وجه التعليمات التي تتناقض مع مصلحتنا الوطنية، اعتقد إن هذه الجزئية مركزية وسأفرد لها مساحة أوسع في معالجتي للشأن اللاجئ وإلقاء الضوء على التفاعلات الوطنية والإنسانية والطبقية والنفسية على رحلة طويلة من المعاناة عاشها الملايين من الفلسطينيين الذي شردوا عن أرضهم عام 1948، معاناة لن يفهما الرئيس الأمريكي الذي قد يكون اخذ موافقة مبدئية من أبناء جلدتنا على مقايضة دمنا وعودتنا بدولاراته.

ليست هناك تعليقات: