الجمعة، فبراير 05، 2010

شريان الحياة 4 ستقوده فتح من الضفة إلى غزة

محمد داود

جسدت زيارة الدكتور نبيل شعت إلى غزة بريق أمل نحو التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية باعتبارها السبيل الوحيد نحو إنهاء الانقسام والشرخ بين جناحي الوطن الذي أصاب بنية النظام السياسي الفلسطيني، لاسيما وأن د.شعت يحظى باحترام شعبي وقيادي وفصائلي، في أوساط الحركتين ويمثل رمز قيادي بارز.

إن النية تتجه نحو المصالحة اليوم بشكل جدي وأسرع، وفتح حركة تقبل وتريد الشراكة السياسية وتؤمن بالحكم الديمقراطي الذي يعد أحد ركائزها الداخلية، لذلك أخذت على عاتقها منذ اللحظة الأولى التي سيطرت فيها حركة حماس على قطاع غزة، بأن تعالج الخلافات معها بشكل دبلوماسي بعيداً عن سيل قطرة دم واحدة، والدليل أنها وقعت على الورقة المصرية بدون أي تعقيب، وهناك تصريحات مكثفة من قيادات الحركة والرئيس محمود عباس تناشد حماس بضرورة التوقيع على ورقة المصالحة وتدين الانقسام وما خلفه من تداعيات على مجمل القضية الفلسطينية. لاسيما وأن هناك استحقاقات تتطلب الإسراع في عملية المصالحة أبرزها المفاوضات السياسية مع الاحتلال الإسرائيلي، ومسألة أعمار غزة وإزالة الحصار الذي يشتد ويزيد من معاناة أهلنا في قطاع غزة. وقد أصبحنا نعيش حالة من التيه السياسي، فلا مقاومة ولا مفاوضات تعيد حقوقنا الوطنية المسلوبة.

لقد برزت نداءات فتحاوية بأن هناك ألف فتحاوي بصدد إعداد العدة والتوجه نحو غزة ولا أحد يمنعهم من دخول جزء من وطنهم الغالي، إلا إذا أراد الاحتلال ذلك، فغزة جزء من فلسطين، وقادة فتح ضحوا عبر صيرورة تاريخية من أجل تحرير فلسطين وقدموا مئات الألوف من الشهداء والجرحى والأسرى، والعمليات الفدائية البطولية ولايمكن منعهم على الإطلاق من دخول إقليم جغرافي من الوطن الحبيب، وهذه الزيارة ستكون اختبار حقيقي يوضح مدى تعاطي حماس مع المصالحة وحسن النوايا وأعتقد أن السلطة الفلسطينية و حركة فتح في الضفة الغربية ستقوم بإجراءات طيبة تجاه حماس وقد عبر عنها قائد الأجهزة الأمنية في الضفة "الضميري" بأن حماس تمارس أنشطتها بحرية، بالتالي ستسمح السلطة لحماس بمزاولة أنشطتها بشكل علني واعتيادي، وستسمح لإعلامها أيضاً بحرية العمل والتنقل، ولكن يحتاج إلى نداء من وسائل الإعلام بأن تحظى خطى القيادي شعت وتوقف التحريض. فحرية حماس في الضفة أعلن عنها ليبرمان وبدأ يحذر من سيطرة حماس على الضفة الغربية بهدف خلق أجواء مشحونة. والحقيقة أن العد التنازلي للتوقيع على الورقة قد بدأ بالفعل ويحتاج لمؤازرة شعبية وفصائلية بجانب دور المستقلين وأطراف عربية.

فحماس أصلاً ليس لديها ملاحظات على الورقة المصرية، وهذا ما أكده الدكتور محمود الزهار والذي قال إننا بحاج إلى ضمانات لسير ونجاح الاتفاق كما جرى تأكيده في لقاء أمس مع د.شعت. وهذا يعني أن الملاحظات التي قالت عنها حماس لم تعد قائمة. باستثناء بعض الضغوط الإقليمية التي تمارس عليها، والدليل أن السيد مشعل طلب التوقيع على الورقة في سوريا وأعتقد أن مسألة الخلاف عن دور المقاومة في الورقة ليس محل جدال لأن حركة فتح حريصة كذلك على ضمان بقاء المقاومة لتشكل ورقة ضاغطة وإستراتيجية وضعها الرئيس الشهيد عرفات وفق "يد تقاوم ويد تفاوض" منذ زمن بعيد. لذلك يجب أن نتفق ويكون لنا موقف سياسي موحد والورقة المصرية تحاكي ذلك وجاءت كخلاصة للموقف الذي سنتوحد خلفه لمواجهة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين وإقامة دولتنا المستقلة وتحرير أسرانا.

فرغم الحملة التي تقوم بها فتح الميدانية والإعلامية بزيارة الدكتور نبيل شعث موفد الرئيس عباس ومنظمة التحرير، ومن حركة فتح لجسر الهوة ودفع حماس إلى التوقيع على الورقة وبناء الثقة مع حماس، كما كان اقتراح ثاني قبل أسبوع أن يقوم الأخ أبو اللطف القدومي بالزيارة ولكن نظراً لقرب الدكتور نبيل من الأطراف تم اتكال المهمة إليه. ولديه القدرة على الإمساك بخيوط المعادلة. كما كان مقترحاً أن يقوم الرئيس شخصياً بالمجيء إلى غزة. فالحاجة تتطلب مزيداً من الزيارات الفتحاوية وأيضاً الحمساوية لو تمكنت وإن كانت في دول العالم العربي. وهي اللقاءات الثنائية والمباشرة في غرف مغلقة بعيداً عن الضغوطات الإقليمية والخارجية.ولكن تبقى الكرة في ملعب حماس التي أصبحت أمام دعوات محلية وعربية ودولية كبيرة بأنه يجب أن توقع على الورقة وتنهي الانقسام. فبدون أطراف خارجية سينجح الحوار بكل تأكيد، ولكن علامات الفتور قد ظهرت في تصريحات البعض من حماس، نتمنى أن تزول. والترحيب بزيارات الفتحاويين تكون واسعة النطاق على غرار شريان الحياة وسيكون بقيادة فتح والتي من خلالها ستعيد اللحمة للوطن، وقد بدأت الدعوات تتحدث عن دعم مادي واقتصادي تحمله القافلة، والدعوة بدأت وربما يقودها الأخ النائب وعضو اللجنة المركزية محمد دحلان .

كاتب وباحث

ليست هناك تعليقات: