الأربعاء، نوفمبر 14، 2007

معارضة أم ببغاوات ؟

سعيد علم الدين
حقل السياسة والصعود إلى جبل الزعامة ليس بالأمر السهل. وليس المهم أن يرث الوريث الجبل إنما الأهم أن يحافظ عليه.
إحدى ميزات السياسي للعمل في هذا الحقل أمورٌ كثيرةٌ منها على سبيل المثال: النباهة الفكرية النابعة من تفكير وطني سليم، القناعات الصحيحة المقْنعةُ للرأي العام والمنبعثةُ من ذاته، والتي تؤدي بالتالي إلى الطرح المنطقي الواضح الصادق الهادئ الواثق من نفسه في إقناع الآخرين.
ولهذا فعندما يتلقى السياسي أو الذي يعتبر نفسه زعيما الأوامر والتوجيهات من الخارج يصبح أسير هذه الأوامر مقيداً بها، خنوعاً لهذه التوجيهات لا يستطيع الخروج عنها، وبالتالي يهوي من قمة جبل الزعامة إلى قعر وادي العمالة السحيق.
أي يصبح كالببغاء يردد ما يسمع، ويكرر ما يقول، ولا يدري ماذا يقول، وإن فكر قليلا بما يقول أخذه الذهول.
إلا أنه سيتغاضى عن ذهوله ويبرره كالعادة بمختلف التبريرات الجاهزة، كيف لا والأمرُ هو لسيده العالي و مرشده الآمر الوالي.
فإن قال مثلا المرشد الصفوي خامنيئ عن حكومة السنيورة أنها حكومة أذلاء وعملاء للأمريكان ردد الببغاوات ذلك دون أدنى تفكير في لبنان. وإن كشر عن أنيابه في وجه الأكثرية النيابية بشار كشروا عن أنيابهم وأضراسهم العملاء الصغار. وإن فجر بشار واغتال الأحرار من قوى 14 آذار انبرت ألسنة العملاء بالدفاع عنه وتبرئته بمختلف الأعذار.
والعميل هنا لا يتراجع عن أقواله وسيدافع عنها فهو عميل ومهما كان حجمه كبيرا في نظر أزلامه ومناصريه يظل صغيرا في نظر الشعب والنخبة المثقفة والرأي العام.
ولهذا فبالنسبة لمن سمت نفسها معارضة ما هي في الحقيقة سوى مجموعة ببغاوات بأحجام تردد ما يومئُ لها به أسيادها من الخارج. لا يوجد أي فكر منير يقودها أو إبداع خلاق يحركها أو خير يجمعها وإن اجتمعت للتآمر ونشر الخراب وتحقيق مآرب أسيادها ومصالح مرشدها في الإرهاب. وما يقوله في هذا الصدد نصر الله يردده في نفس اليوم عون، وما يقوله فرنجية كان قد قاله وهاب، وما يصرح به أرسلان أتخمه هرطقة حسين الحاج حسن، وما يثرثره لحود يؤكده على نفس كرامي.
وعمر كرامي الذي ورث جبل زعامة بطل الاستقلال عبد الحميد هبط إلى سحيق العمالة وأضاعها متحولا إلى خيال لحسن نصر الله في الشمال.
وردا على سؤال حول خطاب نصر الله المفجع والمخجل بحق صاحبه الامين العام لـ"حزب الله"، قال كرامي بعد أن حفظ الدرس: "يبدو ان الموالاة تتوهم بأنها تستطيع ان تخطف الاستحقاق الرئاسي، خطفت في السابق الاستحقاقات التي تتعلق بالحكومة والمحكمة وبغيرها من الامور.
هذا ليس كلام أبناء زعماء بل وللأسف كلام عملاء صغار أمام حكومة وطنية تقدم الشهداء دفاعا عن لبنان لكي لا يخطفه نصر الله من أهله ويسلمه على طبق من فضة أو تنك للمرشد الوالي والسيد العالي!
ماذا خطفت الحكومة المحاصرة منذ أكثر من سنةٍ يا افندي طرابلس؟ أصلاً هل تستطيع الحكومة أن تخطف وهي تقاوم صامدة لينتصر القرار الوطني الحر؟ ما حققته الحكومة هو انتصار لدماء الأبرياء التي أريقت في عهد حكومتك يا أفندي طرابلس؟
لقد حولت جبل الزعامة الذي ورثته عن والدك إلى سهل وضيع منبطح أمام جوقة العملاء!
ومن خطف رئيس مجلس النواب الذي أصبح أسير عين التينة الحزينة؟
ومن تحايل وتآمر وأضاع الوقت وأغلق مجلس النواب ليخطف المحكمة ويسلمها للقاتل ويقضي على أمال اللبنانيين في معرفة الحقيقة؟
حقا الي استحوا ماتوا!
ولكن ما العمل عند يطق عند البعض عرق الخجل؟

ليست هناك تعليقات: