الجمعة، يونيو 19، 2009

ماذا لو إنهار نظام ولاية الفقيه؟

العلامة محمد علي الحسيني

فرض المحال ليس بمحال، هذا القول المشهور قد لا ينسحب على الوضع الحالي في إيران بما يحمل في طياته من تداعيات و إحتمالات متباينة إذ رغم ان إحتمالات إنهيار النظام السياسي ـ العقائدي في إيران ليست مؤکدة لکنها في نفس الوقت ليست قطعا في حکم المحال ومن هنا فإن طرح إحتمال أن تؤدي سياق الاحداث الحالية في إيران الى مفترق الانهيار قد لا يکون أمرا مستبعدا بل وانه يطرح حاليا نفسه کأحدى الخيارات المطروحة على الساحة، وبناءا عليه فإننا نجد من المفيد السعي لإستقراء بعض المسائل الهامة المتعلقة بنا کعرب فيما لو سارت الاوضاع بإتجاه إنهيار نظام ولاية الفقيه في إيران.

بداية و قبل کل شئ، فإن إنهيار النظام الحالي في إيران، سيکون مفيدا للدول العربية من أوجه عديدة و ينهي إشکالية مايطرح بخصوص تدخلات في الشؤون الداخلية لها و يحسم خطرا محدقا بالامن القومي العربي، کما اننا نعتقد أن مجئ أي نظام سياسي إيراني جديد لايقوم على هذا المبدأ، فإنه سيکون بحکم المؤکد أفضل من النظام الحالي بالنسبة للعرب.

اننا کعرب لو تمنينا إنهيار النظام الحالي في إيران، فإن هذا التمني مبني أساسا على حاصل تحصيل ذلك الضرر المتعدد الجوانب الذي لحق بنا من جراء تلك المتاعب التي تولدت للعديد من البلدان العربية من وراء أفکار و طروحات واردة من هذا النظام و ساهمت في إحداث شئ من البلبلة و المشاکل لتلك البلدان، واننا متيقنون تماما من ان النظام الجديد الذي سيعقب النظام الحالي سوف يکون متعظا بما فيه الکفاية من دس أنفه في الشأن الداخلي العربي وانه قد يکون صديقا مقربا و مرحبا به من جانب العرب وفق هذا الفهم.

و إحتمال إنهيار نظام ولاية الفقيه يقود أيضا للحديث عن تلك الجماعات و التنظيمات التي تتبع هذا النظام فکريا و تنظيميا و تعتبر نفسها جزءا لايتجزء منه وحتى إنها تعتبر المساس بهذا النظام بمثابة خطا أحمرا لاتسمح بتجاوزه، هذه التنظيمات و الجماعات التي تتواجد في لبنان و العراق و البعض من بلدان الخليج، سيهمها قطعا مسألة إنهيار النظام الحالي في إيران و ستجد فيه قضية حيوية و حساسة و بالغة الخطورة بالنسبة لها ستتأثر بتداعياتها و مستجداتها المختلفة الاوجه و الابعاد، ويومها ستدرك هذه الجماعات مدى الخطأ الفادح الذي ارتکبته بحق أوطانها و شعوبها وقبل ذلك بحق نفسها ويقينا أنها حاليا قد تعيش مايشبه حالة صراع وقلق نفسي عندما ترى توجه سياقات الاحداث في إيران نحو المزيد من التأزم واننا نجد الفرصة مازالت مواتية للکثير من المغرر بهم کي يعودوا الى رشدهم و يترکوا ساحة غير مأمونة وهي اساسا ليست بساحتهم الحقيقية وان أوطانهم ستبقى الملاذ الاول و الاخير لهم.

ومهما يکن من أمر، فإن الاوضاع الحالية في إيران و توجهها نحو المزيد من التأزيم، ستساهم بالمزيد من الشفافية لرؤية المشهد السياسي الايراني على حقيقته و من دون أية رتوش وان هذه الاوضاع قد تکون فيها الکثير من الدروس و العبر بيد أن أهم مايجب أن يستخلص منها هو أن لا مستقبل لمن يعول على أناس خارج اسوار وطنه وان(بلادي وان جارت عزيزة وقومي وان شحوا کرام).

الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان
alsayedalhusseini@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: