الاثنين، نوفمبر 03، 2008

وكيف سيتحقق هذا الحلم يا دولة الرئيس السنيورة؟

سعيد علم الدين
قال دولة الرئيس فؤاد السنيورة في كلمة لافتة ألقاها في الكويت 08.10.27، خلال افتتاح الدورة الحادية عشرة ل "مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري، التالي:
" ان الأمة العربية ينبغي أن تكون قطبا جديدا في نظام عالمي متعدد الأقطاب، قائم على المساواة والحرية والسلام والعدالة".
كلام من ذهب من رجل دولة عربي فذ، ولكن الوصول الى تحقيقه أصعب بكثير من ملامسة السُّحب والقبض باليد على القنفذ!
معروف ان ملامسة السحب في السماء بحاجة الى سلطان يحمل الانسان ويطير به. ومعروف ايضا ان القبض على القنفذ دون دراية ومعرفة يدمي اليد بسبب أشواكه الحادة. ولهذا:
- فكيف سنصل الى المساواة بين المواطنين يا دولة الرئيس، والسمكة الكبيرة في العالم العربي تبلع الصغيرة، والحاكم العربي وحزبه واتباعه فوق القانون؟
وإذا طبِّق القانون فإنه لا يطبق إلا على الضعيف والآدمي والمسالم "واللي ما عندو ضهر". الوضع الحالي في لبنان يضج بالأمثلة الصارخة يوميا على عدم المساواة بين المواطنين الصالحين والآخرين حملة السلاح من أتباع الميليشيات المنفلتة والمربعات والمخيمات الخارجة عن سلطة القانون. وكله باسم المقاومة التي تحولت الى سلعة رابحة للمتاجرة بقضايا الأمة المصيرية، ووسيلة ناجحة لهدم سلطة الدولة والنيل من هيبتها وتعطيل مؤسساتها وتأخير تقدمها.
- وكيف سنتمتع بالحرية يا دولة الرئيس، والمجتمعات العربية مخنوقة من رقبتها بإستبدادين:
الاستبداد السياسي من قبل الحاكم من ناحية، والاستبداد الديني من قبل رجل الدين من ناحية أخرى؟
واذا جاءنا حاكم ديمقراطي ذكي محب لشعبه فهيم، انقلبنا عليه قبل الفجر واتهمناه أبشع الاتهامات!
واذا جاءنا رجل دين معتدل عاقل منفتح مستنير ، كفرناه بالخروج عن الملة والنصوص والثوابت والتعاليم.
وكأن التطرف في الدين هو الصراط المستقيم!
- وكيف سنصل الى السلام مع انفسنا قبل الوصول اليه مع العدو الإسرائيلي ونحن قد اعلنا الحرب على انفسنا من خلال الإرهاب المنفلت الضال وعمليات التفجير والاغتيال التي يتعرض لها احرار لبنان من قوى 14 اذار ومنذ اربع سنوات عجاف؟
اما بالنسبة للصراع الدامي بيننا وبين اسرائيل بسلاسله المتواصلة منذ اكثر من 100 عام اي بعد نشوء الحركة الصهيونية وحتى اليوم، يجب ان نحكم عليه من خلال الحقائق والوقائع وليس من خلال العواطف والانفعالات.
فكيف سيتحقق السلام مع اسرائيل والمشروع الإيراني السوري اصبح هدفه الوحيد عرقلة السلام دون ان يقدم البديل؟
للتذكير! بعد اتفاقية اوسلوا بين اسرائيل ونظمة التحرير جنح المجتمع الاسرائيلي للسلام. وحركة السلام الان الاسرائيلية الصاخبة بمئة الف متظاهر من اجل السلام في قلب تل ابيب هي اكبر دليل. ماذا حدث؟ وكيف تبخرت حركة السلام الان من مئة الف شخص الى عشرات الاشخاص المنزويين في بعض شوارع تل ابيب دون صدى؟
وانسحاب اسرائيل من جنوب لبنان جاء بعد ان انتخب الناخب الاسرائيلي ايهود براك، الذي وعد في حال انتخابه بالخروج من لبنان، وهذا ما حصل بالضبط، ولم ينتخب نتنياهو الذي كان يرفض الانسحاب.
بالطبع يجب ان لا ننسى دور المقاومة البطولي ودعم الرئيس الشهيد رفيق الحريري لها: حكومة وجيشا وفي المحافل الدولية. وايضا صمود الشعب اللبناني وتضحياته الهائلة بكافة فئاته في هذا السبيل، مما ادى الى اقتناع الناخب الاسرائيلي بجدوى الانسحاب وبالتالي رفض احتلال الأرض اللبنانية.
اما بالنسبة للوضع في فلسطين فقد اعلنت حماس الحرب على اتفاقية اوسلو وبالتالي على السلام. وبدأت بوضع المتفجرات ومنها واحدة في تل ابيب وكان رابين ما زال حيا.
ليس هذا فحسب، بل وعند زيارة أي مبعوث من اجل السلام، كانت حماس ترحب به على طريقتها بعملية انتحارية ضد المدنيين ومنهم الضحايا من العرب الاسرائيليين. حتى ان وزير الحارجية الالماني السابق فيشر والذي كان من الصقور الالمان المؤيدين للقضية الفلسطينية استقبلوه في احدى زياراته لفلسطين واسرائيل بعملية انتحارية، وصار بدل ان يعمل من اجل الضغط على اسرائيل لتحقيق السلام، يعزي الارامل والايتام.
واليوم من الذي يعرقل السلام والديمقراطية في العالم العربي دون ان يقدم البديل؟
أليس هو المحور الايراني السوري وملحقاته حماس في فلسطين، حزب الله في لبنان، ومقتدى الصدر وجيش المهدي والارهاب في العراق؟
وماذا حققت حماس للشعب الفلسطيني المعذب من عرقلتها لعملية السلام ؟
لا شيء سوى تفرقته وتقسيمه ومحاصرة غزة وتطويل معانته. وهي بعد ذلك من استجدت التهدئة مع اسرائيل.
اما النظام السوري فلم يبق له من شعارات التحرير والصمود والممانعة، الا شعار حق الرد! وهو الذي يهرع ذليلا الى المفاوضات التي استجداها بشار الاسد من تركيا واسرائيل بقوله في احدى خطاباته الموجهة لاولمرت: فليجربونا! اي فلتجربه اسرائيل هل يريد السلام ام لا!
- وكيف سنصل الى العدالة في العالم العربي دون استقلالية القضاء بالفصل الكامل بين السلطتين القضائية والسياسية.
وما دامت السياسة تتدخل بالقضاء وتتلاعب بأحكامه وتمارس سيطرتها عليه، فلا يمكن ان نصل الى العدالة.
وكيف سنصل الى ميزان العدالة الذهبي ونحن نغلق مجلس النواب في وجه المحكمة الدولية، لكي لا تقر، ولا تنكشف الحقيقة، ولا نصل اليها، بل ونكسر ميزانها الذهبي لينتصر القاتل ومعه شريعة الغابة؟
على كل حال يبقى كلام الأستاذ الفذ فؤاد السنيورة ترجمة حرفية لأحلامنا الوردية التي حلمنا بها جميعا في الوحدة العربية، وضحينا من أجلها التضحيات الجسام، أجَلَّ التضحيات وهدرنا الطاقات، وقدمنا مئات الآلاف بل الملايين من الشهداء، ومنذ قيام الثورة العربية الكبرى في وجه الاحتلال التركي ومن ثم الثورات الأخرى المتلاحقة في وجه الاستعمار الغربي من المحيط المغربي الى الخليج العربي، والتي أدت إلى استقلال دولنا؟ تابع غدا. أين كنا وأين صرنا يا دولة الرئيس السنيورة؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الكاتب:سعيد علم الدين :القراءة من الآخر كما يقولون( هات من الآخر) وليس من باب اقرأ المكتوب من عنوانه ؛ أعجب عندما قرأت انك من مؤيدي الثورة العربية الكبرى والتي قادها الشهيد الشريف الحسين بن علي شريف مكة والعرب.أتدري لم شريف العرب لانه رفض ان يساوم الغاصب بالتاج مقابل فلسطين .وأنت غاضب من المقاومين في اي ارض كانوا وتريد السلام مع الغاصبين وا عجبي!!!!!!!! للتناقض الفكري والتاريخي وحتى الجغرافي ..وا عجبي!!!!!!! ابوسامي