السبت، يناير 12، 2008

13 يناير أحداث لا تنسى !!

عادل السيــاغي
adelsyaghi@hotmail.com

ّاّاّاّاّاّاّاّه يا عدن ما فعلت بك عشر يناير السوداء ..
من 13 يناير وحتى 23 من الشهر المشؤوم نفسه عاشت عدن لا ترى غير الجحيم والنار والدمار والدخان والجثث والأشلاء مبعثرة متناثرة كأنها قطيع من الحيوانات النافقة جراء تلوث بيئي ما ! وكان ذاك تلوث أيضاً ولكن من تعمد وعن قصد ولأطماع دنيئة خسيسة من صنع بعض من بني البشر. كانت عدن لا ترى غير الدماء والدماء والدماء وهذا ما عشقه ( الطغمه ، الزمرة ) وكانت عدن أشبه بمقديشو الآن ما لم تكن الأخيرة أحسن حالاً منها !!
والمحصلة ..!! مفقودون ومعاقون وأحياء ميتون هذا هو الحال الذي كانت عليه بنت اليمن الباسمة والثغر الضحوك. لقد كان في عدن كل شيء أسود مياه الشرب والنهار والمنازل والليل والدخان كان أسود . كان البحر أيضاً أسود بلون وطعم الدماء . اّاّاّاّه يا عدن .
ولكن اليوم وعند كتابتي لهذه الذكرى الأليمة الحزينة على قلب كل يمني يخرج من أسطري بعض الأسرار لما بعد الأحداث. لم يكن لدي أحد كأب أو أخ أو أي قريب أنادمه الأسى وأبكيه حتى العمى. لا فكل عدن أهلي ووطني . وما ذكرته بعالي الأسطر كانت رواية المرحوم/ توفيق العوبلي الذي كان تلك الأيام محسوب على الزمرة فقد كان الرجل مسئولاَ إعلامياً عن صحيفة ( الجهاد ) والتي كانت تطبع في صنعاء بشكل وصفة سرية للغاية. كانت الصحيفة المزعومة لسان حال الزمرة وتعمل من صنعاء بعد هزيمة ( علي ناصر محمد ) وزمرته ودحرهم إلى صنعاء.تلكم الحرب التي قضى بسببها ما يزيد عن العشرون ألف رجل في عشرة أيام ..!!! هؤلاء الصناديد من خيرة وأشجع وأمهر الخبرات من الرجال العسكريين من الطرفين ناهيك عن الضحايا الأبرياء وما حل بهم من تنكيل وذبح على الهوية المناطقية ! من المدنيين والمناصرين.
وبالعودة إلى موضوع صحيفة ( الجهاد ) بالتأكيد كان لنظام صنعاء ضلع أساسي فيها بل أتت التوجيهات من أعلى رجل امني حينها تابع لنظام الرئاسة مباشرة ( اللواء غالب القمش ) رئيس جهاز الأمن الوطني ( الأمن السياسي ) حالياً . أصدر توجيهه إلى مالك أحدى المطابع الأهلية آنذاك بالأمر المباشر لطبعها بصفة سرية جداَ بأمر رئاسي. فنفذ المطبعجي الأمر وقام بالعمل اللازم للطباعة بإشراف مباشر من توفيق العوبلي.. كانت ( الجهاد ) جل همها التحفيز والتحريض وتشجيع من بقى من زمرة علي ناصر في عدن على مقارعة النظام في عدن بقيادة علي البيض وطغمته بالطبع أو هكذا كانو يتنادوا في منابر الحرب والسلم واللاحرب واللا سلم !!!..
الصلح خير ..
تردد في همس وفي صمت أحياناً عن مساعي للتسامح والتصالح بين طرفي الحرب الأهلية والتي لا أفضل لها هذه التسمية وكما ذكر ( ونستون تشرشل ) في كتابه الشهير الحرب العالمية الثانية واصفاً الحرب عندما طلبه رئيس الوزراء ( روزفلت ) علناً وضع وصف ما للحرب إجابة تشرشل ( الحرب ليست ضرورية ) !! . ومن هنا من ثقافة تشرشل ووصفه للحرب لا يليق أن نسمي ما جرى في عدن ( حرب ) بل هي ( مجزرة بشرية بدم مثلج ليس ببارد ) !!!
ونلاحظ أن أعداء الأمس يطلبون سماح اليوم وتصالح الأحلاف !!!! . والأغراض مع الأسف خبيثة جداً إذا ما صح وصدق ( المصدر الخاص ) الذي وعلى مدار الشهر ينقل لي ما يتم في دهاليز نواياهم .. ولكني أفترض النوايا الحسنة لدى جميعهم. وأختلق لهم أعذار مساندة..
لربما من الأسباب : تخاصم السلطة مع الشعب والمعارضة وخلق واقع جديد مستغلين تأزم الشعب لهذا الوضع السيئ للغاية فوجدوا خير طريق ولو ضيق ينفذون منه إلى الداخل الإنساني للشعب ويعزفوا على هذا الوتر المترنح.!!
وقد يكون من الأسباب أيضاً عنصرية الحاكم واستثاره بكل شيء وعدم ثقته بكل شيء أيضاً كإدارة أبناء المحافظات الشمالية للمحافظات الجنوبية وكذالك أبناء محافظات الشمال في محافظات الشمال أيضاً بمعنى لم يتبعوا سياسة التناقل !! فهل يعقل أن لا احد من كوادر الحاكم ثقة لنيل درجة قيادية من أبناء محافظات الجنوب.ولعل أن من الأسباب كما يروج البعض هو عائد لعدم اقتسام الثروة بشكل عادل وطبيعي بمعنى أن خير المحافظة لا يأتي ريعه الأكثر لها . ولا شك أن الأوضاع المعيشية لها الدور الأساسي في كل هذه الإعتصامات والمسيرات فالغلاء وحده يكفل للمرء أن يقتل أو يسرق إذا ما وجد ما يسد حاجته وأبناءه.
بل اعتقد جازماً أنها حافز رئيسي لكل هذا التحرك. والمتابع يلحظ تطابق قيادات سابقة في الإشتراكي مع الداخل لنفس النبرة والمطالب والرغبات. ومن يقلد من لا أعلم وإن كان قد أكد مصدري أنها قيادات الخارج فلا ضير ولا إعتراض فكلنا أبناء هذا الوطن ويهمنا توافق الجميع على العيش بسلام اّمنين. على ديارنا وأهلنا .
ويقول قائل أن السبب الرئيسي هو وجود خيوط لاعبين دوليين في السياسة الدولية العالمية كتلك التي يلعبها المافيا. ولا يستثنى أحداً هنا فالكل يريد إثبات مهاراته في فن السياسة. عرباً أمريكان او إسرائيليين ولما لا قد يهمها أمر هذا التصالح والتسامح . أو أو أو .. .. .. .. !!!!!!
ولكنني وما يهمني هنا في هذا كله هو حقوق الإنسان الذي انتهك دمه وماله وعرضه وهذا ما يثير حساسيتي !!
أين حقوق الضحايا يا دعاة الصلح والسمح ؟؟؟؟ أين مطالبهم في مهرجانكم ؟؟؟؟؟؟؟ أين مات فلان وكيف ولماذا ؟؟؟؟ أين مصيرهم كل من سفك دمه وماذا عنه أين دفنوا ؟؟؟؟
إن هذه الحرب القذرة والأقذر منها رعاتها من س ، ص لن توقفوا مطالب أهل الشهداء بمجرد تجمهر في ساحة بخور مكسر !! لأنه يجب أن يعلم أهل المفقودين أين مصير أبنائهم أو ما هو الحق المناسب لتعويضهم إذا ما أعفو عن دماء أبنائهم!
أيعقل أن اقتل الآلاف بدم ( مثلج )وأقدم على جمهرة الناس لإعلان طلب السماح والصلح !!! بأي منطق بشري آو حتى حيواني يعقل مثل هذا الهراء!! كما ويجب أن يردوا رعاة الحرب عن أسأله المكلومين من أسر المفقودين وكذالك الجرحي والمعاقين .وإن لم يجرؤ احد في فترة زمنية معينة على سؤالكم فالحال تبدل لأن السبب قد زال والبطش والفتك بالناس وأعراضهم قد تلاشى لكنه لم ينسى وباقي ما بقيتم ! وقد وعد العديد حسب ما وصلني مؤخراً انهم ينوون رفع قضايا في المحاكم المحلية اولاَ ودعمها بالتدويل العالمي لمناصرتهم دولياً. وهذا بداية الألف ميل.
ليعلم الجميع احقيته في طلباته ونعلم من الشخص المسؤول في تلك الأحداث المريرة وإن كان البعض يلوح ويهتف بحياة علي ناصر من أبناء أبين فكذالك أبناء الضالع يتهمون الرجل ذاته بأنه من أشعل الشرارة الأولى وقتل ( فتاح وعنتر ) وأنه من صفاهم غدراً .
ومن جهة أخرى يهتف هاتف من بعيد بصوت عال أن من ضمن الأسباب تمزيق وحدة ارض وشعب اليمن . ولوحظ ان من بالداخل قد بدأ فعلياً بالعزف والغناء على ( ليلاه ) . وللأمانة والتاريخ لا أجد حرجاً في نفسي أن أحمل المسؤولية كاملةًَ لـــ علي عبدالله صالح . لإساءته قيادة اليمن..!!
ومما يثير قلقي هذه الأقلام التي لا قيمة لها سوى ثمن القلم الذي يكتب تلك الكلمات المتباكية على ما يسمي قضية ( الجنوب ) . فهناك بالأمس من يدعوا إلى عضوية في تياره .وآّخر أجد عنده تأصيل وتفصيل لهوية أبناءنا وأهلونا في الجنوب وقد أنكر عليهم عروبتهم وأصلهم إلى صوماليين وهنود للأسف !! ماذا دهاكم يا هؤلاء هل لأن بابا علي قطع عنكم المصروف انقلبتم على أعقابكم ؟!
وأقول لدعاة الانفصال اليوم في هذا الوقت الصعيب والحساس جداً لن نبالي بالتضحية مجدداً لدحركم والقضاء على مخططاتكم ..

ليست هناك تعليقات: