الاثنين، نوفمبر 12، 2007

ياسر عرفات أمة في رجل

محمد داود
هو الزمان والمكان والقرية والمدينة والمخيم والزعيم الروحي هو أبو فلسطين معتمراً كوفيته التي تأخذ شكل خارطة فلسطين وبزته العسكرية التي هي رمز العزة، ورمز القضية المستحيل التي كانت حرية فلسطين وشعبها هاجساً كبيراً في حركاته وتحالفاته وحربه وسلامه عبر مراحله النضالية الطويلة التي قاربت من نصف قرن، حيث كان لديه متسع من الخلاف والاختلاف، ممتلكاً القدرة على التمسك بالصواب والعودة عن الخطأ، محترماً في ذلك رأي معارضيه، دون أن يولي لهم حقد أو ضغينة فقد كان صاحب نظريات الأبواب والأفاق المفتوحة للجميع لمن يرغب الدخول للسلطة الوطنية أو منظمة التحرير الفلسطينية أو عبر مؤسساتهما مدركاً تمام المعرفة لواجباته تجاه شعبه مولياً أهمية كبرى للوحدة الوطنية كونها الطريق الوحيد لاسترداد حقوقنا الوطنية.
بالتأكيد هكذا هم أبناء فتح الذين نشئوا على يد المؤسس والمعلم ألأول "الشهيد الخالد ياسر عرفات" الذي علمهم نمط الحياة الاعتيادية متسامحين متحابين ومتدينين ومتعصبين، وعلمانيين تجدهم يجاملون كافة الطوائف والديانات السماوية والأحزاب دون تميز بين هذا وذاك رغم كل الرياح والتقلبات،،، هكذا أمتلك أبو عمار سمات الزعامة على أرضية الفعل النضالي في عمق الجغرافية الطبيعية والسياسية الفلسطينية والدولية، فقد كان البيت الفلسطيني وشرعية القرار في حال حدوث مكروه لا قدر الله.
تأتي اليوم هذه الذكرى الغالية على نفوسنا ونحن نستذكر مقولة شهيدنا الخالد" لقد خضنا أطول ثورة في العصر الحديث والتي امتدت أعناقها وجذورها، في كل مكان في العالم، لذا لا يستطيع كان من كان أن يزيل وجودنا عن هذه الأرض المقدسة"، كما نستذكر شعارك الدائم "ليس منا وليس فينا من يفرط بذرة تراب من أرض فلسطين"
فكم مرة قتلت فلسطين وكم من مرة قتلت، ولكنك لم تمت كشعبها العظيم، لأنك موسوعة فن البقاء، عندما أنقسم الوطن من نكبة اغتصاب فلسطين عام 1948م ، وعدوان عام 1956 ثم هزيمة الجيوش العربية عام 1967م، ومن بين مأساة أيلول الأسود وحصار بيروت وصبرا وشاتيلا، إلى حصارك في رام الله، مروراً بعشرات المحاولات الفاشلة التي كُنت تخرج منها كالسور الشامخ برعاية الله، ولكن إرادة الله فاقت عنادك وإصرارك بأن ترحل بخطاب إعلامي وتاريخي كبير... يا من عز نظيرك في هذا الزمن الرقيق، رحلت عنا وجملة من ألأسئلة عالقة حول حقيقة رحيلك...، نعم رحلت ونستذكر أصوات الباكين حسرة وألماً عندما لبست فلسطين ثوب الحداد، نستذكر ونحن ما أحوجنا إليك كي تعزز وحدتنا الوطنية، التي نستشعر بأهميتها في هذه اللحظات التاريخية والمصيرية من تاريخ شعبنا، نحو تحقيق آمالك التي وضعتنا على أبوابها.
فرحلت شهيداً وأنت مؤمناً ومطمئناً على سلامة شعبك بإخلاص ووحدته الوطنية التي نشعر بأهميتها في هذه اللحظات التاريخية والمصيرية من تاريخ شعبنا، نحو تحقيق أمالك التي وضعتنا على أبوابها نحو استكمال مشوارك وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف التي هي حلم ونهج كل فلسطيني ضمن دولة تسودها العدالة والديمقراطية على مختلف مؤسساتها،،، دولة القانون الواحد ترفع علم الجميع في ظل علم واحد، هي سلطتنا الوطنية الفلسطينية ورئيسها المنتخب من قبل جماهيرنا الفلسطينية لنكمل مشوارك ومشوار من سبقونا نحو تحقيق الحلم الفلسطيني الكامل دون كلل أو ملل رغم المراوغات والحجج الإسرائيلية "شاء من شاء وأبى من أبى"

كاتب وباحث

ليست هناك تعليقات: