الاثنين، نوفمبر 19، 2007

وتقدّرون فتضحك الأقدار


سعدي يوسف

الحوار المتمدن

الجنرال جوني أبو زيد ، المرتزِق اللبناني ، الملقّب " العربيّ المجنون " ، والقائد العسكريّ الأعلى مَرتبةً بعد الجنرال تومي فرانكس ، في العراق المحتلّ ...

هذا الجنرال المرتزِق ، تقاعدَ ، أسوةً بمن كان آمرَهُ ، أي ، تومي فرانكس . ويبدو أن المتقاعد يكتسب فجأةً موهبةَ الحديث أو الكتابة .

تومي فرانكس أصدر كتاباً عن حـربه الخاطفة في بلاد ما بين النهرَين . أمّا أبو زيد فقد أكثرَ من التصريح والتلميح .

ومن بين تصريحاته الأكثر إثارةً قولُهُ إن على الولايات المتحدة الإبقاء على تواجدها العسكريّ في العراق لمدةٍ تتراوح بين أربعين وخمسين عاماً .

ليس من غرابةٍ في هذا القول ، فالتاريخ الاستعماري للولايات المتحدة ( حتى القريب منه ) يؤكـد ما قاله الجنرالُ المرتزِق ، وأمامنا أمثلةُ اليابان وألمانيا والفلبين ...

محلّياً يحمل التصريحُ مؤشرَين :

أوّلُهُما - النسيان الكامل لأكذوبة " التحرير " .

وثانيهما - وضعُ الإدارةِ المحليةِ العراقيةِ موضعَها ، باعتبارها إدارةً تابعةً تماماً للاحتلال .

*لكن ثمّتَ أموراً تجعلُ الـحُـلمَ بالبقاء المديد أكثرَ تعقيداً مما يُظَن ّ .

من هذه الأمور أن الرفض الشعبيّ للاحتلال وإدارته يزداد عمقاً وإصراراً ، كما يزداد تنوّعاً في أساليبه .

ومنها أن الشعب الأميركيّ نفسه ضاق ذرعاً بهذه الحرب التي تبدو بلا نهاية حتى بـعد الأعوام الأربعين للـمرتزِق اللبناني .

ومنها أن إدارة بوش ذاهبةٌ إلى الجحيم بعد أشهر معدودات .

وفي ساحة " اليونيون سكوَير " بنيويورك ، تجري منذ الآن الاستعدادات للاحتفال برحيل جورج دبليو بوش إلى أتربةِ النسيان .

*المشكلة تظل مع الوكلاء المحليين .

بعضُهم ( الأشد تفاؤلاً وغباءً ) خطّطَ لولاية حفيده .

وبعضُهم خطّطَ لولاية ابنــهِ .

وبعضُهم خطّطَ لهروبٍ مريحٍ واستمتاعٍ بممتلكات الخارج .

*يا للبؤس !الهاشميون في العراق خطّطوا للأحفاد .

صدّام حسين خطّط للأولاد .

أمّا ممتلكات الخارج فلسوف تعادُ إلى الـمِـلْكية العامّة للشعب العراقيّ بعد التحرير الذي يقتربُ حثيثاً

.لندن

ليست هناك تعليقات: