الجمعة، نوفمبر 21، 2008

العراق سيد وقراره حر وسيبقى حراً

سعيد علم الدين
العراقيون أسياد ولا يحتاجون لإرشادات من هنا وتنبيهات من هناك ومزايدات عن السيادة من الحساد!
فأهل العراق أدرى بشعابها. ومن يده بالنار ليس كمن يده في الماء. ومن يتلقى الطعنات في الظهر ليس كمن يحيك المؤامرات قبل مطلع الفجر ويرسل الإرهابيين والمتفجرات عبر حدوده بعهر لضرب استقرار العراق وشرذمته وتقويض سلطة دولته الوطنية الديمقراطية.
وهكذا بعد تحذيرات ايران واعتراضات بشار الاسد وولولات مقتدى الصدر يأتي دور "حزب الله" أي شركة ولاية الفقيه فرع لبنان ليناشد أعضاء البرلمان العراقي "رفض الإتفاقية الأمنية التي أقرها مجلس الوزراء مع الولايات المتحدة الأميركية". متباكيا في الوقت نفسه على مستقبل العراق وسيادته ووحدة شعبه. وهو الذي يعبث بمستقبل بلده لبنان ويدوس على سيادته بمربعاته الخارجة عن سلطة الدولة، وينتهكها بسلاحه الذي وجهه وما زال الى صدور اللبنانيين العزل، مما تسبب بضرب الوحدة الوطنية اللبنانية على المدى البعيد، وتسميم صيغة العيش التاريخي المشترك بين الطوائف الشقيقة وبالأخص الطائفتين السنية والشيعية ولأول مرة في تاريخ لبنان وبعجرفة الى حد الإدمان.
ولهذا فقبل ان يوجه حزب الله المواعظ الى اهل العراق عليه ان يتعظ هو نفسه مما سببه بحماقاته" لو علمنا ما فعلنا" من خراب ودمار ومآس وويلات واغتيالات وحروب وفتن مذهبية للشعب اللبناني خدمة لشركة الولي الفقيه الإيراني.
فالعراق سيد مستقل وقراره حر وسيبقى حرا!
والدليل أنه منذ مطلع 2008، والحكومة العراقية تتفاوض مع الإدارة الأمريكية بجدارة ودراية وحكمة حول الاتفاقية الأمنية.
على ماذا يدل ذلك؟
هذا يدل دلالة واضحة على ان المفاوض العراقي يفاوض الامريكي:
- بحرية ودون اكراه وفرض ارادة المحتل رغم وجود أكثر من مئة وسبعين ألف جندي محتل على أرضه.
- من الند الى الند! كيف لا، والادارة الامريكية رغم جبروتها وأساطيلها ودهاتها وقوتها عاجزة على فرض شروطها على المفاوض العراقي الشجاع الذي هو من يضع الشروط ويغير في البنود.
فالعراق الجديد القوي بشعبه وقراره الحر لا يخشى أحدا لأنه حريص على مصالح العراقيين.
والعراق الديمقراطي الحر ولا يُخْفي شيئا ليظهر غيره، فنظامه شفاف وهو لا يبحث عن صفقة على حساب جيرانه.
ولو ان هذه الاتفاقية فيها ضرر حقيقي على العراقيين، لما حذر الإيرانيون ولما اعترض السوريون، ولما ولول الصدريون، ولما ناشد الإلهيون.
فدعوا العراقيين يقررون مصيرهم بأيديهم فهم اسياد ولا يحتاجون الى مرشد وارشادات وعندهم برلمان ديمقراطي حي قادر على استيعاب الاختلافات في الرأي وحسم المناقشات.
لقد دفع الشعب العراقي الأبي الناهض ثمن حريته غاليا جدا من دماء أبنائه وعليه ان يحافظ على وحدته ونسيجه الحضاري العريق النابض.
ومن يقول ان لا سيادة بوجود جنود اجانب فوق ارض العراق اذكره بان معظم دول العالم توجد فيها قواعد امريكية وجنود اجانب من خلال الاتفاقات والتحالفات على سبيل المثال: ايطاليا والمانيا واليابان وبريطانيا وقطر والبحرين وغيرهم وكلها دول مستقلة وكاملة السيادة. حتى انه عندما ارادت القوات الأمريكية اقفال احدى ثكناتها في منطقة ترير الالمانية هب اهل المنطقة الالمان رافضين ذلك ومنهم من هدد بالاضراب. خاصة ولان المصلحة الاقتصادية الحياتية لأبناء المنطقة لها الكلمة الفصل وتتفوق على غيرها لأنها تشبع بطنا وتعمر بيتا.
فإلى الأمام يا نشامى العراق يا أسياد بلاد الرافدين ولتخرس كل الابواق الشريرة الحاقدة على العراق الجديد والحاسدة!
وسدد الله خطاكم وخطى حكومة السيد نور المالكي حكومة الكرامة والسيادة لما فيه مصلحة العراق!

ليست هناك تعليقات: