الثلاثاء، يونيو 02، 2009

وهل حقا لبنان بين مشروعين؟

سعيد علم الدين
إنها معركة كسر عظم أيها اللبنانيون، فكسروا عظامهم حضاريا ديمقراطيا في صناديق الاقتراع قبل أن يتابعوا تكسير عظام لبنانكم العظيم هؤلاء الشموليون الرعاع.
هم يريدون تدمير ديمقراطيتكم الفذة، لان العبودية مرتعهم والحرية ترعبهم والفكر المقنع ينقصهم. فانتفضوا في وجوههم حفاظا على نظامكم الديمقراطي الذي رغم شوائبه يبقى رائدا للديمقراطية والحرية في الشرق عامة.
المعركة النيابية لانتخابات عام 2009 قد استعر في الاسبوع الأخير اوارها وستكون معركة كسر عظم مصيرية لا هوادة فيها:
بين لبنان الديمقراطي التعددي العربي سيد داره، الحر المستقل بقراره، والمنسجم مع ذاته وتاريخ عيشه المشترك ممثلا بقوى 14 آذار، حيث لا دول ولا دويلات تسود عليه، ولا مربعات ولا أحزاب ومنظمات وميليشيات وزعران وتجار مخدرات تخرج عن سلطة القانون فوق أرضه،
وبين لبنان الاستبدادي الشمولي المذهبي الارهابي الخانع التابع الذليل للمحور الايراني السوري ممثلا بجماعات 8 اذار.
المعركة ستكون مصيرية لتحديد مستقبل هذا اللبنان لسنين عديدة وربما لعقود كوطن ديمقراطي تعددي عربي حر مستقل، او كنظام استبدادي شمولي مخابراتي على شاكلة نظامي سوريا وايران المنبوذين والمحاصرين والمنعزلين والمحشورين عالميا.
هل تريدون للبنان ان ينبذ ويعزل ويحاصر ويخنق وربما يتلاشى تحت ضربات المتآمرين الحاقدين؟
وهل حقا لبنان بين مشروعين؟
ام ان هناك مشروعا واحدا نابعا من صميم ارادة الشعب اللبناني والباقي شعارات كاذبة، ومتاجرات رخيصة بدمائكم ومؤامرات مستمرة على ابقاء لبنانكم شجرة يابسة لنعيق بوم الرابية وباقي الغربان، وساحة مفتوحة لصراع الثيران حتى آخر الزمان لينسحق تحت اقدامهم وتتحقق أحلام بشار سوريا ونجاد ايران في المجابهة والممانعة والمصارعة والتفاوض على حساب هذا الوطن المغلوب على أمره.
لا يوجد في لبنان مشروعان، وانما فقط مشروع واحد يتعرض للتخريب المستمر، والعرقلة الدائمة، والمواجهة الشرسة حتى الاختناق من قبل الثورة المضادة لأصحاب اللامشروع ومنذ نهاية حرب تموز عام 2006؟
فكلمة مشروع تحمل في طياتها دائما التعبير عن القيام بعمل انتاجي زراعي اعماري استثماري، وعلى المستوى الوطني السياسي مشروع قيام دولة بمؤسساتها الديمقراطية من تحت الركام وكما فعل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مشروعه الضخم اعادة اعمار بيروت ولبنان.
أما أصحاب اللامشروع فهم يعملون العكس من خلال عمل تخريبي هدامي تدميري عنفي فوضوي لا وطني، أي ابقاء هذه الدولة تحت الركام ليستطيعوا فرض أجندة أسيادهم عليها.
فمنذ نهاية حرب تموز التي افتعلها حزب الله بخطف الجثتين للجنديين الاسرائيليين والتي دمرت لبنان وزلزلت مفاصله وقطعت اوصاله وشردت شعبه وقتلت وجرحت الالاف،
عَبَّرَ هذا الحزب الناكر للجميل عن امتنانه لوقوف الشعب والجيش والدولة والحكومة الى جانبه في ساعة الشدة بالارتداد عليهم وعلى ابشع الصور الوحشية والهمجية، حيث حول وسط بيروت التجارة والاناقة والجمال والحضارة الى ساحة للكساد بتعطيلهم للاقتصاد، ولسَّواد بدخان نراجيلهم ووجوههم الكأداء، ولنِّفايات القباحة والقذارة.
لقد دمروا لبنان على يد اسرائيل عام 2006 ويتابعون تدميره بمؤامراتهم واكاذيبهم وتلفيقاتهم وارهابهم الانتخابي حتى هذه اللحظة.
لقد ارتد هذا الحزب بشروره وعلى عينيك يا مواطن مع جماعات واحزاب ومخابرات وغلمان وعملاء سوريا وايران على مشروع قيام دولة لبنان.
ارتد حاقدا وعلى المكشوف حروبا وفتنا، استفزازات وتعديات متواصلة وتكسير صور وسيارات، تعطيل شرايين الاقتصاد والمؤسسات، خراب وحرق الممتلكات وقطع الطرقات، وقمع وخطف وقتل الأبرياء.
فارتكب ما ارتكب من اجرام في السابع من ايار وفي وضح النهار ودون خجل من عين الطفل الباكي والأم المرتاعة والاب الحزين والشعب البيروتي المصدوم المرعوب من خلال اعمالهم الشيطانية الشريرة التي هزت الكيان، وخربت البلاد، وفرقت الشعب، وجلبت الحرائق والدمار وكادت ان تطيح بلبنان،
لولا حكمة وشجاعة قادة قوى 14 اذار ومعهم الشعب الصابر الهادر الهادئ الجبار، حيث وقفوا بالأرواح سدا منيعا في وجه الفتنة وهي تطل بوجهها القبيح وبوضوح قبل وبعد خطف وقتل الزيادين واختباء القتلة في مربعات حزب الله تحت حمايته ومن ثم نقلهم الى سوريا كالعادة كما تم نقل قتلة شهداء زحلة من حزب الكتائب، ونقل قتلة الجنود اللبنانيين. الذين يرتعون جميعا في نعيم مملكة بشار الاسد.
خطر هؤلاء العملاء تجار الاوطان ما زال جاثما على صدر لبنان يراه الناخب بوضوح في موسم الانتخابات من خلال ممارسات هؤلاء اللاديمقراطية واعتداءاتهم المتكررة على من يخالفهم الراي وبالأخص تيار الانتماء اللبناني واحزاب ومناصري قوى 14 اذار كحرق سياراتهم واعلاناتهم الانتخابية وغيرها من التصرفات الميليشياوية التي يحاولون من خلالها اظهار سطوتهم وفرض ارادة حراس الثورة الايرانية والمخابرات السورية على اللبنانيين.
المطلوب من المواطن الناخب الحر الذي يفكر بوطنه ومستقبل اطفاله ان يحكم عقله وضميره ويختار في 7 حزيران بين مشروع قوى 14 اذار، أي مشروع لبنان اولا عزيزا منيعا بقيام دولته السيدة الحرة المستقلة الديمقراطية العربية المزدهرة وبين جماعة 8 اذار اصحاب اللامشروع اللبناني لكي ينتصر المشروع الفارسي بقيادة خامنئي كما بشرنا اخيرا نجاد ولكي يصبح لبنان ساحة قتالهم في مواجهة العالم دون ادنى اعتبار لمصلحة شعبه المنهك منذ عشرات السنين.

ليست هناك تعليقات: