الاثنين، نوفمبر 12، 2007

لبـنان ليس سلعة تجارة فينيقية!


لاحظ س. حداد
صاحب النيافة، غبطة أبينا البطريرك،
مار نصرالله بطرس صفير رعاكم الله
الصرح البطريكي _ بكركي / لبنان

تحية مثلثة

إن لبنان هيكل كنيستنا اللبنانية جعلوا منه مغارةَ سماسرة وتجار سياسة حتى يكاد يفرغ من أجياله ومعنى وجوده! ً

الناصري لم ينظر إلى تعدد جنسيات مُشوهي الهيكل بل انهال على الجميع بسوط الردع الغاضب قالباً موائد الصيارفة والمرابين طارداً الجميع خارج بيت أبيه!.

غبطتكم، مَن لهُ أُعطِيّ مجدُ لبنان، آن لكم أن تحلّوا ما جدَلتم حول وسطكم من مسوح، تقشّفاً صبوراً،
وتنهالوا على العاقّينَ من أبناء مارون أولاً والمتبنّين تالياً، حتى يستردوا رشدهم ويبتعدوا وزبانيتهم عن أرضٍ قدستها دماءُ الشهداء والأبرار، من أخامص وديانه إلى علياء شموخ أرزه حيث تجلى هو وارتفع!

لبنان كلُّه اليوم، مقيماً ومتغرّباً، ينظر إليكم آملاً الفرج.. إنها وديعةُ التاريخ، منذُ أن تولّيتُم كرسي يوحنا مارون،
تودَع بين أيديكم طلبةَ حلٍّ لأزمةٍ تجاوزت جميع معايير الولاء للوطن والانتماء للأديان.. أزمـة الوطن المعذّب!

إن توجُّهَ الجميع، محليين ودوليين- دون الخوارج، إلى كنَف صرحكم يستصرخون أبانا الذي في بكركي؛
لَ.. هو نداءٌ جدير بالتلبية!

إن الدعوات الوفاق والتوافق حول شخص رئيس الجمهورية، من هنا وهنا، تترافق من هنا بشروط أخوية ومن هنالك بشروط شقيقة.. والاثنان يربطان ذاتيهما إلى نهجين مختلفين لا يتلاقيان قط ما لم يُزل من ذهنية أصحابهما ذوائب الشخصانية والفئوية، والإلتقاء حول ثوابت بكركي التي ما كانت إلاّ لتأكد جميع المسلمات الوطنية.

الخَطْبُ، في استغلال دكتاتورية القوة والابتعاد عن ممارسة الديمقراطية، سيكون جللاً!

أن استمرار معالجة الأزمة، مع مواصلة تأزيمها، دون رادع من ضمير وطني، يزيد من طينة الخطر بلّة..
وكأنما ما يتصارعون من أجل السيطرة على نظامه، يخص شعباً يعيش في كوكبٍ آخر!
اللبنانيون في العالم، لاسيما أبناء مارون، باتوا في شكٍ مُحبِط من يقظة أهل السياسة لما يقودون الوطن إليه..
وخشيتهم أن يتحوّل الوطن إلى ساحة جهادٍ متجدد لا تنقصهم تجاربه.. لقد أنهكتهم أخبار ذوي القربى عما يعانون من مناورات أهل السياسة وباتوا على قابِ قوسٍ واحد من اليأس ولم يعد أمامهم بطلٌ قوميٌّ ينتظرون الفرج على يديه..
صاحب الغبظة،
مع كل ما فيها من تداعيات بعيدة المدى، فلا بدَّ من مَخرج يأتي ممن أودعه اللبنانيون ثقةً وبايعوه اختياراً..
ثقةٌ تعبّر بصدق عن أيمان بمَن كانت على يديه أول مصالحة وطنية حقيقية.. فهلاّ بادرتم سيدنا!
شرطٌ مُلزم تفرضونه على أهل السياسة ومعهم جميع من يطالبونكم إهدائهم رئيساً للجمهورية، هو أن تُلغى من تاريخ لبنان، الذي سيُدرّس لأجيالنا، تفاصيل هذه الأزمة المفتعلة لئلا يحملوا تفاحة آدم جديدة تذكاراً لتنكّر أهل السياسة لمصلحة وطنهم فلربما يغفر من يعيش طويلاً مآسي هذه الأزمة.
شرطٌ آخر تُكتب نصوصُه ويُمهر بتواقيع جميع القادة السياسيين بالموافقة المُسبَقة على من ستهدونهم أياه رئيساً مع وعدٍ بالتعاون التام معه ووفق آليةِ تنفيذٍ، تنهض بالبلاد، ولا تقف بمحازاة المحاور الغريبة، عربية، أعجمية أو أجنبية..

إن النهج الجديد يجب أن يبنى على ثوابتَ أرسيتموها في ندائكم الشهير.. ثوابت اشتملت على كافة السلمات الوطنية ولا تحتاج إلاّ إلى أن تثبّت في بيانٍ وزاري يفترض بالرئيس والوزراء تنفيذه دونما حاجة إلى تفسير وتعليل، ولا يعتمد غوغائية المغالات والمحابات والادعاءات أو البطولة أو الرضوخ، إذ أن الجميع ملزمٌ وملتزمٌ به.

مواضيع الخلاف بين افرقاء نزاع اليوم، مهما شابهة من مبالغة، تبقى ذات روحية وطنية يمكن معالجتها بذات الروحية متى ارتقت إلى المستوى الوطني المطلوب والمرغوب.. وهذه تنقسم إلى مواضيع خمس بإمكان مجلس وزراء إءتلافي مصغَّر أن يتولى تنفيذها، وبحسب أولياتها، هي:

1) استراتيجية الدفاع الوطني يتولى وزير الدفاع، بمعاونة لجنة خاصة، وضع أسسها.. ربما بإنشاء لواءٍ جديد يحمل اسم: لواء حرس الحدودأو الحرس الوطني ويستوعب أولئك المنضوين في الأحزاب اللبنانية.. هذا بالطبع لن يُنهي دور سلاح المقاومة بل يُشرّعُ استعماله
تحت قيادة وبإمرة الجيش اللبناني..

2) العلاقة مع سوريا هذه لا تستوجب سوى إقرار الجميع بوجوب اعتبار سوريا " الدولة الأكثر رعاية " شريطة مبادرة هذه الأخيرة إلى توثيق اعترافها بالدولة اللبنانية وترسيم حدودهما المشتركة بما فيها مزارع شبعا..

3) القرارت الدولية إن التزام تنفيذ القرارات الدولية يجب أن يكون عاملاً مسهِّلاً لاستقرار البلاد سيما بعد استتباب العلاقة مع سوريا.. وهذا سوف يُلزم إسرائيل إنهاء وتيرة اعتداءاتها على لبنان بحجج متعددة تتلطى خلف ادعاءات مختلفة وبالتالي،إلزامها بالعودة إلى
خط الهدنة الدولية.

4) التوطين... إن القرارات الدولية والقرارات الحكومية الثابتة والمثبّتة، كما الدستور اللبناني، جميعها تأكد رفض توطين الفلسطينيين.. فلا مندوحة للوزارة الجديدة من استكمال المساعي التي باشرتها مع القيادات الفلسطينية في خصوص السلاح المتواجد في المخيمات ومنع تكرار ما جرى في مخيّم نهر البارد..

5) الإصلاح والتغيير بعد استتباب الوضع السياسي يمكن المباشرة فوراً في عملية إصلاح المؤسسات والإدارة واسترجاع حقوق الجميع، مذاهب وطوائف وأفراد، ونبذ كل ما علق بهذه المؤسسات من فساد خلّفته سنون الهيمنة السورية والغوغائية السياسية المحلية.
هذه باختصار شديد أهم العناوين التي سيترتب على الرئيس المنتخب والحكومة الجديدة القيام به في خطواتها الأولى نحو قيام جمهورية الاستقلال الثاني.. وهذا ما يطالب اللبنانيون بتحقيقه كي يتأكد استقرار بلدهم وينهض اقتصادهم الحر من جديد فيسترجعوا دورهم في المنطقة بأكملها بعد أن تخلوا عنه طويلاً حتى بتنا نشك بأن إطالة أمد الحروب والأزمات التي حاقت بالوطن كانت من تخطيط العديد من دول المنطقة وفي مقدمهما إسرائيل..

صاحب الغبطة،
هذا سمحنا للنفس إبداء الرأي فيه مخرجاً للأزمة الحالية مع إلحاحنا على أن توجّه هديتكم عبر رئيس البلاد، حفظاً لمقام الرئاسة، إلى المجلس النيابي وليس لأي طرفٍ من الأطراف.. لعلنا، سيدنا، نقرع باب الفرج بعيداً عن تدخلات أصحاب النوايا الحسنة مع كامل التقدير لمساعيهم.. وننصف اللبنانيين وينتصر وطن الأوطان لبنان!

صانك الله لبـنان

رئيس الرابطة المارونية اللبنانية / نيوزيلندا

ليست هناك تعليقات: