الثلاثاء، يونيو 23، 2009

نداء إلى القادة العرب

السيد محمد علي الحسيني

لم يکن تأسيس المجلس الإسلاميِّ العربيِّ في لبنان، مسألة عارضة أو من أجل أهداف محددة و وقتية وانما جاء تلبية لحاجة ماسة للساحة العربية لوجود مؤسسة شيعية عربية تعمل في هدى و على أساس برنامج سياسي فکري عربيِّ الولاء و الهوية و الانتماء.

وطوال ثلاثة أعوام من عمر المجلس الإسلاميِّ العربيِّ، قدم مابوسعه و في حدود قدراته و امکانياته المتواضعة من فعاليات فکرية و سياسية و عسکرية و اجتماعية مختلفة ما أبهرت به کافة الاوساط الاوساط الاعلامية و الثقافية و السياسية وطرحت على بساط البحث مستوى و افق طموحاتنا و أهدافنا لبناء الشخصية الشيعية العربية التي تخدم شکلا و مضمونا واقعيها الوطني و القومي و وضع حد فاصل و صريح للعبث و التلاعب بالدور الشيعي العربيِّ من أجل أهداف و أجندة مشبوهة.

وقد تمکن مجلسنا و بصورة عملية ومن خلال نشاطاته و تحرکاته السياسية و الفکرية و الثقافية المتباينة من طرح نفسه کقوة شيعية ثالثة في لبنان و کذلك کمرجعية سياسية ـ فکرية للشيعة العرب، و بسبب من ذلك و لأن طلبات الانتساب و التطوع اللبنانية و العربية قد توالت على مجلسنا و بأعداد و مجاميع جعلت مجلسنا في موقف محرج و حتى محزن ذلك أنه لم يعد بمقدوره إستيعابها و تهيأة أسباب و لوازم إستقبالها أو حتى إستضافتها بل وان إمکانيات المجلس المادية التي وصلت إلى مستوى متدني، تبين لنا و بوضوح بالغ أن مجلسنا بات بحاجة ماسة و ملحة لدعم يتماشى و حجم تحرکه و مستوى دوره الذي يؤديه. وقد إلتقينا بالعديد من أصحاب السمو الأمراء و السادة الوزراء و السفراء العرب وطرحنا معهم على بساط البحث إحتياجات المجلس الإسلاميِّ العربيِّ الملحة التي لا يتکلف تأخيرها إعاقة نشاط و فعاليات المجلس فحسب و انما حتى يهدد مستقبل و وجوده أيضا، کما کتبنا و بعثنا رسائل للقادة العرب من ملوك و رؤساء و أمراء طرحنا فيها کل مايتعلق بالمجلس و إحتياجاته و اهبنا بهم أن يمدو يد العون و المساعدة للمجلس الإسلاميِّ العربيِّ الذي هو من العرب و هدفه النهائي خدمة المشروع العربيِّ و جعله حقيقة دامغة على أرض الواقع، کما أن أنصار المجلس في دول الخليخ وفي الخارج و لاسيما في دول اوروبا قد کتبوا العديد من الرسائل للسفارات العربية معنونة بالاساس للقادة العرب بنفس الصيغة و المعنى، لکن و للأسف البالغ لحد هذه اللحظة التي أسطر فيها هذه الاسطر، لم نتلق أية إجابة بالدعم وانما مجرد وعود و أماني هي في تقديرنا لاتقدم أو تؤخر في واقع و حقيقة الامر، واليوم وبعد أن بلغ الامر حدا لايمکن معه إکمال المسيرة بالصورة و المستوى الذي رسمناه و تطمح إليه أمتنا العربية، و بصفتي أميناً عاماً للمجلس وقد أؤتمنت على کل مايتعلق به وقبل ذلك أجد نفسي مسؤولاً عن الامر أمام الامة العربية من الخليج العربيِّ إلى المحيط الاطلسي، فإنه قد وجدت من صميم واجبي و رسالتي الاخلاقية أن أناشد القادة العرب من الملوك و الرؤساء و الامراء لکي يضطلعوا بمسؤوليتهم التأريخية في دعم و اسناد هذه المجلس العربيِّ الشکل و المضمون وان لايسمحوا بأبوابه أن تغلق و توقف نشاطاته ويحدوننا أمل کبير بعون الله سبحانه و تعالى أن لايخذل قادتنا الکرام مجلسهم هذا و ان يمدوا يدهم الکريمة لمساعدته في الخروج من ضائقته المادية هذه التي باتت تعصف به و تهدد وجوده و مستقبله واننا سنذکر بالخير کل يد تمتد إلينا و نسجل لها ذلك الموقف في أعماق ضمائرنا و عقولنا متأملين و متوسمين أن تلقي مناشدتنا هذه آذان صاغية و أحضانا مفتوحة بوجه المجلس الإسلاميِّ العربيِّ وان الظرف الراهن الذي تمر به المنطقة تجعل من قضية دعم مجلسنا أمرا بالغ الاهمية و الحيوية و يخدم الامن القومي العربي بشکل مباشر (وقل اعملوا فسيرى الله عملکم و رسوله و المؤمنون).

*الامين العام للمجلس الإسلاميِّ العربيِّ في لبنان.
www.arabicmajlis.org

ليست هناك تعليقات: