السبت، نوفمبر 15، 2008

النظام الرأسمالى يعانى سكرات الموت ولا أمل فى نجاته



ناصر الحايك

لم يكن هناك وجه او مجال حتى للمقارنة بين المدركين لهول المخاطر المتربصة بالأمة جراء الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة بسبب جشع شركات المقامرة الامريكية المهيمنة على مدخرات البشر والتى يبدو بأنها لن يهنأ لها بال الا اذا اصطحبت دول العالم كافة فى رحلة الهلاك الأخيرة وبين اولئك المتهافتين لتلبية دعوة هنا ووليمة هناك والتملق لهذا وذاك والباحثين عن تقنيات حديثة لاضاعة الوقت حيث ظهر ذلك جليا من خلال المستوى الثقافى الرفيع للمشاركين فى ندوة فكرية بعنوان "الأزمات الاقتصادية بين الاسلام والرأسمالية " عقدت مؤخرا فى منتدى التفاعل الثقافى والاجتماعى بالعاصمة النمساوية فيينا واستقطبت نخبة من الباحثين والأكاديميين وأئمة بعض المساجد اصغوا جميعهم باهتمام بالغ للمفكر الشاب الدكتور ياسر صابر وهو يلقى محاضرة قيمة تخللتها مداخلات أثرت اللقاء فضل فيها عدم الاكتفاء بتشخيص المرض العضال سالف الذكر الذى بدأ ينهش العالم بأسره بعد أن حمل المسؤولية المباشرة الى تغول الرأسمالية وتكشيرها عن أنيابها القبيحة بل ذهب المفكر الى أبعد من ذلك عندما قدم وصفة علاجية ناجعة وجذرية للوباء الخبيث استخلصها من القرأن الكريم والسنة الشريفة واستنكر ما سماه بالمسكنات والمهدئات التى يصفها الغرب لتخفيف الأعراض الموجعة للنكسة المالية بهدف اطالة أمد هذا النظام العنكبوتى الواهى على حد قوله .

وفى نفس السياق عرج صابر على جنبات التاريخ وأبحر فى ذاكرته قليلا بتطرقه الى الحرب العالمية الأولى وكيف تم فيها استنزاف أموال باهظة مما اضطر تلك الدول المتحاربة الى طباعة أوراق نقدية والتنازل عن الذهب والفضة بعد أن بدءا بالنفاذ حيث كانا مقياسا حقيقيا لتقدير جهد المنفعة على مدار ثلاثة الآف عام .

ولم يغفل عن الأسباب التى أدت الى افلاس البنوك الربوية وشركات البورصة العملاقة وأهمها : الملكية الفردية المطلقة والتعامل مع أرقام مالية وهمية تتبخر فى الهواء وتتلاشى الى العدم وتطبيق الرأسماليين لمصطلح يسمى ( خلق المال ) بحسب تعبيره .

وسخر المحاضر من خطة الانقاذ المزعومة التى أطلقتها أمريكا ودول أوروبية عديدة والمتمثلة بضخ الأموال فى الأسواق . وعقب قائلا : " انهم يزيدون الطين بلة " لأن هذا مايسمى بالاقتصاد الافتراضى أى ليس له وجود فعلى .

وأوضح بأن حركة المال فى الدولة الاسلامية هى حركة مال حقيقية لأن الاسلام حرم الربا بكل صوره وأنواعه وحدد أنواع الملكية ، ووضع قواعد فى المعاملات التجارية مما يجعله الضامن الوحيد لرفاهية ورخاء المجتمع .

وطمأن الحاضرين قائلا : لم يعد باستطاعة الغرب المنهك اقتصاديا والموشك على حافة الانهيار شن المزيد من الحروب بعد تجربته الفاشلة فى العراق وأفغانستان وتجرعه مرارة الهزيمة .

وختم بأن النظام الرأسمالى أصبح عبارة عن رجل سقيم قابع فى غرفة الانعاش يحتضر وعلى وشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وفرص نجاته تكاد تكون شبه معدومة منوها الى ضرورة تطبيق النظام الاسلامى فى كنف دولة اسلامية حتى يؤتى ثماره .

فيينا النمسا

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

الى ايتام الرأسمالية من دويلات النفط القزمية في الخليج العربي والى خدام البيت الأبيض في الجزيرة العربية نسأل الله تعالى أن يرجعكم الى قرنين من الزمن لتسعوا في البحث عن الماء والكلأ انتم وبعرانكم وحميركم بعدما تحولت المنطقة الى ماخور للأمريكان والفرس وكولية الهندستان واصبح المواطن العربي بأستطاعته الدخول الى الجنة والأقامة فيها بينما يصعب دخوله الى مواخيركم النفطية وغلوكم في البذخ على التفاهات بينما يحرم فقراء العرب الآخرون من هذه النعمة في مصر وموريتانيا والصومال والسودان وسوريا والأردن ....شالم ياربع عاليخم شالوم

غير معرف يقول...

ماأحوجنا لأمثال هذه المحاضرات، ليت الفضائيات العربية تسجل لنا مثل هذه الفعاليات الهامة وتعرضها على كل الناس. بدل أن يخصصوا عشرات الفضائيات بالأخبار الروتانية والجزيرية والعروبية التافهة، والتي تنفق عليها مئات الملايين من أموال الناس الغلابة.

أسأل: هل الفهمانين من اقتصاديي الشعوب المركوبة موجودون فقط في النمسا؟
حقيقة، تحية إكبار لهؤلاء الشجعان فقد تابعت ومازلت نشاطاتهم ووجدت أنهم أفهم ناس في الاقتصاد والسياسة والإسلام..بس مش فاهم لماذا هم مغمورون!
يعني لاأحد يعرفهم!!؟

مع تحياتي

غير معرف يقول...

let us be so a ware of such optimistic views so we can say there is a deep krise but the captitalism can always begin a gain and not stop cheating or suurendor.
first the real economy is still there and it is not affected.
second the krises were one faeture for capital , always change its leather like a snake.
but the real knock will be with a state which can lead the poor agiainst the rich capital.
thanks

غير معرف يقول...

المشكلة أدت إلى زيادة الإقتصاد الإفتراضى بنسبة تصل إلى 80 % من حجم الإقتصاد وهذا يعنى أن العودة إلى نظام ثابت غير ممكنة وليس فى إمكانيات هذه الدول لذلك فإن الإقتصاد الحقيقى الذى لم يمس بعد لايضمن إستمرار هذه الدول كما هى.

لذلك الوصف الحقيقى للأزمة أنها إحتضار للرأسمالية ولم يبقى لها إلا أن توجه لها الضربة القاضية من دولة مبدئية تطبق الإسلام.