السبت، يونيو 20، 2009

مقال رياضي بطعم السياسة مبروك لمصر

حسام الدجني

مبروك لمصر أبدأ مقالي, لقد عطشت شعوبنا إلى زمن الانتصارات والتحرير, لقد تشوقنا إلى أن نفرح ونحب, وها هي مصر تدخل الفرحة على قلوبنا من بوابة الرياضة, كما أدخلتها علينا عبر بوابة التكنولوجيا من خلال العالم المصري الكبير أحمد زويل, وأدخلتها علينا عبر بوابة الحروب من خلال نصر أكتوبر المؤزر عام 1973, وأدخلته وأدخلته...

ولكنني وأنا أشاهد مباراة منتخبي ايطاليا ومصر طغى على مخيلتي مشهد سياسي بعديد عن الرياضة, حيث تزكرت سلوك ايطاليا إبان احتلالها لليبيا الشقيقة, ومجازرها وانتهاكاتها بحق شعب ليبيا, ونساء ليبيا وأطفال ليبيا, وبطولات الشهيد عمر المختار رحمه الله, ومشاهد إعدام هذا الرجل الكبير في سنه والكبير في تضحياته, فأخذ تشجيعي لمصر يحمل أشكالا عدة منها ما هو عروبي وما هو إسلامي وما هو رياضي وما هو سياسي.

مبروك لمصر.. لقد زرعتم في قلوبنا معنا النصر, بعد أن كنا نتنفس هواء الهزيمة, والتي زرعوها هم أعداء العروبة وأعداء الإسلام, فحققتم النصر من بوابة الرياضة, فلا بأس في ذلك, فأن نشم هواء النصر من بوابته الرياضية أفضل مائة مرة من أن لا نشمه مطلقاً.

مبروك لمصر.. مشاهد أبناء مصر وهم يلعبون ويتعانقون مبتهجين بالنصر على منتخب أبطال العالم "ايطاليا", وهم يسجدون شكرا لله تعالى, وهم يزرفون الدموع, وترتسم على شفاههم البسمات, تحاكي مشاعرنا نحن الفلسطينيون لتقول لنا توحدوا, فبالوحدة تأتي الانتصارات, وترتسم الابتسامات, وتفوز فلسطين, وينهزم الأعداء.
مبروك لمصر.. حسن شحاتة يحمل دلالات رياضية وسياسية, فالمنتج العربي عموما والمصري خصوصا نستطيع استغلاله وتطويره, لانه اولا واخيرا منتج وطني, وجوب دعمه هو عمل وطني وعمل أخلاقي بل وعمل ديني, هذا المدرب البطل والذي قاد ويقود مصر الى الفوز تلو الفوز, وحتى الهزيمة تأتي بطعم الفوز كما حصل مع منتخب البرازيل قبل يومين.

مبروك لمصر.. مبروك لمحمد أبو تريكا والذي أبكى أكثر من نصف سكان قطاع غزة, عندما أحرز هدفه الشهير والذي حفره في قلوب أبناء قطاع غزة في مرمى السودان, ورفع شعاره "تعاطفا مع غزة" والتي كانت في تلك الأيام وحتى اللحظة وغزة تتعرض لحصار سياسي واقتصادي وبحري وجوي وبري ...

مبروك لمصر... ومن فلسطين نقولها مبروك لمصر مبروك للشعب المصري ومبروك للحكومة المصرية وللرئيس المصري والى الأمام يا مصر فمن خلالكم نرفع الهمم, ومن بوابتكم يأتينا النصر, مبروك يا مصر.

كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: