الأربعاء، فبراير 03، 2010

لماذا شعلة ثورة الأرز لن تنطفئ

سعيد علم الدين

خالدة انت يا أحلى وأجمل ثورة حضارية ديمقراطية بناءة عفوية بريئة انفجرت في لبنان على يد الشعب الثائر في 14 آذار عام 2005، ردا على عملية تفجير موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لتعيد الأمور الى نصابها في هذا البلد المستباح، ولتكون شعلة نور على المدى الطويل للأجيال القادمة، وبارقة أمل لشعوب هذا الشرق العربي الغارق في سبات عميق.
هذا الشرق المتخلف الحزين المنكوب بثقافة الاستعباد وفكر الظلام والظلاميين، وعتاة العسكر وطغاة الحكام ومنهم المجرمين!
خالدة انت يا أروع وأعطر ثورة شعبية لبنانية عربية حقيقية بشعبك المنتفض بالملايين لكرامته الوطنية المجروحة والمحروقة في عين المريسة موقع الجريمة النكراء.
كيف لا، والحرية لها عشاق يعطرونها بأرواحهم الطاهرة، ويشعلون مشعلها الخالد بدمائهم الثائرة في وجه الظلم والقمع والقهر والذل والاستبداد.
كيف لا، وكرامة الأوطان لها قادة وزعماء يقدمون لها الأرواح وأزكى الدماء، لكي تصان ولا تهان.
كيف لا، والحرية والكرامة لهما جماهير شجاعة، بقلوب عامرة بالإيمان بقضايا الوطن، ترفض الخنوع الإذلال، وتنتفض بالملايين انتفاضة الابطال، عندما يدق النفير الى النزال.
وهكذا فساحة الحرية البيروتية اليوم هي في اشتياق عارم لاستقبال عشاقها من نساء ورجال وكل جماهير انتفاضة الاستقلال!
فأهلا بالملايين من كل المناطق وجميع الطوائف في 14 شباط لنجدد تعلقنا بثقافة الحرية والكرامة والبهاء، ونُعبر عن اجلالنا لكل الشهداء الذين قدموا الدماء الزكية من أجل حرية الشعب اللبناني، وتحرير أرضه المحتلة من الأعداء، في مقدمتهم شهيد الوطن الكبير ابو بهاء!
أهلا بثوار ثورة الأرز الخالدة وجماهيرها الرائدة لنجدد تعلقنا ب 10452 كلم2، واصرارنا على قيامة الدولة اللبنانية الديمقراطية التعددية المميزة القوية القادرة، الواحدة الموحدة، السيدة التي لا يشاركها بسيادتها أحد، والمستقلة الذي لا ينتقص من استقلالها أحد.
ولا سلاح الا سلاح الجيش اللبناني وقواه الأمنية الشرعية السيدة الوحيدة فوق أرضها المقدسة.
لا لازدواجية السلاح المخربة للديمقراطية، والمدمرة لوحدة الشعب والدولة والمجتمع.
خاصة عندما يكون السلاح بيد طائفة واحدة تستقوي به على بقية الطوائف المسالمة.
فلا ديمقراطية حقيقية في ظل السلاح الميليشياوي الغير شرعي، الذي وجه وما زال يوجه الى صدر الديمقراطية لتشويه نتائج انتخاباتها، والشعب لترويعه وارهابه وتركيعه، والدولة لفرض معادلات وسياسات عليها، ليس لها علاقة بمصلحة الشعب اللبناني.
اصرارنا على تحقيق كل اهداف ثورة الأرز والتي هي اهداف الشعب اللبناني كافة، لا تقبل المساومة ولا الانتقاص ومهما تعقدت الظروف وتوالت الاحداث العظام، وعصفت الرياح الشريرة في وجه ثورتنا الديمقراطية الحضارية المسالمة البيضاء.
فاهلا بالملايين لنعلن ايماننا المطلق بانتصار ثورة الأرز الابية.
ولماذا شعلة ثورة الأرز ستنتصر وتحقق كل اهدافها على البطيء ولن تنطفئ؟
لانها وبكل بساطة وهدوء ثورة بناء وليست هدم وتكسير وتخريب واستفزاز وقهر وقتل وقمع مظاهرات وانقلابات وسفك دماء.
هي تبني البلد او تعيد بنائه لبنة لبنة ومن دون قرقعة سلاح ومدافع واحتلال اذاعات ومواقع واعلان البيان الاول للبطل المهلهل.
هي ثورة الشعب الطيب الثائر على الظلم والظالمين، والجماهير المنتفضة الأبية في وجه القتلة والمجرمين، والتي لم تحدث بانقلاب عسكري دموي يغتصب السلطة بالعنف ويقلب النظام بلحظات من فوق كالعادة السائدة في دول العرب البائسة وانظمتها العسكرية المخابراتية العشائرية المدمرة لإنسانها والقاتلة لروح الحرية فيه، والمدجنة لشعبها الذي حولته الى آلات وروبوتات مطيعة تعيش في مزرعة تسمى دولة وعلى رأسها ديك المزرعة يتمختر على الشعب المنكوب ويبطش به لكي يتوب عن مواجهة الزعيم المحبوب بكلمة او رشقة طوب.
فاهلا بالملايين لنجدد قسم جبران ونبقى موحدين مسيحيين ومسلمين!
اهلا بالصبايا والشباب، بالأمهات والآباء، بالشيوخ والاطفال، بالسيدات والأسياد، ممتشقين الاعلام اللبنانية في ساحة الحرية البيروتية.
أهلا بالأحرار في ساحة الشهداء الأبرار!
لقد تعطر لبنان بازكى الدماء الثائرة التي لم تذهب ولن تذهب هدرا فالمحكمة قامت، والحقيقة ستظهر شمسا تكتسح ضباب الكذب وتكشف القتلة، والعدالة ستطبق من اجل السلام وإحقاقا للحق.

ليست هناك تعليقات: