السبت، فبراير 13، 2010

انفلونزا عيد الحب يستنفر الهيئة

سعيد علم الدين

وإذا كان عيد الحب او الزهور يؤرق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية ويشغلها الى هذا الحد الذي يجعلها تستعمل كل طاقاتها البشرية وتوظف كل قدراتها التقنية لمنع الشباب من الاحتفال بهذا العيد البريء، فلماذا لا يخترعون بالمقابل عيدا للكره او القبور ويحتفلون به كل عام في الرابع عشر من فبراير، في عناد صبياني لمحو عيد الحب من عقول وافئدة الشباب المنغمس في زخرف الحياة الفاني وورد الرذيلة الاحمر القاني؟
واذا كانوا يعتبرون عيد الحب بدعة ومنكرا، فمعنى ذلك ان عيد الكره هو من المكونات الاساسية لتفكيرهم الاسلامي في نشر الحسنات المثلى والفضيلة الممتازة!
فالهيئة مصابة هذه الايام بصداع في الرأس، وأرق في الدماغ بسبب عيد الحب الذي سيتسبب اذا لم تتصد له بخلخلة في المفاهيم الفكرية العقائدية للشباب، واهتزاز للثوابت الاجتماعية والدينية الاصيلة التي ترتكز عليها العقيدة الغراء، ولهذا فقد هبت الهيئة هبة رجل واحد بفرسانها الاشداء في الدفاع عن المقدسات امام هذه المدنسات التي تغزو المجتمع السعودي كانفلونزا عيد الحب والتي لا بد من وقفها وبكل الوسائل الممكنة والطاقات.
فتحرير بيت المقدس من رجس الصهاينة الأعداء، لا يمكن ان يتحقق الا بتحرير المجتمع المسلم من بدعة عيد الحب الشنعاء.
وتأكيدا على هذا الصداع قال المتحدث الرسمي في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ علي القرني: "إن الهيئة تكثف أعمالها حالياً وتقوم بجولات وقائية بناءً على دورها المنوط بها حيال بدعة "عيد الحب" الذي يصادف 14 شباط (فبراير)، وتقدم النصيحة والإرشاد للشباب بعدم الاحتفال به".
نستشف ثلاث نقط مهمة من كلامه هذا:
اولا، تكثيف الاعمال أي الاستنفار التام في طول المملكة وعرضها لكل طاقات الهيئة في مواجهة الفيضانات ومعالجة الفقر والبطالة والتهريب والسرقة ومحاربة التطرف والارهاب.
ثانيا، القيام بجولات ميدانية وقائية طبية ضد انفلونزا عيد العشاق. أي الوقاية خير من قنطار علاج.
ثالثا، تقديم النصيحة والرشد أي ما معناه بلغة الهيئة: الاكراه في الدين. أي الزجر والمنع ، والقمع والردع، وايضا يستحب في هذه الحالات الضرب حتى تكسير الاضلاع والمطاردة الشيقة بالسيارات .... الخ، من اساليب الهيئة التي يعرفها المجتمع السعودي ويشكو منها وقد تسببت في كثير من المآسي والحوادث القاتلة والويلات.
وكل الحق على انفلونزا عيد الحب التي اصابت بعدواها الشباب.
جعل عمرهم ما يحبوا ولا يعشقوا ولا يتبادلوا الهدايا والورود تقليدا اعمى لأبناء وبنات الغرب القرود!
عمل الهيئة هذا يدل على سخافة دورها في المجتمع الذي لن تحقق له أي هدف سوى ان الشباب المتوثب الذي يريد ان يحيا مع روح عصره سيتمسك اكثر واكثر واكثر بما يحبه ويرغبه سرا او علنا او معاندة او مشاغبة ورغما عن انف كل هذه الانواع من الهيئات المضرة للعقيدة والمفسدة للاخلاق بممارساتها الارهابية القمعية.
ودليلنا الملموس المحسوس على ما نقول هو قول أحد بائعي الورد في مدينة الدمام "إن الهيئة تركز حالياً على اللون الأحمر، ما جعلنا نخفي هذا اللون من الورود وهدايا الحب في أماكن ومواقع لا يمكن لأي شخص أن يكتشفها وتكون خارج المحل.
وأضاف "نقوم ببيعها إلى الزبائن بأسعار مضاعفة, حيث إن الوردة التي تصل قيمتها إلى 5 ريالات تباع في يوم عيد الحب بسعر لا يقل عن 30 ريالاً".
فالف مبروك للهيئة على ما سببته للشباب من غلاء في سعر الورود الحمراء.
وكل عام وعيد الحب والعشاق والزهور والأمة العربية السمراء والأمم والشعوب الاسلامية بألف خير وعشق وهناء!
أليس الحل الأمثل للهيئة يكون بفتوى من مفتي البلاد تمنع زراعة وبيع واستيراد الورود وخاصة اللون الاحمر ومعاملتها كالخمرة مثلا أي ملعون بائعها وشاربها وشاممها والمتاجر بها وعاصرها وزارعها ومعتقها ومخزنها. ولماذا لا تحرم زراعة العنب اصلا!
والمضحك في كلام شيخ الهيئة القرني قوله :
" أن الحب لدى المسلمين له سموّ في معناه النبيل ولم يخصص له مناسبة بعينها، فجعل ضمن سلوكيات وشخصية المسلم طيلة العام".
يا عين يا ليل على الحب الطاهر العفيف. اجمل كلام واحلى شعار وطيلة العام ايضا. يعني ما في استراحة من الحب. لا ينقص شيخ الفضيلة الا اغنية سيرة الحب للسيدة ام كلثوم لكي يكتمل كلامه ويزدهر موسم الحب والوئام طيلة العام والى قيام الساعة على الاقدام.
ولكن اليس الغناء محرم في الاسلام؟
فكيف يسمح الشيخ القرني بممارسة سلوكيات الحب طيلة العام؟
مقولة الشيخ تذكر بمقولة اجمل الا وهي: "خير امة اخرجت للناس". والاصح هي اننا اصبحنا بسبب الهيئة وامثالها من المشاريع الفاشلة آخر امة من امم الارض تخلفا وتطرفا وتحجرا وارهابا وتفجيرا وانتحارا وسفكا للدماء البريئة. حتى ضجت بنا كل امم الارض ومن ممارساتنا الغرامية في الحقد على الآخرين. ولا عجب اننا اليوم ملاحقون ومطاردون ومطرودون اينما حللنا واينما توجهنا واينما درسنا وطلابنا وطالباتنا المحجبات او المنقبات في الشوارع او الجامعات ينظر اليهم بازدراء.
واصبحنا نظهر عراة بملابسنا امام كاميرات التفتيش في المطارات. وحتى الشادور المقدس والنقاب الطاهر لم يستطيعا تستير شيء امام الكاميرات الذكية وكاشفة الطاقية الخفية.
ومقولة الشيخ القرني تذكر ايضا بمقولة ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان . وكان الله يحب المحسنين والشحادين، واهل الصومال المضوربين على نافوخهم بحركة الشباب الاسلامي.
ما شاء الله! اكرم وانعم يا شيخ الشباب! كسر الله من امثالهم! لا عظم الله اجرهم! لا حفظ الله سرهم ومن سراويلهم الفضفاضة الى الهاوية جرهم!
واذا كان الاسلام صالح لكل زمان ومكان، فلماذا لا يستطيع استيعاب عيد الحب الذي هو من اعياد هذا الزمان ولم يهبط علينا من كوكب الشيطان.
ومقولة الشيخ تذكر ايضا بمقولة الإسلام هو الحل. تفضلوا! انتهزوا الفرصة قبل فوات الأوان! ماذا تنتظرون يا سكان مجرة طالبان؟
مقولات وراء مقولات اذا انزلتها على ارض الواقع صرخت من هول الصدمة المروعة وتحولت الى اشلاء من الحروف الكلمات المتناقضة مع الواقع الملموس.
ولا عجب ان يتمرجل علينا اية الله خامنئي شيخ المجوس.

ليست هناك تعليقات: