الثلاثاء، نوفمبر 04، 2008

الأعتدال العربي ، ونظرة الليبراليين العرب منه

د. عبدالله عقروق

الأعتدال العربي هو أن نخلع انفسنا عن قوميتنا ، وعروبتنا ، وتاريخنا ، وثقافتنا ،وعاداتنا ، وتراثنا ونرتمي في احضان عدونا الأكبر أمريكا لتعاملنا كمواطنين في النظام العالمي الأنساني في درجة أقل بكثير مما اعطانا هتلر .
لقد عرتنا أمريكا من كل ثيابنا وبقينا نحتفظ بورقة التين .والليبرااليون العرب بسياساتهم الجديدة يريدون أن ينتزعون هذه الورقة لنصبح عراة ، "زق" نأخذ اي شيء لنغطي عورتنا بها .
أن المشكلة التي لا يفهمها هؤلاء الليبراليون بأن امريكا تتعامل معنا كعدو لها وليس كصديق ، وتتعامل حسب مصالحها واضعة امامها مصلحة اسرائيل فوق اي اعتبار .وأمريكا تكره منطق الضعف ، وتعامل كل بلد ضعيف باشمئزاز وحقارة ، وهي الدولةا التي شجعت كل الأنظمة الديكتاتورية في العالمين العربي والأسلامي ، وجاءت بقيادات في باكستان ، وسوريا ، والعراق ، وأفغانستان وفرضتهم على شعوبهم . وحاربت كل دولة عربية ديمقراطية ..وهي التي تعتبر نفسها "أم الديمقراطيات " وفي أوروبا عندما استفتي الشعب الأوروبي عن من هم أكثر الزعماء ارهابا في العالم فتصدر كل من بوش وبلير رأس القائمة ، وكان ترتيب بن لاند 14 .
لقد اثبت علماء الجامعات الكبرى في امريكا مثل MIT وغيرها أن من خطط تفجير البرجين في نيويورك والبينتجن في وشنطن بشهر سبتمبر المشؤوم هما نائب الرئيس تشيني ووزيرالدفاع المعزول رامسفيلد ، وقام بتنفيذها كل من المخابرات الأمريكية ، والمخابرات البريطانية والموساد ..وقد اثبتوا من ناحية هندسية مدعومة بدراسات نشرت على الأنترنت بأن الطائرتين اللتين صدمتا في اعلى البرجين لا يمكن بأن تهدم البرجين الى الأرض ، كما حصل ..بل اثبتوا عن طريق الفيزيا والرياضيات بأنه كان هنالك متفجرات في الطوابق السفلى ، وهي التي انفجرت وأدت الى انهيار البرجين كاملا الى الأرض .
ولو تابعنا التاريخ بحذر بعد سقوط الأمبراطورية الروسية ، والتي كانت مقاومة كل المناضلين المسلمين برئاسة وبتموين من بن لادن هي اقوى الأسباب التي أدت الى انهيارها ، واتبعنا التخطيط الزمني في بداية الثمانيات ما جرى في شرقي اوروبا حيث كان أكبر تجمع اسلامي هنالك انذاك بأن أمريكا وأوروبا ، والفاتيكان ، وحتى الأمم المتحدة بدأو بالتخطيط للقضاء على هذا التجمع من مسلمي شرقي لأوروبا . فتم قتل رجالهم بعشرات الألوف ، وتشريد الأطفال المسلمين ، والأعتداء الجنسي على النساء .وقد تصدى لهذه المؤامرة البشعة المذيع التلفزيوني الأمريكي اليهودي المشهور تيد كبيل ، ووصفها بانها حرب ابادة ، هوليكوست ضد مسلمي شرقي اوروبا ..وبعد ذلك انتقلت حرب الأبادة لتشمل افغانستان، والصومال ، والعراق ،والسودان ومناطق أخرى ..
يدعي معظم زعمائنا الذين ثبتت كراسي حكمهم بالرغم عن ارادة شعوبهم الضعيفة ، وأصبحوا احجار شطرنج بأيدي أمريكا تحركهم كما يشأون تماما كما فعلوا بصدام العراق ،وبالأسد الأب ، ومبارك مصر ، وشيوخ قطر ، والحبل على الجرار. يدعون بأن سلامة البلاد ورخائها وديمقراطيتها هو الوقوع في احضان امريكا.
أنا أؤمن بأن الصهيونية العالمية لم تعد قاصرة على يهود العالم فقط بل تم شراء مئات من رجال الدين المسيحي ، وخاصة البروتستانت الغربي ، الذي هو غير البروتستانت الشرقي ، والذين اسسوا طائفة جديدة تعرف بالصهيونبية المسيحية ، وعن طريق رجالها الأفنجلستيون وبتشجيع من الرئيس بوش والجمهورين المسيحين فقد اقنعوا 70 مليون مسيحي غربي في امريكا وحدها بالأنضمام لهذه الجماعة .ومن اهدافهم جعل فلسطين كلها لأسرائيل ، وتهجير العرب منها ، وهدم المسجد الأقصى المبارك ، واقامة هيكل سليمان .أما نشاطها الأساسي هو اعادة الكتاب المقدس من العهد الجديد الى العهد القديم . فاذا كانت هذه نظرتهم لمسيحي الغرب فكيف ستكون نظرتهم للأسلام والمسلمين . أن الصهيونية العالمية قد اشترت الكثير من رجال الدين الأسلامي ليعبثوا فسادا بالأنسانية تحت اسم الأسلام .وانضم لهم ايضا قيادات عربية كثيرة ، ورجال اعمال ، ورجال اقتصاد ، ورجال علوم اجتماعية والكثير من الليبراليين العرب
هذه هي تركيبة الصهيونية العالمية ، وبقيت القيادة طبعا بأيادي جهابذة السياسين اليهود فقد أغدقوا بعطائاتهم ووعودهم لهؤلاء
المنتسبين الجدد واصبحوا يدافعون على بقائهم في كراسيهم ، وتوريثها لأبنائهم بعدهم .
فأين هوالأعتدال العربي الذي يطالب به الليبراليون .فأمريكا بلد ديمقراطي ، ولكنها تحجبهاعن العرب ، وتدعم كل الزعماء الدكتاتورين في العالمين العربي والاسلامي ، وتساعد قياداتها التي فرضت نفسها على شعوبها بالأطاحة بأي فكرة ديمقراطية يلوح بها ابنااء منطقتنا ، بل تساهم الدولة للقضاء عليهم بأبشع الطرق .
وأمريكا هي التي تساعد بفرض قيادات من صنعها ، وتجلسهم على كراسي الحكم ، وتسندهم لينقضوا على شعوبهم التي تطالب بديمقراطيات شريفة ونزيه ، وتمدهم بالتقنيات الحديثة للتجسس على المواطنين ،ومطاردتهم وفنائهم. فالأمثلة كثيرة فهناك صدام في العراق ، والأسد الأب في سوريا ، ومشرفي في باكستان ، وكارازي في باكستان ، وغيرهم في العالمين العربي والأسلامي.
ولو كان هؤلاء الليبراليون صادقين مع انفسهم ومع الوضع القائم امامهم ، ولم يكونوا محسوبين على جداول دفع رواتبهم الأستثنائية من أمريكا فهل يمكنهم أن يثبتوا لنا وللعالم بأن امريكا لم تخطط للأستلاء على ابار البترول في بلادنا العربية ، واصطنعت الحروب للا ستفادة من تغير اسلحتها وتجديدها عن طريق اقناع القادة الموالين لهم بشن حروب حتى يتم بيع اسلحتها القديمة لهم وقبض تمنها نقدا .فالأسلحة الأمريكية تشكل أعلى مدخول من الخارج في ميزانية الدولة...وللأسلحة وقت زمني تفقد قوتها بعد فترة ، ويجب تحطيمها وبناء اسلحة متطورة .وهذا التبديل يكلف الخزينةألأمريكية الكثير من ميزانيتها ، لذا تقوم ببيعها الى الدول العربية والأسلامية وتقبض اتمانها ، ثم تعمل على تطوريها دون أن تتأثر الخزينة . فالأسلحة كما اشرت سابقا عامل اساسي في انعاش أقتصاد أمريكا ، وهي التي تدعم بقاء الدولارمرتفعا عالميا .
فما حدث في العراق في العقدين الأخيرين اثناء نظام صدام لآكبر ليل على افلاس الصندوق العراقي وصناديق دول الخليج .وعندما تشعر أمريكا بأن صندوقها المالي يمر بأزمة مالية فتلجأ الى اقناع دول الخليج بأن دولة ما ستعتدي عليهم، فيهبون لشراء اسلحة للدفاع عن انفسهم بترليارات الدولارات .لدعم الصندوق المالي الأمريكي .
وبالأمس باعت بريطانية للسعودية 70 طائرة حربية بموافقة أمريكا ، وبلغ ثمن كل طائرة نصف بليون دولارا .
وقبل ايام أجاب المرشح الجمهوري للرئاسة ماكلين لأحد المواطنين الأمريكين الذي سأله بأن اوباما المرشح الديمقراطي للرئاسة رجل مسلم ، فأجاب السيناتورماكلين أمام الملاين بالقول التالي : "OBAMA IS VERY DECENT CITIZEN, HE CAN'T BE MOSLEM " والمحزن بهذاالقول فأني لم أقرأ لأي من هؤلاء الليباراليون العرب يعترضون على هذا القول .
والأنكى من ذلك لم يعر القادة العرب اهتماما لما قاله المرشح ماكيين ، والأخطر من ذلك لم تقم مظاهرة عربية للدفاع عن شرف المسلمين الذي وصفهم ماكيين بأن المسلمين عديمو الأخلاق ..فلو كتب الله له بالنصر فكبف سيتعامل مع 22 بلدا عربيا وأكثر من اربعين ونيف دولةاسلامية ؟ أو كيف سيتعامل مع مسلمي أمريكا الذي يزيد عددهم على 8 مليون نسمة ، أن لم يكن أكثر .؟ وكيف سيتعامل مع بليون وربع مسلم في العالم ؟
الآ نزال نطالب بسياسة الأعتدال العربي ، وأمريكا تعاملنا بهذا القدر من الحقد والكراهية والأزدراء .وحتى ألمرشح أوباما الذي على عتبة أن يكون رئيس الجمهورية الجديد فلم يتصد للمرشح ماكين وينفي ما قاله عن المسلمين ...فالساكت عن الحق شيطان أخرس ، وأمامنا الأن رئيس جمهوري جديد لم يبرهن عن حسن نواياه للمسلمين .
أن الأزمة المالية العالمية التي تمر بها امريكا والعالم كله مدروسة ومخططة له من عظام رجال المال اليهود في العالم .والمقصود منها على المدى البعيد استنزاف كل الأموال العربية ، كما حدث في البورصة العربية مؤخرا ، وخاصة دول الخليج، وما تبقى فستقنعهم امريكا بشراء اسلحة دفاع لأن ايران ستحتل دول الخليج قريبا . والأهم من ذلك فقد بدأت اسعار براميل النفط بالهبوط تدريجيا ، وستصل في الأشهر القادمة بأقل ما كانت عليه في الأشهر الست المنصرمة ..فدول الخليج ستصبح على الصفر بالنسبة لاحطياتها المالية ، وسيكون سعر البترول في أقل اسعاره
فاين المفر يا ايها الليبراليون العرب اذا كانت امريكا تحتقر دينكم ،وتريد افلاسكم ،ومعظم قياداتنا العربية هم اعداء شعوبهم ..فاين الأعتدال!!!!!

ليست هناك تعليقات: